انطلقت قبل أيام عملية عملية جني عسل الموالح «الحمضيات» بمختلف مناطق المملكة، وتبيّن وفقا لمهتمين بهذا المجال، أن الإنتاج عرف تفاوتا بين المناطق المعروفة عادة بكثرة إنتاجها لهذا النوع من العسل. وأشارت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب في هذا الإطار إلى أن منطقة الغرب عرفت إنتاجا تراوح بين المتوسط والجيد، بينما كان المنتوج متوسطا في منطقة سوس ماسة، في الوقت الذي اشتكى فيه نحالو منطقتي بركان وبني ملال من نقص كبير في إنتاج هذه السنة، مبرزين أن السبب الذي أدى إلى ذلك هو التقلبات الجوية التي عرفتها هاتان المنطقتان أثناء إزهار أشجار الحمضيات، إضافة إلى التقلص الشديد في مياه الري، خاصة بمنطقة بني ملال.
وأوضحت النقابة في بلاغ لها تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه أن سعر الكيلوغرام من عسل الحمضيات قد سجل هذه السنة مع بداية جنيه ارتفاعا ملحوظا فاقت نسبته 25 في المئة مقارنة بسعره المعهود، إذ تراوح سعره هذا الموسم ما بين 50 و62 درهما للكيلوغرام الواحد بالجملة، وهو ما يعني أن سعر بيعه بالتقسيط سيعرف بدوره ارتفاعا ستكون له حتما آثاره على جيب المستهلك الذي اعتاد الإقبال على هذا النوع من العسل.
وأكدت النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب أنها قد لاحظت لجوء عدد من المنتجين، في ظل المنافسة الشرسة بين العسل المستورد والعسل المحلي، إلى الترويج لإنتاجهم من العسل المحلي عبر شبكة الأنترنيت مع تقديم بعضهم خدمات التوصيل بالمجان، وهو ما اعتبرته «مبادرة نوعية متطورة ستساهم بشكل من الأشكال في استعادة العسل المحلي لمكانته لدى المستهلك المغربي الذي أصبح حائرا نتيجة غزو العسل المستورد للأسواق المغربية». وأبرز الإطار النقابي أن إنتاج العسل ببلادنا «قد سجل خلال سنة 2022 نقصا كبيرا ناهزت نسبته 70 في المئة مقارنة مع سنة 2021، وذلك بفعل ظاهرة انهيار خلايا النحل بالمغرب».
وارتباطا بالشهر الفضيل الذي انصرمت أيامه خلال نهاية الأسبوع الفارط، أوضح الفاعلون المهتمون بتربية النحل، أن المنتجين وتجار العسل بالجملة قد عبّروا عن شكواهم بسبب الانخفاض الكبير الذي عرفه الإقبال على العسل المحلي خلال شهر رمضان جراء اكتساح العسل المستورد للأسواق الوطنية وللمراكز التجارية الكبرى. وطالبت النقابة في هذا الصدد بـ «دعم المنتوج المحلي من العسل من خلال تفعيل آليات تثمينه وحمايته»، مشددة على أن «العسل المغربي يعدّ من بين أجود أنواع العسل عالميا بفضل ما تزخر به بلادنا من غطاء نباتي متنوع».