63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب : المؤتمر الرابع عشر لاتحاد كتاب المغرب: الاستمرارية وضرورة المراجعة

واكب الإعلام الوطني والعربي تحضيرات المؤتمر 14 لاتحاد كتاب المغرب كما رافقها عدد من أعضاء الاتحاد وبعض المثقفين المهتمين من غير الاعضاء بالمبادرة الى نشر وجهات نظر في أكثر من منبر إعلامي، وأكدوا على أهمية هذا الإطار الثقافي الوطني ومكانته المركبة في الحقل الثقافي الوطني والعربي. كما ألحوا على ضرورة إنجاح هذا المؤتمر لا فقط من حيث الحضور ونوعيته. ولا من حيث الحاجة الى النضج والمسؤولية، ولكن بترسيخ البنيات الديمقراطية للمؤسسة، وطرح استراتيجية جديدة للعمل الثقافي تأخذ بعين الاعتبار مكتسبات الاتحاد والوضع المستجد بالمغرب سياسيا وثقافيا، ودلالة انفتاح هذه المنظمة على الأجيال الجديدة في الكتابة والإبداع والتفكير، واحتضانها لمكونات التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب، ودعمها لحضور ومساهمة الجنس الآخر في الكتابة والنشر، وهي المواكبة التي تطرقت لها الجريدة في عددها بتاريخ 24 نونبر 1998، وسجلت بخصوصها قيادة الاتحاد ) ،بتقدير، مساهمات بعض المؤسسات الاعلامية الوطنية في دعم المؤتمر بينها جريدتا (الاتحاد الاشتراكي« و »ليبراسيون« وشخصيات وطنية فضلا عن منحة الوزارة الوصية للمؤتمر بطبيعة الحال.
وقد شكل المؤتمر الرابع عشر لاتحاد كتاب المغرب المنعقد بالرباط بتاريخ28 نونبر 1998، وككل المؤتمرات السابقة، فرصة لإعادة تجديد استراتيجية هذه المؤسسة الثقافية الوطنية، سواء من حيث تحديد المنطلقات والأهداف، أو التفكير الجدي في وسائل العمل التي يقتضيها حجم الرهانات والمطامح، أو من حيث طبيعة العلائق بين أعضاء الاتحاد القدامى والجدد، وإعادة الدفء للعلائق الإنسانية والثقافية، وفتح الباب واسعا أمام المبدعين والأدباء والمنتجين الحقيقيين للفكر والمعرفة من مختلف الأجيال، وبمختلف اللغات، ومن كل الحساسيات والتوجهات.
في ظل هذه الرهانات، جاءت افتتاحية “الملحق الثقافي” للجريدة بتاريخ 27 نونبر 1998 قبل انعقاد المؤتمر 14 بيوم، لتؤكد على طبيعة السياق الثقافي والاجتماعي والسياسي الجديد الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر. ومنه أنه مؤتمر يندرج ضمن استمرارية معينة ظلت تتجدد عبرها الاسئلة والتصورات، خاصة منها ما يتعلق بممارستنا الثقافية الوطنية، وبطبيعة اتحاد كتاب المغرب كمنظمة ثقافية ونقابية مستقلة ظلت تستقطب لفترة طويلة اهتمامات واقتناعات أغلبية الكتاب المغاربة، وتعمل على ترسيخ وضع اعتباري يليق بهم، وتحقيق أرضية مشتركة توحد مطالبهم ومواقفهم تجاه الدولة والمجتمع.
الافتتاحية اعتبرت أن ” هذه الاستمرارية لتجربة ثرية في حقلنا الثقافي لايمكنها إلا أن تتاثر وقد تأثرت بالفعل – بسيرورة الثقافة المغربية بكل تحولاتها على مستوى الانتاج والفكر والكتابة والعلائق، وهو ما أصبح يطرح على اتحاد كتاب المغرب ضرورة تجديد حقيقي ومنهجي في بنيات عمله وخطابه، وفي توسيع دائرة نشاطه وإشعاعه، ليس فحسب داخل المغرب وفي الوطن العربي، بل وبالانفتاح على مختلف الجغرافيات الأدبية والثقافية في العالم (القرية الصغيرة التي نجوبها كل مساء من خلال الفضائيات)، وبالخصوص الفضاء الافريقي والمتوسطي الذي لا أحد يفهم لماذا أدرنا له – حتى الآن – ظهورنا في برامجنا وتحركاتنا كاتحاد؟
ولأن سؤال الاستمرارية والحاجة ظل مطروحا دوما في ظل التحولات المتسارعة التي تسم المشهد الثقافي العالمي، فإن الافتتاحية شددت على أن “اتحاد كتاب المغرب مازال بإمكانه أن يلعب دورا كبيرا في حياتنا الثقافية الوطنية، لما له من رصيد رمزي ومادي، وما تراكم لديه من تجربة وحضور كأحد أهم اطارات المجتمع المدني. وسيكون من قبيل الأوهام تصور بدائل أخرى تمحو أو تلغي هذا الإطار الذي يعتبر مكتسبا للثقافة المغربية الحديثة. كما أن حمى التشويش واللغط الاعلامي الرخيص التي ألفناها خلال انعقاد كل مؤتمر من مؤتمرات الاتحاد، وحرب الإشاعات والإشاعات المضادة لن تلهي أعضاء الاتحاد من الكتاب والمثقفين عن الأساسي في هذه المرحلة: ضمان الاستمرارية والحرص على التجديد وإعادة تشييد القيم والعلائق وأساليب العمل”.
وقد وضع المؤتمر في برنامجه الإعلان عن عن جائزة الادباء الشباب وعن منشورات جديدة للاتحاد، وهي عبارة عن كتيبات تتضمن لقاءات الشهر مع الاساتذة محمد مفتاح، ادريس الخوري وعبد الله شقرون. كما حافظ على علاقته الجيدة مع الاتحادات العربية التي سجلت حضورها والتي من بينها خلال المؤتمر 14 كان الأستاذ علي عقلة عرسان، رئيس الاتحاد العام للكتاب والادباء العرب، رئيس اتحاد أدباء سوريا، وممثل عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وآخر عن اتحاد أدباء العراق.


بتاريخ : 28/04/2023