الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: يندرج ضمن خطوات تحقيق عدالة مجالية في القطاع

إحداث المستشفيات الجامعية وكليات الطب يعمّم الخدمات الصحية على كافة الشرائح الاجتماعية

 

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف أن تدشين جلالة الملك محمد السادس للمستشفى الجامعي الجديد بطنجة يعتبر خطوة جد مهمة تنضاف إلى سلسلة خطوات تجويد المنظومة الصحية التي انخرطت فيها بلادنا وبقوة تفعيلا للتعليمات الملكية السامية من أجل التنزيل السليم لورش الحماية الاجتماعية. وشدد رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» على أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس يعتبر قطبا أكاديميا وطبيا يعكس الرغبة الملكية الكبيرة في الاعتناء بصحة المواطنين المغاربة على قدم المساواة وفي تمكينهم من الولوج السلس والمتكافئ للخدمات الصحية دون قيود، سواء كانت مادية أو معنوية، كما أنها تترجم طبيعة العمل الذي يتم القيام به من خلال تنزيل السياسات والبرامج التنموية والاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق عدالة صحية مجالية.
وأبرز الدكتور عفيف في تصريحه للجريدة على هامش انعقاد اللقاءات الإفريقية لاختصاصيي طب الأطفال التي احتضنتها عروس الشمال بحضور أطباء من فرنسا ومن القارة الإفريقية إضافة إلى المغرب، وهو الحدث الذي تم تنظيمه تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للامريم وبشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، أن المستشفى الجامعي الجديد بطنجة ليس مجرد فضاء صحي سيقدم خدمات طبية مختلفة من المستوى الثالث للساكنة التي ستستفيد منه فحسب، بل يشكّل كذلك صرحا علميا للتكوين التطبيقي الموجه لفائدة أطباء الغد بالشكل الذي سيسمح بالرفع من أعداد الموارد البشرية التي تحتاجها بلادنا نظرا للخصاص المسجل في هذا الصدد، والذي بكل أسف يتواصل بفعل نزيف هجرة الأطر الصحية نحو دول تقدم الكثير من الإغراءات لاستقطاب الكفاءات الطبية والتمريضية في مختلف التخصصات.
وأوضح الخبير الصحي أن تحقيق عدالة مجالية صحية يعتبر مطلبا أساسيا للتخفيف من معاناة ساكنة العديد من المناطق المغربية خاصة النائية منها، التي تكون في حاجة إلى قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مستشفى جامعي، في ظل معاناة مادية ومعنوية، مشيرا إلى أهمية إحداث خارطة صحية لتحديد الاحتياجات سواء تعلق الأمر بالأمراض وبخصوصياتها ونوعيتها، التي قد تكون أولوية في مناطق لكنها في مناطق أخرى قد تكون ثانوية أو غير واردة كمعضلة صحية بنفس الدرجة، أو تعلّق بالبنيات الصحية وبالموارد البشرية واللوجسيتيكية التي يجب توفيرها على صعيد الجهات، هاته الأخيرة التي يجب أن تشتغل فيما بينها في إطار متضامن ومتكامل للمساهمة في تحقيق الأمن الصحي المنشود على امتداد ربوع المملكة.
وأكد الدكتور عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الاشتغال في إطار المجموعات الصحية الترابية جهويا ومواصلة إحداث مستشفيات جامعية وكليات للطب سيسمح بتكوين أطباء الغد من أبناء المنطقة وسيتيح توظيفهم في ترابها، مما سيضمن تجاوز العديد من المعيقات المرتبطة بالتعيينات وبالحركة الانتقالية وغيرها من التفاصيل التي أدّت في وقت سابق إلى الرفع من سلسلة الإكراهات التي اعترضت طريق تجويد المنظومة الصحية في بلادنا. وأشار المتحدث في هذا الإطار إلى أن مستشفيات جامعية سترى النور قريبا كما هو الحال بالنسبة لأكادير والعيون، مضيفا بأن الموسم الجامعي المقبل 2023-2024 سيعرف انطلاق تكوين أطباء المستقبل في كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة التي تم إحداثها في بني ملال والرشيدية وكلميم، مشددا على أن العمل الجاد الذي يتم القيام به سيتواصل لكي تتوفر في كل جهة كلية للطب وإلى جانبها مستشفى جامعي وهو الأمر الذي سيخدم الصحة العامة ومستقبل التكوين الطبي في بلادنا.


الكاتب : طنجة: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/05/2023