تعتبر الفنانة التشكيلية ياسمينة السعيدي، واحدة من الفنانات التشكيليات الواعدات في مجال الفن التشكيلي بالمغرب، عبر صدق موهبتها ومؤهلاتها الإبداعية المتميزة، حيث استطاعت بجهد ومثابرة متواصلين أن تصقل موهبتها وتجتذب المتلقي للتأمل والتفحص إلى إبداعاتها، وتمكنت من أن تجسد تجربة خاصة بها، كما رسخت معاني وقيم تؤمن بها، فعندما تتأمل لوحاتها ستجد نفسك أمام عالم يحاكي الواقع بلغة صادقة ومكشوفة، ورؤى واضحة تمكنك من استيعاب أفكار مواضيع لوحاتها بكل بساطة، بل وتساعدك على الغوص عميقا في عالمها الفني المفعم بالجمال، أحبت الرسم والألوان منذ طفولتها، ووجدت فيه الملاذ الوحيد للتعبير عما يخالج شعورها، وبدأت فيما بعد تتخذ خطواتها مسارا واثقا وأصبحت علاقتها بالفن علاقة عشق كبير ينمو مع كل لوحة ترسمها.
في منزل والديها، تقوم التشكيلية ياسمينة السعيدي، برسم كل ما يخطر في بالها، وذلك بواسطة أدوات بسيطة، وقد كانت والدتها سندا لها في هذه التجربة الفنية إلى جانب والدها منذ صغرها، كما تقول، موضحة أن التشجيع على مواصلة الغوص في عالم التشكيل جاء من والدتها بالدرجة الأولى.
اتبعت ياسمينة السعيدي، عنوانا في أعمالها يحمل شعار: «الجمال»، الذي وظفته برسوماتها حيث يؤدي إلى الإبهار البصري للمتتبع، وتجعله يفك ألغاز محتوى أعمالها الرائعة، كما تختصر لوحاتها بحب الطبيعة وبمكوناتها المختلفة، وفق رؤى تميز صفاتها، وتقارع بها مزايا الإنسان وعواطفه وهواجسه، وتعلق على ذلك بقولها: هاجسي هو الجمال، فكلنا نسمو بالحب والجمال، كما أنني أعشق كل ما هو جميل.
والفنانة ياسمينة السعيدي، تعكس كذلك من خلال أعمالها شغفا كبيرا بالطبيعة وبجمال المرأة المغربية التي تعد أساس حركة لوحاتها ومصدر إلهامها، والتي تحتل حيزا هاما في لوحاتها، حيث تعبر في مجموعة من رسوماتها عن أحاسيس المرأة ونعومتها وتحاول أن تجعلها دائمة قوية، دون أن تغفل هذه الفنانة الجانب الإنساني بصفة عامة.
تقول ياسمينة السعيدي، «أستخدم في أعمالي الألوان الزاهية والتي لها مغزى في الحياة، وهي ألوان الفرح والسعادة، حيث أوظفها بطريقة تتلاءم مع أفكاري، وقد يظن البعض أن موهبتي جاءت نتيجة دراسة معينة، ولكنني أقول إن موهبتي هي فطرة ربانية نابعة من قلبي ومن الأفكار الموجودة في مخيلتي، ويسألني العديد كيف تتم عملية بناء اللوحة، فأقول لهم إن هذه الأفكار موجودة في داخلي، وتبين تعلقي الشديد بهذه الموهبة فتح أمامي طريق الإبداع».
هكذا تنظر الفنانة ياسمينة السعيدي للحياة وهكذا هي لوحاتها دون ماكياج مزيف، تمزج ألوان إبداعاتها بالحس العاطفي وتتعامل مع اللوحة بقلبها وبلمسة عاطفية رقيقة مهما اختلفت الموضوعات أو الفكرة فالمشهد العام لكل لوحاتها يظهر سيطرة العاطفة على أي مشهد كيفما كان نوعه مسيرة وأسلوبا، فنانة ذات حس جمالي وفني مرهف، هادئة في الروح، أنيقة في الفن وفي الإبداع والجمال، فنانة تخبئ خلف نظراتها وخطواتها الجدية روحا مرحة، تبدع بريشتها فتولد لوحات تستقبلها بحب ولهفة، فأكثر ما يهمها هو إفراغ طاقة الشغف التي تشعر بها في داخلها لتبقى أميرة تتربع على عرش لوحاتها.