تم الثلاثاء، بمقر مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط، حفل توقيع اتفاقيتي هبة تسلمت المؤسسة بموجبهما أرشيف البرلماني والوزير الأسبق الراحل عبد الواحد الراضي، ومجموعة الأرشيفات الفوتوغرافية للمصور الفرنسي روبير شاستيل.
ووقع على الاتفاقية الأولى كل من نجلة الراحل عبد الواحد الراضي، لمياء الراضي، ومدير مؤسسة أرشيف المغرب، جامع بيضا، تؤتمن بموجبها المؤسسة على أرشيفاته الخاصة.
وقال بيضا في كلمة بالمناسبة إن أرشيف الراحل الراضي «يشهد على مساره المهني والسياسي المتميز، وطنيا ودوليا، وعلى حسه الوطني للمساهمة في حفظ التاريخ المشترك ونقله للأجيال الحالية والقادمة».
من جهتها، قالت لمياء الراضي، في كلمة مماثلة، إن والدها شدد، قيد حياته، على مسألة تسليم جميع أرشيفاته الخاصة لمؤسسة أرشيف المغرب «قصد وضعها في متناول المغاربة كشكل من أشكال مواصلة التزامه في خدمة المغرب والمغاربة».
وكان المرحوم الأستاذ عبد الواحد الراضي وهب أرشيفه الخاص، إلى مؤسسة أرشيف المغرب، يوم 23 فبراير 2023 والذي يحتوي على مسار جامعي وحزبي وسياسي وبرلماني، وطنيا ودوليا، وذلك للمساهمة في حفظ تاريخنا المشترك ونقله للأجيال الحالية والقادمة .
ودون عبد الواحد الراضي مذكراته ونشرها بالعربية سنة 2016، وقد ترجمت إلى الفرنسية سنة 2020، وأراد من كتابتها الإدلاء بشهاداته لأجيال المغاربة الصاعدة وعرض تجربته على أنظارها .
ولد عبد الواحد الراضي بمدينة سلا سنة 1935، طبع الالتزام السياسي مبكرا مشوار حياته، كمناضل وقائد في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتولى عدة مناصب في مراحل دقيقة من تاريخ بلادنا، فمساره النضالي والمهني والسياسي مرآة تعكس بجلاء انشغالات تلك الحقبة المهمة من تاريخ المغرب التي عاش في كنفها، وما شهدته من تقارع للأفكار وتعدد للتوجهات.
فالجيل الذي عايشه عبد الواحد الراضي كان بمثابة حلقة وصل بين مغرب الحماية والمغرب المعاصر، ولهذا كله، فإن أرشيف عبد الواحد الراضي يعتبر شهادة نابعة من عمق الحياة السياسية المغربية في تطوراتها وتعقيداتها، على المستوى الجهوي والوطني والدولي.
أما اتفاقية الهبة الثانية، فتخص مجموعة أرشيفات المصور الفوتوغرافي الفرنسي روبير شاستيل، التي اقتنتها مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة من هذا الأخير لفائدة مؤسسة أرشيف المغرب، ووقع عليها كل من بيضا وشاستيل، ورئيس مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة، جواد حمري.
ويضم أرشيف روبير شاستيل أكثر من 2500 وثيقة، تشتمل على 527 بطاقة بريدية، و1200 شريحة مصورة، و700 صورة فوتوغرافية، و141 لوح تصوير ضوئي وصورة سالبة تؤرخ للتاريخ التراثي لمدينة الدار البيضاء خلال الفترة الممتدة من 1880 إلى 1952، وتبرز شغف روبير شاستيل بالتصوير، لعدة عقود من الزمن.
ويندرج حفل توقيع هاتين الاتفاقيتين في إطار أنشطة مؤسسة أرشيف المغرب بمناسبة الأسبوع العالمي للأرشيف الذي تنتهي فعالياته في التاسع من يونيو المقبل الذي يصادف اليوم العالمي للأرشيف.