مناضل اتحادي، اشتراكي ديموقراطي، كفاءة علمية، طبيب، إنه الدكتور محمد الخضوري، الذي شغل، قيد حياته، منصب رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين.
يعتبر الدكتور محمد الخضوري من أوائل رؤساء الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، حيث أرسى ثقافة سياسية اتحادية بالغرفة الثانية، ودافع بشكل مستميت عن المبادئ الأساسية لدولة الحق والقانون والمؤسسات والحرية والكرامة والديمقراطية،  والمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي.
وهب الدكتور محمد الخضوري، الذي غادر إلى دار البقاء مؤخرا، حياته للنضال السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والمهني،‮ ‬منذ أن انخرط في‮ ‬صفوف الحركة الاتحادية الجماهيرية‮، إذ كان من الشباب المغربي‮ ‬الذي‮ ‬عانق النضال الطلابي‮ ‬في‮ ‬عز الأوج الكفاحي‮ ‬لشبيبة المغرب المستقل ‬سواء داخل أسوار الجامعة وفي‮ ‬حرمها‮،‮ ‬أو في‮ ‬أماكن وفضاءات الفعل‮ ‬النضالي الشبيبي‮ ‬والحزبي‮ . ‬
وقد عرف عنه نضاله المستميت‮ ‬داخل الإطارات النقابية سواء الطلابية منها أو المهنية بعد التحاقه بالوظيفة الطبية‮.‬
وأدى ثمن التزامه وانحيازه إلى الحركة المناضلة،‮ ‬غاليا، حيث كان مِن بين مَن شملتهم القرارات التعسفية‮ ‬بالطرد من إطاره المهني‮ ‬كطبيب‮.
لقد أبلى البلاء الحسن في‮ ‬التزامه المهني‮، و‬كانت له مساهماته الوطيدة في‮ ‬النضال الديموقراطي‮ ‬المؤسساتي،‮ إذ تحمل مسؤولية رئيس الفريق الاتحادي‮ ‬في‮ ‬مجلس المستشارين،‮ ‬اغتنمها فرصة نضالية للدفاع عن عموم الجماهير، وعن مدينة فاس التي‮ ‬أخلص لها،‮ ‬كما رافع من منبره البرلماني‮ ‬عن قضايا المهنة التي‮ ‬ظل مخلصا لقسمها وأخلاقياتها‮.‬
وقد فقدت قصبة بني عمار، مثلها مثل جبل زرهون ومدينة فاس وعموم المغرب، أحد أبنائها البررة المناضل السياسي والثقافي والاجتماعي الدكتور محمد الخضوري، الذي ظل طوال حياته وفيا لجذوره، مؤسسا ومدعما دون كلل أو ملل للعمل الجمعوي الثقافي والاجتماعي والخيري، حتى وهو على فراش المرض، ولم يبخل على جمعية «إقلاع للتنمية المتكاملة»، كمؤسس وعضو مجلسها الاستشاري، بمتابعته لمشاريعها، وبمقترحاته  وتقييماته وبدعمه المادي والمعنوي.
رحم الله أخانا محمد الخضوري‮ ‬وعزاؤنا واحد في‮ ‬فقدانه، وكل التعازي‮ ‬لأسرته الصغيرة والكبيرة‮ «‬إنا لله وإنا إليه راجعون».