جرى، أول أمس الثلاثاء 18 يوليوز الجاري، تشييع جنازة المناضل الاتحادي عبد المالك الجداوي إلى مثواه الأخير، بحضور أعضاء من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وأعضاء من المجلس الوطني للحزب والعديد من المناضلين، إلى جانب عائلة الفقيد الذين ألقوا النظرة الأخيرة على جثمانه.
فبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد سيدي علال نقل جثمان الفقيد عبد المالك الجداوي إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بمقبرة سيدي علال بالصخيرات.
وكان الفقيد، أحد الوجوه البارة في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومن الأطر المغربية الأصيلة التي جمعت بين الالتزام الاشتراكي الديموقراطي، والأفق الوطني، والانحياز الكوني، المناضل الذي ميزتْ علاقاته الإنسانيةَ والتنظيمية قيمُ الوفاء والشهامة، يعرفه المناضلون الشباب والنقابيون في الجامعة، والديبلوماسيون في الجبهات الخارجية، بخصال التفكير العقلي والعلمي الصارم، والقلب الإنساني الخصب، والحرص التنظيمي على النجاعة، بشكل لا مثيل له… عرفه إخوانه وأخواته في الاتحاد دوما مناضلا ملتزما بوطنيته وتقدميته، وحريص على اللباقة الأخلاقية وفن التواصل، وكل ذلك متلازم مع الصبر الكبير في كل الملمات.
ولقد سجل الفقيد عبد المالك الجداوي صفحات شخصية وجماعية ناصعة عندما كان مناضلا بارزا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أيام الرصاص، كما عرف عنه نشاطه خارج المغرب عندما التحق بروسيا السوفياتية لمتابعة تعليمه العالي، ويتخرج من كلياتها مهندسا كيميائيا، عمل بعدها أستاذا جامعيا بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط ما بين سنة 1971 و 1981.
وعُرف عن الفقيد نشاطه الديبلوماسي داخل أروقة الخارجية، لما شغل منصب مدير الشؤون العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون لمدة أربع سنوات، وكذلك مدير التعاون الاقتصادي والتنسيق القطاعي لأربع سنوات بنفس الوزارة. وهو أحد المؤطرين العاملين في الظل للأطر الديبلوماسية.
ونال الفقيد ثقة جلالة الملك محمد السادس، فتم تعيينه سفيرا للمملكة المغربية بروسيا الفدرالية من سنة 2000 إلى 2005، وقبل ذلك تم تعيينه سفيرا للمملكة المغربية بدولة السويد ما بين سنتي 1999 و2000.
ولم يمنعه أي ظرف من الظروف من العمل النضالي والتنظيمي داخل تنظيمات حزب القوات الشعبية، وظل يشتغل مع قيادة الحزب في الواجهة الديبلوماسية الموازية، ناصحا وعاملا ميدانيا ومؤطرا وموجها ورفيقا في كل الرحلات والأنشطة، إلى أن نال منه المرض وفرض عليه، رحمه الله، تحجيم نشاطه الجسدي.
رحم لله الفقيد. إنا لله وإنا إليه راجعون.