كتاب في رواق ..منشورات الفنك: «مربع الغرباء 1981» لعبد القادر الشاوي

من ضمن باقة الكتب التي تعرضها دار الفنك على زوار رواقها، نجد أحدث روايت الشاعر والروائي عبد القادر الشاوي «مربع الغرباء:181».
قدمت الرواية، حسب قارئها، النخبة السياسية من خلال ثلاثَ نخب: “نخبة الاندفاع والهرولة إلى السلطة دون شرط أو قيد لتحقيق مصالحها وإيمانها بأن شيئا يتغير، وطبقة ممانعة، قليلةٌ جدا، تلاقي التهميش والإقصاء، والمتواطئون بالصمت والخذلان».
يقول الشاعر جمال الموساوي عنها إنها:
«رواية سياسية: فبالإضافة إلى كونها عملا أدبيا يتواشج فيها الواقع والخيال، أو يتم من خلالها إضفاء مسحة من التخييل على أحداث من الواقع، فإنها تضع أمام القارئ سؤالا عميقا حول التحولات التي تحكمت في تجربة اليسار الجديد (على الخصوص) بالمغرب، خاصة مع تجربة الانتقال الديموقراطي وما عرفه المغرب منذ بداية الالفية من نقاشات ومخاضات أبرزها الانصاف والمصالحة والعدالة الانتقالية، وما أحدثه ذلك داخل جسم اليسار ومناضليه الذين مع إيمانهم ب(الفكرة اليسارية) اختلفوا حول آليات التعامل مع شروط الواقع الجديد لليسار في العالم بشكل عام منذ سقوط جدار برلين المنيع.
كما أنها استعادة لأحلامٍ كبيرة انتهت إلى غبارٍ لأسباب تتعلق بطبيعة الأحلام نفسها، وبالشروط التي كان على هذه الأحلام أن تتفاعل فيها ومعها سواء في علاقتها الصدامية مع السلطة بشكل عام أو بالشعب الذي هو على لسان بعض الشخصيات في الرواية ميت، أو لا يعبأ بشيء، أو بطبيعة العقلية السائدة في مجتمع كالذي تتحدث عنه الرواية حيث «العقلية الدينية لا تسمح بأي هامش للاعتقادات الأخرى خاصة من نوع الاعتقادات الجذرية الساعية للتغيير»
الرواية إشارات عميقة إلى نوع الغربة المتعددة الأبعاد التي وجد فيها عدد من المناضلين أنفسهم. غربة ذهبوا إليها بأنفسهم (اختيارا أو اضطرارا) هروبا بحياتهم وادخارا لها لمراحل أخرى من النضال الضروري من أجل الفكرة والحلم، وغربة عادوا إليها بعد سنوات، حيث وجدوا أشياء كثيرة قد تغيرت وأن مياها كثيرة جرفت جسورا كان يمكنها أن تربط مرحلة سابقة بمراحل قادمة. الأمر نفسه ينطبق بشكل أو بآخر على الذين كانوا في الأقبية وخرجوا إلى أنوار الشمس التي ليست محاطة بجدران وأسلاك شائكة. ثم غربة رابعة وجد فيها رفاق الأمس أنفسهم في علاقتهم ببعضهم، إلى حدِّ ما تعبر عنه الرواية بالخذلان.


بتاريخ : 07/06/2023