أتى حريق اندلع مساء يوم الأحد الأخير بسوق قطع الغيار المستعملة بمنطقة السالمية بالدار البيضاء على ثمانية محلات، وخلف بها خسائر مالية كبيرة قدرت بالملايين ، لكونها كانت مليئة بالأطنان من قطع الغيار المستوردة من الخارج .وفي هذا الإطار صرح لجريدتنا تاجر بالسوق: « لقد خلف الحريق خسائر كبيرة ويكفي أن أذكر أنه شب في ثمانية محلات واحد منها يعد من أكبر المحلات المستوردة لقطع الغيار على المستوى الوطني، وقد تكبد خسائر لكم أن تتصوروا حجمها، إذ رغم أن السوق معروف ببيع القطع القديمة ولكنه أيضا يوفر القطع الجديدة النادرة». أما صاحب محل آخر، فبالإضافة إلى أن النيران أتت على سلعه، فإنه تكبد أيضا خسارة سيولة مالية مهمة، كان قد تحصل عليها في صفقة أبرمها يوم السبت، وينوي إيداعها البنك يوم الثلاثاء، وفضل تركها في الخزنة إلى حين وصول موعد الإيداع ..»
الحريق، وإن كانت تجهل أسبابه ومن وراءه، فإن جل التجار يؤكدون أنه شب في الوهلة الأولى في إحدى السيارات المتلاشية القابعة قرب هذه المحلات، قبل أن يجهز على المحلات الثمانية.
عشوائية السوق وسوء تنظيمه سبب عراقيل كبيرة لرجال الإطفاء منعتهم من القيام بمهمتهم بسهولة، بدءا بصنابير المياه العمومية الموضوعة رهن إشارة إخماد الحرائق إذ كانت لا تمرر المياه، وهو ما أخر عملية التدخل إلى أن تم الاتصال بشركة ليدك لتوفير الصبيب. أيضا وجد رجال المطافئ أمامهم ممرات ضيقة يستحيل معها مرور شاحنات الإخماد ، وإضافة إلى كونها ضيقة فإنها ممتلئة بالمتلاشيات ما جعلهم يعولون على اجتهادهم الذاتي لتطويق الحريق والحيلولة دون انتشاره بشكل أكبر .
شهود حضروا بموقع الحريق أكدوا أنه تم إخلاء أحد المحلات القريب من انتشار النيران وهدمه حتى لا تمر هذه النيران إلى 1200 محل آخر يؤثثون هذا السوق وكانت هذه هي الطريقة الأنجع لتطويق ألسنة النار..
سوق المتلاشيات السالمية يدر مداخيل مالية ضئيلة على جماعة الدار البيضاء ، إذ يؤدي أصحاب المحلات سومة استغلال حسب المتر مربع ، وكان التجار قد طالبوا غير ما مرة المسؤولين بإعادة تنظيم السوق لأنه يشهد رواجا ماليا كبيرا وبإمكان الجماعة أن تستفيد من هذا الرواج ، من خلال مراجعة السومة الضئيلة التي تستخلص من المحلات وذلك بإصدار قرار جبائي جديد يستند على مستوى الرواج التجاري الكبير هناك ، ولكن في المقابل أن تعمل على توفير شروط اشتغال جيدة مع توفير الماء والكهرباء المنعدمين فيه ، وتوفير بعض الخدمات أقلها مراحيض عمومية ستوفر لها مداخيل إضافية ، لكن صم الآذان جعل الفضوليين يتحكمون في السوق الذي يتحول ليلا الى مرتع للمتشردين والمبحوث عنهم من طرف العدالة .
التجار كانوا قد تقدموا لمختلف الجهات المسؤولة بمشروع إحداث سوق جديد ، تتوفر فيه المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، وحددوا مختلف الاستفادات التي ستعود بالربح على خزينة الدولة ، لكن هذا المشروع لم يلق التفاعل المطلوب.
خسائر بملايين الدراهم بسبب اندلاع حريق بسوق المتلاشيات السالمية

الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 02/05/2023