الشاعر والكاتب المسرحي سعيد سمعلي العاشق المفتون بدهشة الطفولة الجميلة الإبداع والإمتاع

 

1
الشاعر سعيد سمعلي اسم شعري ومسرحي محبوب ومكتوب بحروف مضيئة على عدة واجهات، حافلة التجربة بالعطاء والعناء والغناء، طوال عقود من النضال بجمال الكتابة والإبداع الأدبي والفني.
لم يكتب الصديق الشاعر س. س. ديوانه “ وردة الشعر “ فحسب، بل إنه هو بنفسه الطيبة وروحه المرحة “ وردة الشعر “ الندية، التي يقدمها لأصدقائه وقرائه على راحة يده هدية في مزهريات القصيدة والمجالسات الممتعة المؤانسات والمخاطبات في شتى المناسبات، التي لا يزال يرن صداها ويفوح شذاها عبر ذاكرة الجريدة والمجلة والمسرح والشعر والمهرجانات.
والقصيدة ذاتها لديه مسرح كبير، تعرض على خشبته الساطعة الأضواء شعوب وقبائل، مستحضرة رموزها وكنوزها من المدونات والمحكيات وأساطير الأولين والآخرين : مثل هاينة الحسناء والغول وطائر الهامة والرخ والعنقاء وحوريات الماء وجلجامش وباخوس وامرئ القيس وبلقيس ووضّاح اليمن والحلاج وشهرزاد والسندباد وأبي تمام والسياب وغير هؤلاء من الأنبياء والشهداء والشعراء الدراويش والصعاليك الفقراء والفرسان، الذين يطوون المسافات كالأبدال من الأولياء و الصالحين ويمشون على الماء ويطيرون في الهواء.
ولكن، مهما تعددت مرايا الواجهات، لدى الصديق سعيد سمعلي، فإنها لا تعكس إلا وجهاً واحداً، يقول عنه في قصيدة “ سلالة الطين “ :
كانت لك في مرح الطفولة سيرة عاشق مفتون..
ولا يزال شاعر الشاوية وأبو الخنساء الصديق س. س . كذلك العاشق المفتون بدهشة الطفولة الجميلة الإبداع والإمتاع !..
21 فبراير 2011
2
أستغرب: لماذا نطلب السلوان وهو هجران ونسيان وشراب لذهاب الأحزان وعادة وثنية ورقية سحرية وسلوة للشفاء من الحب كما قال مجنون عفراء الشاعر عروة بن حزام:
جعلتُ لعرّاف اليمامة حكمَهُ، وعرّافِ نجدٍ إن هما شَفَيَاني
فما تركا من رُقيةٍ يَعلمانها، ولا سُلوةٍ إلا بها سَقَيَاني
ومن بكائياتي الخنسائية الكثيرة للشعراء والشهداء، مرثية»لا عزاء فيها إلا شاهدة النسيان»، وقد أردتها «صالحة لكل زمكان» بعنوان «سلوانة» في ديوان :»كل شيء سيكون بخير» صادر عام 2021 عن مؤسسة مقاربات فاس.

سُلْوَانَة
(صالحة لكل زمكان)

يَرْتَجُّ قَلْبِي
كُلَّمَا ضَرَّجَ وَجْهِي
بِدَمِهِ
وَفَجَّرَ الدَّمْعَةَ
مِنْ مَحَاجِرِ الْأَجْفَانْ !

فِي ذِمَّةِ الَّلهِ
وَدَاعاً
أَيُّهَا الْغَالِي
لِرُوحِكَ السَّلَامُ
وَلِذَوِيكَ الصَّبْرُ وَالسُّلْوَانْ !
..
وَقَبْلَ أَن يَنْبُتَ عُشْبٌ
وَيُرَشَّ الْمَاءُ
عَلَى أَدِيمِ الْقَبْرِ
تُنْسَى كَلِمَاتُ النَّعْيِ- وَالْعَزَاءُ
فِي شَاهِدَةِ النِّسْيَانْ!
3
على سبيل التهادي والتحاب :
قبل عقدين من العمر الجميل، نشر في لحظة شعر بجريدة العلم (2002) نصا بعنوان «مدارات الملياني» على سبيل التهادي والتحاب، ليس لي منه إلا الفخر به، أما الشعر فهو على لسان جمال ونضال الرفيق س.س. كما كان يحلو لي أن أناديه، ومن جميل أياديه السابغة البيضاء التي «أعدّ منها ولا أعدّدها» كما قال المتتبي، وعن حال ومآل كل «عاشق مفتون» كمثله وقوله في باقتيه «وردة الشعر» و «هشاشة القصب»!

مدارات الملياني

من حقك
بحسك الرقيق
أن تتباهى كالرحيق
من حقك
أن تكتب الشعر
وترسم بالزيت والماء
نضارة المساء
من حقك
أن تفتح باب السلالة
وأن تطل من شعاعها على الأسلاف
من حقك
أن تَحفِر في الزمن العريق
وأن تُسائل رماد الحريق
فهذه الدنيا كلا شيء بغير رفيق
من حقك
أن تَكسِر أقلامك
وتَهرَق المحابر
في لحظة انخطاف
لكنك برغمك
تبقى خضمّاً شاسع الضفاف.

سعيد سمعلي
سطات في 28-12- 2001
العلم : 19 فبراير 2002


الكاتب : إدريس الملياني

  

بتاريخ : 20/06/2023