مؤتمر السلم والأمن في إفريقيا.. خبراء يدعون إلى إعادة تملك القارة لأمنها

دعا خبراء في الشأن الإفريقي، أول أمس الاثنين بالرباط، إلى ضرورة إعادة تملك القارة لأمنها، وذلك خلال الدورة السابعة للمؤتمر السنوي للسلم والأمن في إفريقيا، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
وخلال جلسة نقاش حول « النهج الإفريقي للأمن الجماعي»، أبرز مدير المشروع وكبير الباحثين بالمعهد الإفريقي للدراسات الأمنية، داويت يوهانس، أن نظام الأمن في إفريقيا تشوبه عدة ثغرات، بعضها يتعلق بالتصور، والبعض الآخر مرتبط بالواقع أو السياق.
وأوضح أن الأمن الجماعي الإفريقي، الذي يتأطر ضمن الهندسة الإفريقية للسلم والأمن، مبتكر للغاية من حيث دمجه للمبادئ المعيارية، كما هو الحال مثلا بالنسبة لمنح الاتحاد الإفريقي للدول الأعضاء حق التدخل كلما تعلق الأمر بظروف خطيرة متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وبالمقابل، أشار يوهانس إلى غياب التوافق التام بين هذا المبدأ ومبادئ الهندسة الإفريقية للسلم والأمن الأساسية الأخرى، بما في ذلك احترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء، مضيفا أن « العلاقة بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية غير محددة بوضوح».
وفي هذا الصدد، دعا الخبير إلى إعادة النظر في سياسات القارة من أجل تكييفها مع السياق الراهن.
ومن جانبه، أشار الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السفير محمد الأمين سويف، إلى قضية التمويل الشائكة، معتبرا أن إفريقيا لا يمكن أن تكون سيدة نفسها إذا استمرت في الاعتماد على المانحين الأجانب، ولا سيما من أوروبا.
وفي هذا الصدد، أعرب سويف عن أسفه لعدم إمكانية الاستفادة من صندوق السلام، الذي تم إنشاؤه لغرض المساعدة في إدارة حالات انعدام الأمن في القارة، بسبب العديد من القيود، متسائلا حول « جدوى اللجوء للآخرين رغم توفر إفريقيا على صندوق خاص بها «.
ومن جهته، أشار الأستاذ بقسم علم الاجتماع بجامعة شمال إلينوي، أبو بكر باه، إلى أن عوامل سوء الحكامة والتمييز العرقي والتهميش تساهم في عدم الاستقرار الداخلي في الدول الإفريقية.
كما أبرز أن «الحرب العالمية ضد الإرهاب أفرزت نوعا جديدا من النزاعات في القارة الإفريقية والتي لا تتعلق بمسألة الحكامة فقط «، مؤكدا أن مفهوم الأمن الجماعي في إفريقيا يعني ضمنيا ربط أمن القارة بمصير بقية العالم.
وبحسب بلاغ للمنظمين، فإن هذا الموعد السنوي، الذي اختار لهذه الدورة موضوع «إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في إفريقيا»، يروم تحليل الرهانات المرتبطة بالسلم والأمن في إفريقيا من خلال التركيز على نقاط القوة والتاريخ والقدرات من أجل التغلب على التحديات الراهنة.


بتاريخ : 12/07/2023