اكتئاب ما بعد الولادة يؤدي إلى أضرار متعددة

الحالة السويّة للأمهات تعزز المناعة النفسية للرضع والأطفال

 

يكون الرضع بعد الولادة عرضة للعديد من الأمراض المختلفة، التي لا تقتصر على ما هو عضوي فقط بل يمكن أن تشمل ما هو نفسي كذلك، وهو ما يوصي الأطباء بالانتباه إليه، لأن الكثير من الحالات تسجل في هذا الإطار. وإذا كان بعض الرضع يتطلب وضعهم الصحي نقلهم إلى حاضنات مباشرة بعد أن يروا النور فإن آخرين قد يتأثرون منذ اللحظات الأولى من ولادتهم بالوضعية النفسية لأمهاتهم، بالنظر لأن العديد من النساء يتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة، الذي تكون له تبعاته، اللحظية والبعدية، لأن وقعه يمكن أن يمتد لأشهر بعد المخاض وهو ما قد يعرض الرضيع لأزمة نفسية يجب الانتباه إليها.
وعلاقة بالموضوع، أكدت الدكتورة هدى الحجيج الأندولسي أن فترة ما بعد الولادة لها أهمية كبيرة في تكوين شخصية الرضيع، مشددة على طبيعة العلاقة التي تجمع بين الأم ورضيعها والكيفية التي يتم بها ارتباطهما منذ الساعات الأولى تم الأيام وتليها الشهور. وأبرزت الاختصاصية في الطب النفسي للأطفال أن الأم تظل هي الملزمة والمسؤولة عن رضيعها التي يجب أن تعتني وتهتم به اهتماما خاصا، ليس فقط من ناحية التغذية والنظافة بل الأهم أن ترعاه وتحتويه نفسيا وأن تحميه من مضاعفات وتأثيرات اكتئاب ما بعد الولادة الذي تصاب به بعض الأمهات، نظرا لما يخلفه من تأثير سلبي على سلامة وصحة الرضيع نفسيا.
وأوضحت الدكتورة هدى بأن مرحلة ما بعد الولادة تعتبر مهمة جدا لأن خلالها يجب على الأم أن تمنح رضيعها كل حبها وعطفها وحنانها واهتمامها وأن تبادله المشاعر لتسهيل عملية الاستجابة بينهما. وكشفت المتحدثة أن هناك اختلافا في نمط وسلوك كل رضيع حسب احتياجاته من النوم والأكل وحتى الرعاية والاهتمام، ودعت في هذا الإطار كل الأمهات إلى إمعان النظر والانتباه إلى سلوك رضّعهن إذا ما كانوا يتواصلون بطريقة سليمة أو يعانون من صعوبة من داخل العملية التواصلية، كعدم البكاء بشكل طبيعي، مؤكدة على أن هذه التفاصيل هي من البديهيات التي يجب التركيز عليها.
وبالمقابل، أوصت الخبيرة النفسية في الطب النفسي للأطفال الأمهات بضرورة الاهتمام بأنفسهن لتجنب أي تأثير سلبي يمكن أن يمنحنه للرضّع، خوفاً من إصابتهم بالاكتئاب أو بمشاكل عل مستوى السلوك التواصلي. وحثت الدكتورة هدى جميع الأمهات على تفادي بعض النصائح العامة المتداولة التي تنهل من الموروث الثقافي، لأن هناك اختلافا بين الأطفال، كما اعتبرت أن سلامة الأم وراحتها تصل وتنتقل إلى طفلها لهذا يجب عليها الاهتمام بصحتها سواء الجسدية أو النفسية، مؤكدة على أن هذا يسري كذلك على الآباء أيضا والعائلة المحيطة والقريبة عموما.
وشددت المتحدثة على أن الارتياح النفسي يعدّ أساس العلاقة المتينة بين الأم ورضيعها، وفي حالة عدم تحققه سينعكس عليه بالسلب، إذ سيواجه الطفل الرضيع الرهاب والخوف مما سيؤثر على تكوين شخصيته، لهذا أكدت على أن دور الأم وحضورها الدائم والمستمر في حياة رضيعها يبقى محوريا وهو أساس التكوين السليم لصحته عموما.

 * صحفية متدربة


الكاتب : شراف مركوم *

  

بتاريخ : 04/07/2023