ماذا بعد ذلك؟ : رجاء بني ملال يتعادل مع اتحاد وجدة و يحافظ على مكانته بالقسم الثاني

حافظ فريق رجاء بني ملال على مركزه بالبطولة الاحترافية الثانية إثر تعادله بميدانه برسم الدورة 28 أمام ضيفه اتحاد وجدة بهدفين لمثلهما. نتيجة مكنته من رفع رصيده إلى 31 نقطة، يحتل بها الصف 14، متقدما على منافسه اتحاد الخميسات المحتل للصف ،15 والذي غادر رسميا صوب دوري الهواة، بعد انهزامه بميدانه برسم نفس الدورة أمام ضيفه سريع وادي زم بهدفين لهدف واحد، حيث تجمد رصيده في 24 نقطة، أمام وداد تمارة الذي غادر بدوره القسم الثاني بحلوله في الصف الأخير برصيد 20 نقطة.
وعانى فريق عين أسردون كثيرا أمام اتحاد وجدة، الذي كان منظما ومتحكما في أطوار المباراة، وكان سباقا للتسجيل بواسطة مهاجمه السريع رضوان توامي في د14، بعد أن طرد الحكم عز الدين بلفايد حارس الملاليين زكرياء بن عبو في د10، إثر لمسه الكرة بيده خارج المربع، مما جعل الفريق يواصل المباراة بعشرة لاعبين فقط. معاناة كبيرة  للملاليين وقتال استمر طيلة المباراة، مكنتهم من تسجيل هدف التعادل في د28 من ضربة خطأ، بواسطة مدافعه إدريس الجبلي. ثم عاد الفريق الوجدي ليتقدم في النتيجة بتسجيله الهدف الثاني بواسطة نفس اللاعب، رضوان توامي، في د41، ليحصل الملاليون على ضربة جزاء في د45 إثر إسقاط المهاجم حمزة بلعسري داخل المربع، حولها المدافع النعمة بلالي إلى هدف تعادل، وهي نفس النتيجة التي انتهت بها الجولة الأولى.
الشوط الثاني عرف ضغطا متواصلا للضيوف وصمودا  كبيرا للمحليين، رغم إهدار الوجديين لعدة فرص كانت سانحة لتغيير النتيجة. لينتهي اللقاء بتعادل ثمين للملاليين ونقطة ذهبية أزالت  عنهم خطر الانحدار إلى قسم المظالم، مهما كانت نتائج الدورتين المتبقيتين 29 و30.
نعم حافظ رجاء بني ملال على مكانته بالقسم الثاني .. لكن ماذا بعد ذلك؟ سيناريو عاشه الفريق خلال الثلاثة مواسم الأخيرة، حيث سبق أن نجا الموسم الماضي في الدورة29 وقبله لم ينج إلا في الدورة 30. سيناريو مرعب يتكرر في نهاية كل موسم، يشد أنفاس الجماهير الملالية العاشقة  التي سئمت ذلك، متمنية تغيير أحوال الفريق إلى الأفضل، ليعود إلى ماضيه المجيد، حيث كان ينافس على الصعود بجدارة وحقق ذلك في مناسبات عديدة.
أسباب هذا التعثر، الذي يعيشه الفريق لمواسم عديدة، معروفة عند جميع الرياضيين والمتتبعين وحتى عند المسؤولين، تتمثل خصوصا في سوء التسيير، حيث عجزت كل هذه المكاتب المسيرة المتعاقبة على الفريق عن توفير أجواء مناسبة لتنميته وتطويره والرقي به إلى مصاف الفرق العتيدة. مسيرون يغيرون فقط المهام داخل المكاتب، يفتقدون إلى روح التدبير الجماعي، غير قادرين على تنقية محيط الفريق، الذي يعج بالطفيليات المضرة، فاقدين لروح الاجتهاد، عاجزين على وضع مخططات أو مشاريع رافعة لقدرات الفريق، غارقين في التسيير اليومي العادي الذي لا يطور الفريق قيد أنملة. استنفذوا طاقاتهم وأصبحوا غير صالحين لقيادة الفريق إلى الأحسن. ولهذا فالفريق أصبح في أمس الحاجة اليوم  لدماء جديدة وطاقات مبتكرة وأفكار خلاقة، يجب فتح المجال لها علها تتجاوز هذه الأمراض المزمنة التي فتكت بالفريق.


الكاتب : أ عبد العاطـي

  

بتاريخ : 07/06/2023