طالما أننا أتينا على ذكر اسم «تفرسيت» و» فن ثاماوايث (الماية أو الموال)» في عنوان هذا المقال، فلا بأس من التأكيد مرة أخرى بأنها عرابة فن» ثاماوايث» بالأطلس المتوسط بدون خجل، وهذا أمر غير مبالغ فيه بالنسبة للعارفين بأسرار الإبداع الأمازيغي، فلم تكن نجمة هذا الفن فحسب بل تجاوزت هذا الوصف، مادامت النجومية التي حققتها في مسارها الحافل بالإنجازات لم تضف لها شيئا يمكن الأخذ به بعين الاعتبار.
فبعد سنوات من العطاء والأداء المميز، أصبحت النجومية لديها أمرا عاديا ربما لأنها نجمة منذ أن عرف الناس قوة فنها الطبيعي – إن صح هذا الوصف-، النابع من موهبتها المثيرة للدهشة إلى درجة أن أصبحت ملاذاً يقصده الحالمون بالحب سعيا إلى معانقة أسرار هذا الكون الفسيح، وكان سائغاً أن ترى البسطاء يحفظون جل أغانيها، والعمال يترنمون بكلماتها وهم يكدون، ولهذا أكد أحد الحرفيين،- وغيره من ممتبعي فنها – أنه يستحيل أن يشرع في عمله بعيدا عن أنغامها وصوتها الشجي.
لكن دعونا أولا في هذه الوقفة للتعرف أكثر إلى هذه الفنانة الأطلسية التي يستحيل للذاكرة الجمعية أن تغفل وجودها، أو أعمالها التي ستظل محفورة في تاريخ الإبداع والغناء الأمازيغي – المغربي المعاصر.
فبخنيفرة، وتحديدا بقبيلة أيت لحسن «قرية كاف النسور» – بدوار أيت حمّاد أو بولمان- ولدت يامنة نعزيز تفرسيت عام 1930م، والطريف أن جذور اسمها العائلي يعود إلى واقعة بطلها جدها المسمى «موحى»، فقد روى أن عصابة من اللصوص هاجمته، وحاولت السيطرة عليه، بلا رحمة، لكنها لم تستطع أن تصل إلى أهدافها بعدما تمكن من مواجهتها، والقضاء على أثرها بشكل يسترعي الانتباه، وعندما شاع هذا الخبر وقتذاك في قبيلته، وكثر الحديث عن قوته وشجاعته، تم الإجماع على أن موحى الزعيم «افترس» اللصوص التي أرادت افتراسه بكل قواها.
ومن تلك الحادثة اتخذت يامنة نعزيز عام 1968م لقب جدها كاسم عائلي أي «تفرست»، وبحكم كونها أنثى، فعامة الأمازيغ يطلق عليها «توفرست»، ومن ثم فهم ينادونها « يا توفرست»، وهذا هو السائد في هذه البيئة.
أما والدها فهو «أعزيز بن موحى» ووالدتها «فاظمة نالدهبي»، وقد عرفا بالشعر لدى عامة الساكنة، لكن شعرهما في الغالب كان محصورا بين أركان البيت الذي لا يخفى على ابنتهما يامنة التي تحفظ أسراره – أي التراشق الشعري بين الأب والأم – وفي ظل تلك الأجواء تعلمت الكثير قبل أن تخرج إلى الوسط الفني الأمازيغي الأطلسي المتوسطي، وقد كانت بدايتها الفنية العملية عام 1934م، ولم تكن عادية – كما أشرنا في البداية-.
فعندما تشدو يامنة نعزيز تفرسيت ب «ثاماوايث» أي « المايا»، « الموال»- وبمنطقة إملشيل تسمى «تلاوت» أو « ثهواويث»- فإن الكائنات تصمت، وتنصت للصوت الآتي من جبال الأطلس المتوسط الشامخة، أما كلماتها المليئة بأسرار المعاني فتسحر المستمعين قبل أن تعانق السماء.
فموهبة تفرسيت الفنية انبثقت من أعماق الطبيعة، ففي الوقت الذي كانت بنات ونساء قريتها يَسْعَين إلى جمع كلأ المواشي، والعمل في الحقول والمراعي فإن مهمة توفرست لم تكن سوى الغناء، فهي رفيقتهن من أجل ذلك، وهذا عملها بطلبهن الذي لقي قبولا ورضا منها، فهي تعمل على ترديد مقاطع غنائية لتخفف عنهن العناء، ومشقة العمل.
لصناعة أغانيها وألحانها بصوتها الشجي الخاص، كانت تفرسيت تقوم بطريقة عجيبة؛ حيث تعمد إلى أداء أغانيها، وهي تضرب بخفة على حنجرتها بواسطة سبابتها اليمنى، لإنتاج صوت مفعم بدوائر وموجات، كَلَحْن يتسم بالارتفاع تارة والانخفاض تارة أخرى، وفي تلك الأحوال تظل ممتلكة ناصية الأغنية حتى نهايتها.
إن هذه الطريقة التي ترتكز على دغدغة الحنجرة بالأصبع أثناء الأداء تخلق تموجا نغميا طريفا، وفي حالات تؤدي إلى مسخ معالم هذه الأغنية بشكل فني دون فقدان جماليتها بل بالعكس فهي تزداد جمالية، كما تحقق بذلك تفردا – وأعتقد أن فهم ما أشرت إليه يحتاج إلى وقفة عند إبداعاتها حتى تتضح سر صناعة تفرسيت لثاماوايت التي تنفرد بها -.
صحيح أن التراشق بشعر ثاماوايت من الأمور المعروفة بجبال الأطلس المتوسط، وه في الوقت نفسه يستخدام لتحقيق التواصل، عن طريق النداء من بعيد بغية العودة للبيت مثلا في حالة إذا كانت المسافة بعيدة بين شخصين – ذكرا أو أنثى-، كما يمكن تبليغ السلام من بعيد عن طريق ثماوايت.
وعلى أنغام وصوت «يامنة نعزيز تفرسيت» يمكن لنور الإبداع أن يضيء جبال الأطلس، فصوتها لامثيل له، فقد أوجد مساحة رحبة لنفسه، ما بين نعومة صوت «عائشة تغزافت» التي غنت الروائع مع «حمو باليازيد»، وفخامة صوت «حادة وعكي»، والتي لا تخفى روائعها مع «بناصر أوخويا»، وشقاوة صوت «إيطو مولود» المعروفة بأغانيها مع الفنان «أعشوش لحسن»، ورحابة صوت «فاطمة توسيدانت» الممزوج بروائع الفنانين «محمد رويشة» و «محمد مغني».
والحق أن إبداعات، وصوت يامنة نعزيز تفرسيت زاد من تألقه، وانتشاره ألحان المرحوم حمّاد نمينة التي كانت بمثابة الإلهام الذي نزل على حنجرتها. وحماد نمينة لقب فني، واسمه الحقيقي «وربع احماد»، المزداد عام 1930م بأجلموس خنيفرة، وأصله من گلميمة – الرشيدية- فهو شاعر حباه الله صوتا دافئا، و كما يقال فقد ولد وبفمه ملعقة من ذهب، فهو الصوت الذكوري الذي اعتدنا سماعه على أمواج الإذاعة الوطنية صحبة يامنة نعزيز تفرست، وقد توفي يوم 17 يوليوز 1993م، بأجلموس.
فعلا، لقد خلف العمل الفني والغنائي المشترك لسنوات بين «حماد نمينة» و»يامنة نعزيز تفرسيت» ألحاناً وروائع بصمت مسيرتها بالتألق وحب الجماهير، ولمست نبراتها الصوتية نبضات القلب، استقرت في أعماق الروح عبر سنوات طويلة، بحكم حسن اختيارها الغنائي الذي يتسم بالرقة مع حزن مؤلم، يتخلله الأنين العميق.
يتأسس صوت تفرسيت على حس مرهف، وصدق داخلي في الغناء، ومن تجلياته إنعاش القلوب، وتحقيق راحة داخلية مليئة بالدفئ العاطفي والحب اللامحدود. فأغانيها باتت تنفذ بسرعة إلى أفئدة مستمعيها، ومن دون شك فمن أسرار نجاحها إضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه سابقا، قوة كلماتها التي نسج أروع خيوطها الشاعر الكبير «لحسن واعراب» المعروف بأشعاره الوطنية، فبسببها اعتقل، ثم نفي في فترة الاستعمار، وقد أسهم بشكل واضح في تشييد معالم رقصة أحيدوس، كما أنه يعد المؤسس الحقيقي لفرقة المايسترو «موحى الحسين أشيبان».
فسمو الكلمة والصوت واللحن، كلها عناصر مهمة فسحت المجال أمام الفنانة تفرسيت لأداء فن «ثاماوايت» أو «الماية» باقتدار وحساسية مرهفة بدون مبالغة.
ف»ثاماوايت» بالمناسبة عبارة عن مقطع شعري، أما أصلها فيعود إلى اسم مؤنث» أنمياواي»، بمعنى المرافقة أو المصاحبة، وهذا يدل على أن هذا اللون الشعري هو رفيق الإنسان في تنقلاته، ومسليه في عمله ومؤنسه في وحدته، حيث يطلق العنان لحنجرته، ويعتمد على تلوينات صوتية تؤدى غالبا في الهواء الطلق، وتؤدى بالصوت الرجولي أو النسوي على السواء، والحق أن صوت المرأة يكون أكثر إثارة وجاذبية للمستمع، كما يتجلى ذلك على سبيل المثال في إبداعات تفرسيت.
ولكي تحقق رقصة أحيدوس فرجة وإقبالا ومشاركة ومشاهدة فعالة فإنها تستهل أجواءها العامة بثاماوايث؛ كي تشد انتباه المشاهدين، فهي ميثاق شفوي يعلن عن بداية الرقصة. فثاماوايت إذن، تشكل في الحقيقة «متنفس الفرد الوحيد في أعالي الجبال» كما يرى الباحث محمد شفيق، وترتكز على لغة الحوار، أو المونولوج، لكن الدعامة الأساسية لها تتمثل في قوة الصوت وحدته، والغلو في استعمال المجاز، وتكثيف الدلالة، كما أنها لا تخلو من اعتماد الأسطورة كقناع مناورتي يلجأ إليه الشاعر لتمرير رؤيته للوجود و الكون.
لا يمكن فهم كل ملتبسات ثاماوايت إلا بالرجوع إلى بعض الألفاظ الأسطورية، فهي أكثر تعقيدا من حيث الصور والتراكيب والخصوصية البلاغية. ولا تخلو الكلمات التي توظفها تفرسيت في بناء « ثماوايت» من معالم الأسطورة وخصائصها، لكنها في الحقيقة لا تتخذها بالشكل التام وسيلة طبيعية لعرض تفاصيل الأسطورة.
لذا فمن الخطأ الاعتقاد بأن ثماوايت جاءت لتكون وسيلة لتبليغ الأساطير. وكيفما كان الأمر فالأغاني عموما وثماوايت على وجه التحديد لا تستطيع أن تكشف عن الأساطير بشكلها الكامل، لكنها تستطيع أن تبرز وتختار ما تعتقده أكثر أهمية في هذه الأساطير، وأن تمنحه كل ما لديها من خيال.
فالأغاني التي تتصدى للأساطير هي عموما أكثر تماسكا، وأكثر ترتيبا من الأساطير نفسها لأنها لا تهتم إلا بأجزاء مختارة منها أو بعض المشاهد، وتعرضها بصورة منفصلة بطريقة تبرز منزلتها وقيمتها، فالأسطورة إذن تساهم في التأثير الانفعالي أو التخيلي للغناء رافعة إياه إلى مستوى أكثر غموضا، وتشويقا لمعرفة بعض الأسرار والحكم .
ومن المتفق عليه أن الفنانة تفرسيت، كانت تعرف الأسطورة بخطوطها العريضة، وهي واضحة في أدائها لثاماوايت، وهذا يتضح مثلا في قولها: « اذرو خ اوا روياخ يا خ ثين اجضاض اياسمون قاري يعقوب ارث قارخ» ومقتضى ما جاءت به هنا، يحيل إلى أسطورة تستعيد حكايات الخلق الأولى؛ حيث تحكي أنه في أزمنة غابرة كان لامرأة صالحة طفلان أحدهما اسمه يعقوب والثاني اسمه إسحاق، وكان أن كلفتهما أمهما ذات يوم ليحملا بعض جودها من الطعام إلى إحدى جارتها غير بعيدة من مقامها، وانطلق الطفلان في الطريق، وأغرتهما تلقائيتهما أن يعبثا بالطعام، فأفسداه..
هكذا كان مصير الطعام والمهمة… ليعودا إلى والدتهما يشكوان أمرهما، ويلتمسان صفحها، لكنها قست عليهما أيما قسوة بحكم خطئهما، ودعت عليهما بأن يجعلهما الله في غصن واحد، ولا يرى أي منهما الآخر، أو يسمعه حين يناديه، فاستجاب الرب لدعوة المرأة الصالحة، ومسخ الطفلين فاتخذا صورة طائرين يقعان معا على غصن واحد، وكل منهما ينادي أخاه، لكن لا أحد منهما يسمع الآخر أو يراه.
لننتقل الآن إلى مسألة أخرى تتعلق بالتاريخ الفني لتفرسيت، فعندما انضمت إلى فرقة «أيت لحسن» لأحيدوس اكتشف الإعلامي والصحفي «براحو الحسين» الذي نرجو له الشفاء العاجل – وهو من أبناء، ومثقفي خنيفرة، ومن مؤسسي الإذاعة الأمازيغية – سحر صوتها، فتوصل إلى أنها كنز من الصعب العثورعليه، فهو لا يقدر بثمن بنظره.
وبذلك أحست تفرسيت بأن عالم أحلامها قد تحقق أمامها عندما دخلت إلى دار الإذاعة المغربية، فبدأت عملية تسجيل أروع الأغاني الأمازيغية التي تناولت قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية مهمة ك» الصراع بين الخير والشر، الرثاء، الدفاع عن الوطن، الشوق، الحب، الطبيعة، الحزن، الفرح…».
الملاحظ أن إبداعات تفرسيت ركزت في أحد جوانبها على التراشق بالشعر مع كل من الفنان «احمّاد نمينة»، و»حسن إيشو»، وهكذا استطاعت أغانيها النفاذ إلى المستمعين؛ وهذا مادفعهم إلى متابعة كل ماتبثه الإذاعة من أغانيها عبر المذياع.
أما أول قطعة تم تسجيلها بصوت تفرسيت بدار الإذاعة عام 1966م، فقد كان مطلعها:» زايد گعديل إو حذاذنش أوان يوين أبريد گلا يمعيذان نقانش» بمعنى «أكثر العلف لفرسك ياذاك الذي يستعد للسفر، لقد أقسم الأعداء على أن يفتكوا بك»، وترجع جذور هذه الأغنية إلى حدث وقع أيام الاحتلال الفرنسي للأراضي المغربية، حيث يروى أن امرأة رأت شابا يهيئ فرسه للسفر، وقد علمت بأن هناك أعداء يتربصون به ويسعون إلى الإساءة إليه، فأرسلت له هذه الرسالة المشفرة، وفي الحقيقة فإن المستمع لهذه الأغنية بصوت توفرست يكتشف مافيها من طرب غريب، ينقلنا من أول آه آه آه …إلى أقصى حالات الطرب وأعماقها.
أما آخر تسجيل لتفرسيت فقد جمع بينها وبين الشاعر الكبير»أوسيدان أوقاسي» في أغنية رائعة مطلعها:
أٓيَارْبانُو أَوَا ثْرِيثْ أَتَدُوثْ أَوَا غْرِيخَاشْ
أٓيَارْبانُو أَوَا هَا الْعَارْ أَذو رِيزَا رِيشا
بمعنى : أرى أنك تريد أن تغادر، أرجوك لاتتركني
إلى حدود كتابة هذه السطور، أستطيع القول بأن صوت الفنانة يامنة نعزيز تفرست، يبقى الصوت القوي والعذب والملائكي المتفرد، فمن الصعب إيجاد صوت نسائي يشبه صوتها الذي تعلو مقاماته إلى السماء لتختفي في أحاسيس وشعور مستمعيها.
في هذا السياق، قال الفنان محمد رويشة في حق الفنانة تفرسيت «يامنة نعزيز التي تحمل صوتها الدافئ الحار لها طابع خاص في أداء ثاماوايت، وصوتها القوي يحمل نكهة خاصة، وهي تختلف تماما عن مثيلاتها حضورا وأداء وفهما للحن ثاماوايت.
إن يامنة استطاعت بفنها أن تصعد إلى القمة، وأن تتربع في قلوب الناس وذاكراتهم… وتفتحت بذلك أمامها أبواب الخلود والتاريخ، صوتها لا يقارن، مازلنا إلى يومنا لم نفهم حياتها: يا ترى قصة أسطورة أم قصة إرادة؟»، كلام رويشة هذا جاء كجواب على استفسار وجهه إليه الإذاعي الأستاذ «واسيع الدين أوعالي» رحمه الله، مقدم برنامج « من بيت الفنان» عن الفنانة تفرسيت وموهبتها.
وترسيخا لثقافة الاعتراف تم تكريم تفرسيت في حياتها من طرف الإذاعة الوطنية مع بعض الرواد من الفنانين، ك»المرحوم بالغازي بناصر» والمرحوم «موحا أوموزون» ب»دار القائد أوالعايدي» بخنيفرة عام 2005م. وقامت صديقتنا الصحفية المقتدرة والمبدعة رابحة عقا بتقديم هذه الأمسية الفنية الرائعة.
وبعد وفاتها يوم 03 يناير 2006م، بخنيفرة، بعد صراع مع المرض، وتحت شعار « المرأة الأمازيغية وحفظ الذاكرة» دورة المرحومة يامنة نعزيز تفرست، بادرت جمعية «حمو باليازيد للثقافة والتنمية» بالخميسات، يوم 1 أكتوبر 2010 بجنان بهت «الخميسات» إلى تكريم ابنها موحى أفرسي.
لا بد في الأخير التنبيه إلى أن اهتمامنا بالشعر الغنائي الأمازيغي بالأطلس المتوسط، سيظل جزءا من حياتنا، ونضالنا من أجل الحفاظ عليه، وهذا عهد أخذناه على عاتقنا لخدمة تراثنا غير المادي الساعي إلى الحفاظ على هويتنا الأمازيغية- المغربية، وما خوضنا في الكتابة عن تفرسيت وموهبتها سوى جزء لا يتجزأ من عملنا الدؤوب الذي نسعى إلى تحقيق ثماره التي لا تبتعد عن تدوين تراثنا غير المادي الخاص بالأغنية الأمازيغية على وجه الخصوص.
*باحث في الفن الأمازيغي الأطلسي، صدر له مؤخرا كتاب «محمد رويشةالمرتجل العبقري»