63 سنة من تاريخ اتحاد كتاب المغرب :في أفق عقد المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب

الحسم في صفة «الجمعية ذات النفع العام»

 

في أفق عقد المؤتمر 16 لاتحاد كتاب المغرب، أيام 25،26، 27….2005، خصصت جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ضمن ملحقها الثقافي، ملفا حول رهانات المرحلة الثقافية وواقع المنظمة، شارك فيه كل من الشاعر محمد بودويك، والأكاديمية رشيدة بنمسعود والكاتب محمد صوف بهدف المساهمة في بلورة أجوبة عن التحولات التي أفرزتها المرحلة آنذاك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا،ولمواكبةأسئلة المشروع الحداثي

 

 

هل مناسبة انعقاد المؤتمر لا تعدو الفرح وتجديد اللقاء، وترسيخ الانتساب، وتبادل الأنخاب ثم انقضاض السامر؟
إنها – بالأحرى – وقفة تأمل وحساب.. تأمل في المنجز والمنفذ. تأمل في وضعية الثقافة المغربية بوصفها هوية وذاتا وأنتروبولوجيا وأنطولوجيا، وحضورا واستشرافا، وكذا في وضعية الكاتب المغربي مفردا وجمعا، أو في وضعه الاعتباري. إذا شئنا تجميل الديباجة والاحتماء بالمسكوك.
ثم هي وقفة حساب ومحاسبة من حيث الوقوف على مكمن التفريط في أمر أو عدة أمور ذوات شأن وأهمية حسم فيها المؤتمر السابق، وكلف المكتب المركزي بالمبادأة بها، وترجمتها إلى حيز الواقع مع الأطراف المعنية والجهات المختصة أو من حيث إهمال توصيات انعقد بخصوصها الإجماع، فلم يبق إلا أن يثلج المسعى صدور المؤتمرين، ويتفق وأفق انتظارهم!!
إن تاريخ منظمتنا لهو تاريخ رمزي مشع تحقق بفضل ماراكمه وأنجزه وثبته الرعيل الأول المؤسس، وعقبه الذي ضخ الدم في الشرايين الدكتور لحبابي والصباغ وغلاب واليابوري وبرادة والأشعري والجواهري ونجمي، بمعية زملائهم في المكاتب المركزية المتعاقبة.
ولهذا السبب بالذات، ولداعي الاستمرارية ننتظر من المحطة القادمة تفعيلا للقرارات التي تبلورت في أثناء المؤتمر الأخير، وننتظر اقتراحات عملية وخطوات إجرائي، وخططا قابلة للتصريف والتنفيذ في المدى القريب والمنظور حتى لا يظل اتحاد الكتاب عبئا إضافيا أو زائدة دودية في أحسن تعديل.
كما ينبغي الابتعاد عن المزايدات، تفاديا من السقوط في الزعانف السياسوية، والتعلم الثقافوي، والأطياف الإيديولوجية المتورمة. ننتظر تشخيصا علميا دقيقا للوضع الثقافي.. مرتكزا على الاستقراءالسوسيولوجي والمعاينة الميدانية الإحصائية والمعطيات الواقعية ضمن راهن الثقافة المغربية، واعتمالاتها وتلقياتها في مناخ اجتماعي اقتصادي موسوم بالاختناق والبندولية.
وننتظر الحسم النهائي في مسألة صفة الجمعية ذات النفع العام، إما ببلورة ملموسيتها على الفور في مجال الوضع الاعتباري للكاتب المغربي وحقه الذي لا يمارى في العيش الكريم، والكرامة الموفورة، أو بتطليقها وعدم الخوض فيها ونقترح مايلي على المؤتمر:
– الانفتاح على فضاء الثقافة الإفريقية ذات البهاء والتجذر الميثي والقرباني والتاريخي، وذات البعد التحرري المقاوم. كعامل إثراء وتخصيب لثقافتنا الوطنية.
-إعادة صياغة ميثاق شرف اتحاد الكتاب المغاربة في ضوء الانقلابات المعرفية والتحولات والإبدالات والعناوين الكونية الكبرى.
– فتح جسر موصول بقطاع التربية والتكوين لأنه متنفس المثقف ورئته الأخرى.
– أن تتسم مواقف جمعيتنا بالوضوح والصرامة والطليعية، درءا للانتظار والارتباك وأنصاف البيانات بمعنى أن يكون لها صوتها النابع من نبضها الإبداعي والفكري والمعرفي ليس غير.
وعودا الى الوضع الاعتباري للكاتب، أحب ان أطرح الأسئلة التالية من باب التذكير، مقترحا ترهينها في أبهاء المؤتمر:
أين هي الاستفادة من الصندوق المحدث لتمويل مختلف الخدمات التي يستفيد منها الكتاب الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في القانون؟
أين هو حلم التفرغ لمدة زمنية محددة قصد إنجاز عمل إبداعي ما ؟
وهل حل مشكل الكتاب الموظفين في قطاع التربية الوطنية بالخصوص، فكر فيه من حيث إيلاؤهم المكانة المستحقة تماشيا مع مستواهم المعرفي والثقافي والتربوي في مختلف مؤسسات التعليم العمومي، بما يتيح تصريف كفاءاتهم وإفادة الناشئة.. وتكوينها؟
لم ننس ما قام به المكتب المركزي من أعمال معتبرة كتنظيم ودعم اللقاءات والندوات الثقافية، وحرصه على الحضور المتوهج في المشرق مع تحفظاتنا على بعضها.
إنها بعض من انتظاراتنا
المشرعة والمشروعة، نأمل أن يلتفت إليها المؤتمر إلى جانب ما سيطرح أوراق فيه. فالمدخل إلى عودة التوهج والسطوع إلى منظمتنا، ونجاح المؤتمر يستكن – لاريب – في الكلام القليل العميق والرأي الرصين المسنود. والفعل الكثير المدروس بحسبان.


الكاتب : محمد بودويك

  

بتاريخ : 09/05/2023