الأمهات مطالبات ما بعد الولادة بالانتباه لسلوكات رضّعهن والتعامل مع تفاعلاتهم من أجل نموّ سليم

مرحلة تعرف صعوبات وتحديات جديدة تختلف عن فترة الحمل

تعتبر فترة ما بعد الولادة لحظة فارقة في حياة كل امرأة استطاعت الإنجاب، فهي جسر الخلاص والأمان بالنسبة لها، حيث تكون قد قطعت أشواطاً جد صعبة خلال فترة الحمل، بل وحتى ما قبلها من خلال السعي لذلك بالنسبة لعدد من النساء، لتصل لهذه المرحلة والتي تظهر للعديد من الأمهات على أنها مرحلة سهلة وأن تخطيها سيكون آمنا من أي مخاطر أو تعقيدات، لكن وخلافا لما هو سائد، فإن مرحلة ما بعد الولادة تحمل تحديات جديدة تواجهها أغلب الأمهات وذلك من خلال التعامل مع تصرفات الطفل وسلوكاته وفهم ما إذا كانت ردود فعل طبيعية أم تستلزم تدخلا ومتابعة طبية مختصة.
مرحلة مهمة تكون فيها الأم على صلة ملتصقة برضيعها، وهذه المرة بعد أن يخرج إلى الوجود ويحلّ ضيفا على الأسرة والدنيا ككل، وهو ما يفترض عددا من الخطوات، حيث أكد الدكتور محمد عمور، وهو اختصاصي في طب الأطفال، في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» أن الوسيلة الناجعة للتعامل والتعرف على سلوكيات الرضع في مرحلة الرضاعة تكمن في مراقبة ردود فعلهم وسلوكاتهم والتي يمكن أن يظهرها أي رضيع سليم بعد الولادة، من قبيل التوتر، الاستجابة للضوء أو الضوضاء وغيرها. وأكد المتحدث على أن هذه المعلومات الأولية يمكن الحصول عليها أيضاً من خلال الأطباء أو الممرضات المختصات في مصالح الولادة ومختلف مهنيي الصحة الذين لهم صلة بالمجال، مبرزا بأن مراقبة نمط النوم والتغذية يعتبران من المسلّمات الضرورية لتلبية احتياجات الرضع، وهو ما يتطلب منحهم وقتا مهما وحرصا شديدا.
وشدّد الطبيب على أهمية النوم العميق والكافي في مراحل حياة الرضيع الأولى شأنها في ذلك شأن الرضاعة الطبيعية المنتظمة، منبها إلى أنه في حالة ما إذا ظهرت أي مخاوف أو شكوك حول نمط النوم أو التغذية فلابد من التواصل والاستشارة مع طبيب الأطفال. وحث المتحدث من خلال تصريحه للجريدة الأمهات على ضرورة توفير بيئة صحية ومريحة لرضّعهن، تكون خالية من أية مؤثرات ضارة بشكل عام، واعتماد درجة حرارة ملائمة، وتجنب الضوضاء والأصوات العالية، مع تشغيل إضاءة هادئة لتسهيل عملية الاسترخاء والنوم. وأكد الدكتور عمور على أن التواصل مع الرضع والأطفال الصغار بشكل عام، يجب أن يكون بطريقة إيجابية بمنحهم إحساس الحنان، واستخدام لغة جسدية، وتعابير وجهية، ووضع حدود للسلوكات غير الملائمة، وجعل القواعد واضحة ومحددة، والعمل على تلقين وتعليم الطفل ما هو مقبول وغير مقبول مع إظهار الثناء والإيجابية، منبها إلى أنه متى ظهرت تصرفات أو سلوكات غير طبيعية على الأطفال فلا بد من التواصل الفوري مع المختصين في هذا المجال، وهو الطب النفسي والسلوكي للأطفال.

صحفية متدربة


الكاتب : شراف مركوم

  

بتاريخ : 28/06/2023