على هامش مباراة نهاية كأس العرش ..الجامعة تنجح على مستوى المنتخبات وتتأخر بعصبها وبهيئاتها في تدبير المنافسات المحلية

لا يختلف اثنان حول النجاحات التي حققتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في السنوات القليلة الماضية، خاصة ما يرتبط منها بالنتائج التي بصمت عليها مختلف الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية، ذكورا وإناثا.
ولعل آخر نموذج حي يجسد كل تلك النجاحات التفوق الكبير للكرة المغربية في بطولة إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، التي أحرز لقبها المنتخب الأولمبي على حساب نظيره المصري، ونيله بطاقة التأهل لأولمبياد باريس 2024. دون أن يغيب عن ذاكرتنا ما حقق منتخب الكبار في مونديال قطر وبلوغه نصف نهائي كأس العالم.
أضف إلى ذلك، تأهل منتخب النساء إلى بطولة العالم التي تنطلق هذا الأسبوع، وقبلها تأهل منتخب الفتيات للمونديال، ما يؤكد بالفعل أن كرة القدم المغربية على مستوى المنتخبات قد نجحت فعلا في البصم على نهضة مميزة بكل المقاييس.
في المقابل، يبدو أن الجامعة ومعها كل العصب وكل الهيئات التي تشتغل تحت إشرافها، لم تكن موفقة في تدبير المنافسات المحلية، البطولة الاحترافية،الهواة، بطولة كأس العرش، ولم يكن لها أي أثر في الدفع بالأندية الوطنية في مختلف دراجات انتمائها وممارساتها، إلى الارتقاء لمستوى التطور الذي تسير عليها المنتخبات الوطنية بكل فئاتها.
لقد ظهر جليا خلال مباراة نهاية كأس العرش التي أحرز خلالها فريق نهضة بركان اللقب، مساء السبت بالمركب الرياضي مولاي عبدالله بالرباط، على حساب الرجاء البيضاوي بهدف دون رد، أن هناك تأخر كبير على مستوى المقاربة التقنية والتكتيكية، وكذا ضعف على مستوى الأداء التقني للاعبين وضعف في الجانب البدني،وعدم ارتقاء المخزون الذهني والنفسي للاعبين إلى مستوى الأداء الاحترافي للاعبي كرة القدم العصرية.
المباراة النهائية ليوم السبت، قدمت خلاصة المردود العام للأندية المغربية طيلة هذا الموسم الكروي الذي شهد اختتامه مع نهاية مباراة كأس العرش، وجل الأندية غارقة في ديونها، غير قادرة على تسوية مستحقات لاعبيها وأطرها التقنية وموظفيها ومستخدميها،كما انتهى الموسم على إيقاع عدم الرضى على التحكيم والذي شهد في مختلف المنافسات،الدوري الاحترافي،الهواة وكأس العرش،احتجاجات من هنا وهناك، ما دفع بالجامعة إلى محاولة التخلص من «عبء» تحمل مسؤولية الإشراف عليه،لترمي كرته الملتهبة في مرمى العصبة الاحترافية.
و تابعنا كيف قرر اجتماع المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المنعقد بتاريخ 20 مارس 2023، تفويت عدة لجان تابعة للجامعة للعصبة الاحترافية لكرة القدم الوطنية، وتكوين لجنة تقنية للتحكيم لتعويض اللجنة المركزية السابقة.
على مستوى التدبير الإداري والقانوني للأندية المغربية، لم تفلح مساعي الجامعة في فرض تطبيق قانون الشركة الرياضية،وظل الوضع غامضا في هذا الجانب، إذ تشير العديد من المعطيات إلى أن تأسيس الشركة الرياضية ظل شعارا على الورق فقط،دون أن يتم تفعيله على أرض الواقع طبقا للقوانين المنظمة له.
وطرحت هذه الوضعية إشكالات عديدة متعلقة بتدبير منظومة كرة القدم فيما يتعلق بالجانب المرتبط بإمكانية الأندية على مسايرة التطور الذي يشهده تدبير المنتخبات الوطنية، هذه الأندية التي تظل عاجزة بالرغم من تمتيعها بكل الشروط المالية منها وكذا البنية التحتية، عن الخروج من موقع الضعف والتأخر الذي تعيشه، ودون أن تكون قادرة على إنتاج وتكوين لاعبين بإمكانيات فنية وبدنية تفرض نيلهم شرف حمل قميص المنتخب الوطني.
في زمن الاحتراف والإمكانيات المالية العالية جدا التي أضحت تتمتع بها كرة القدم المغربية، تتكون منتخباتنا من فئاتها الصغرى إلى الأولمبيين والكبار، من أبناء المغرب الذين تكونوا في المهجر، فيما طال انتظار تخرج لاعبين دوليين من بطولاتنا المحلية، لتبقى أكاديمية محمد السادس ،محليا، تشكل ،لوحدها، الاستثناء.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 18/07/2023