تارودانت …النسخة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الشعبية للأطفال

تحت شعار « سحر الطفولة : فن ومرح.. حب وتعلم» ، وفي اطار خلق آليات للتعاون بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية خاصة في مجال الاهتمام بالتراث اللامادي، تنظم جمعية الشباب للثقافة والتنمية بتارودانت النسخة الأولى من المهرجان الدولي للفنون الشعبية للأطفال «تاروا آرت» وذلك في الفترة الممتدة من 16 الى 26 يوليوز 2023 بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الجماعي لتارودانت والمجلس الإقليمي لتارودانت ومجلس جهة سوس ماسة والمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بتارودانت- قطاع الثقافة، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتارودانت .
ويسعى المنظمون من خلال النسخة الأولى لهذه التظاهرة، التعريف بالموروث الثقافي التراثي المغربي بصفة خاصة وطنيا ودوليا، وإلى تشجيع التبادل الثقافي وترسيخ مبادئ المواطنة العالمية و الرقي بأوضاع الشباب والطفولة خاصة لما راكمته الجمعية من تجربة في مجال المشاركة في المهرجان الدولي لفلكلور الطفل ببولونيا منذ سنة 2014 وحتى سنة 2018 على مدى خمس سنوات متتالية.
المهرجان يروم تجميعه لحوالي خمسين طفلا من داخل وخارج الوطن إلى تحقيق التعارف والتبادل وترسيخ قيم المواطنة والتسامح وكذا اذكاء روح الاعتزاز بالوطن وبالموروث الثقافي.
وبالمناسبة على مدى عشرة أيام ستكون تارودانت المدينة وفضاءاتها وجماعات مجاورة (أولاد تايمة- تيوت- تنزرت) حاضنة لأنشطة فنية وثقافية من خلال برنامج غني وهادف وبإشعاع محلي ووطني ودولي وبحضور متطوعين ومشرفين فنيين محليين ودوليين يؤطرون ورشات ولوحات فنية.
وجدير بالذكر أن ضيف هذه الدورة هي دولة بولونيا حيث يمكن الاستفادة من تجربة فنانيها ومؤطريها في مجال الاهتمام بالطفولة وتنظيم التظاهرات العالمية قصد فتح آفاق أكبر للتعريف بالموروث الثقافي المغربي. وسيشارك في هذه التظاهرة فرق تراثية وشعبية محلية للأطفال: – فرقة الدقة الرودانية – فرقة كناوة من أولاد برحيل – فرقة أحواش من تنزرت – فرقة هوارة من أولاد تايمة – فرقة تسكوين لجمعية تيفاوين من جماعة تافراوتن
وفرقتين من دولة بولونيا: الفرقة الموسيقية للفلكلور الشعبي من كراكوف – فرقة الغناء والرقص الشعبي من مدينة فاوبزيك.
ولكون هذه التظاهرة الأولى من نوعها في المغرب من حيث الفكرة والبرنامج فينتظر منها أن تكون إضافة وفرصة لتقديم عروض فنية تثمن كنوز الفنون الشعبية بالمغرب وبالمنطقة وتجعلها تتلاقح مع نظيرتها من الفنون الشعبية من خارج الوطن. وكذلك تجعل الطفل محورا أساسيا لضمان استمرارية الفنون المعبرة عن الهوية، وكذا لترسيخ الاعتزاز بها وصقل المواهب الصاعدة لتكون خير سفير للوطن.
كما سيكون مهرجان «تارواآرت» خير مناسبة لتكريم أسماء فنية قدمت خدمات جليلة للطفولة بصفة خاصة وللفن بصفة عامة، اعترافا بمجهوداتها وعملها الدؤوب ونكرانها للذات.
و على هامش الندوة الصحفية أكد شكيب أريج المسؤول الاعلامي عن الملتقى أن
فكرة المهرجان مبتكرة ومتفردة وغير مسبوقة في المغرب. فأولا ستكون فرصة للجمهور المحلي والوطني والعالمي لاكتشاف مواهب الأطفال وهم يجسدون رقصات شعبية تربوا في محيط يوليها عناية خاصة، ومن خلال الاهتمام بالموروث الشعبي والطفل في الآن نفسه نضمن استمرار هذه الفنون التعبيرية الأصيلة جيلا بعد جيل، المهرجان يؤسس لخلف متشبث بهويته.
وشدد على أنه لن يكون المهرجان بشكله التقليدي مجرد عروض وفرجة على منصة ليومين أو ثلاثة.. الأمر يتعلق بفترة تمتد الى عشرة أيام في بدايتها تقدم كل فرقة عرضها وفي باقي الأيام يواضب الاطفال على الانخراط في ورشات يؤطرها مدربون دوليون ليستعدوا لأداء لوحة فنية ابداعية جامعة تحضر فيها كل الرقصات والايقاعات بشكل فسيفسائي متناغم «.
و في السياق ذاته صرح لنا رشيد وحيد مدير المهرجان على أن
« برنامج الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الشعبية للأطفال غني بأنشطة ثقافية وفنية وترفيهية تستهدف اكثر من خمسين طفلا بمشاركة سبعة فرق اثنتين منها من بولونيا. برنامج فيه ورشات يسهر على تأطيرها كوتش دولي ومحلي وبموازاة مع العروض الفنية المتنوعة التي تقدم  هذه الفرق في فضاءات مدينة تارودانت وفي جماعات مجاورة مثل أولاد تايمة وتنزرت وتيوت، فإنها تمنح هؤلاء الأطفال فرصة للاستمتاع واللعب والمرح والسباحة. وبالمجمل فهذه التظاهرة الفنية غايتها تثمين الموروث الثقافي والاهتمام بالكنوز الشعبية التي نملكها بالمغرب وبسوس خاصة، وإثارة الانتباه الى هويتنا المتنوعة وجعلها أقرب ما يكون للعالمية ».


الكاتب : عبد الجليل بتريش

  

بتاريخ : 18/07/2023