ندوة قضايا المفهوم في اللغة والأدب والترجمة

نظم مختبر البحث في اللغة والأدب والترجمة بتاريخ 17 و18 يوليوز 2023، ندوة في موضوع «قضايا المفهوم في اللغة والأدب والترجمة»، وذلك برحاب الكلية متعددة التخصصات بتازة، جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس. وقد توزعت أشغال هذه الندوة على ست جلسات امتدت على مدى يومين بمشاركة أساتذة من داخل الكلية وخارجها، فضلا عن مجموعة من الطلبة الباحثين المنتمين إلى المختبر. هذه الندوة كانت من تنسيق السادة الأساتذة: الدكتور الحسن الهلالي والدكتور إبراهيم عمري والدكتورة مريم الناوي.
استهل اليوم الأول بجلسة افتتاحية ترأسها الدكتور إبراهيم عمري، وتميزت بكلمات كل من عميد الكليةالدكتور حسن بوكا، ومدير المختبر الدكتور الحسن الهلالي، ثم كلمة اللجنة المنظمة ألقتها الدكتورة مريم الناوي تضمنت ترحيبا بالمشاركين في الندوة من أساتذة باحثين وطلبة.
وعرفت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور جمال والزين مشاركة ستة متدخلين قاربت مداخلاتهم مفاهيم تنوعت بين الاستعارة عند الجرجاني والاشتراك الصيغي والرابط اللغوي والسخرية، فيما اهتمت المداخلتان الأخيرتان بإضاءة موضوعي الصنف الصواتي الطبيعي في ضوء نظرية هندسة السمات، وآليات وضع المصطلح اللساني في اللغة العربية.
تناولت الجلسة الثانية، والتي ترأستها الدكتورة مريم الناوي، عدة مفاهيم بالبحث والتحليل، انتقل عبرها الباحثون بين التحليل النحوي والسلم الحجاجي والتداخل السيميائي. ولأن الندوة شكلت فرصة لمعالجة المفاهيم الأدبية الرقمية، فقد تضمنت هذه الجلسة مداخلتين عالجتا مفهوم القارئ الرقمي وعلاقته بالقراءة والتأويل والإنتاج، فضلا عن مفهوم الرابط باعتباره يؤسس لبلاغة جديدة للنص الرقمي.
أما الجلسة الثالثة فترأست أشغالها الدكتورة مليكة الصوطي، وجاءت هي الأخرى غنية من حيث المفاهيم المدروسة، وشملت ميادين الشعر والتراث اللغوي وسيميائيات الخطاب، قبل أن يختتم أشغالها الدكتور محمد فكري بمداخلة ماتعة تناول فيها «مفارقة المصطلح» خاصة عند الناقد الفرنسي جيرار جونيتبوصفه بارعا في بناء المصطلحات وكذا في تحطيمها. وكان اليوم الثاني مدار الجلسات الرابعة والخامسة والسادسة. وقد ترأس مستهلها الدكتورالحسن الهلالي، لينطلق المشاركون في إلقاء مداخلاتهم التي توزعت بين التفاعلية في الأدب الرقمي والتأويلية بين المفهمة والمصطلحية والترجمة، ثم مفهوم الفونيم بين النظرية الغربية وخصائص اللغة العربية، وتطرقت المداخلة الأخيرةلأحد أهم مفاهيم اللسانيات الاجتماعية ونخص بالذكر، الثنائية اللغوية، قبل أن تختتم الجلسة بمقاربة إبستمولوجية للمفهوم اللساني.
ولم تخرج الجلسة الموالية عن درب سابقتها، حيث تطرق الأساتذة والطلبة الباحثون لإشكالات معالجة المفهوم النقدي، ثم تطور مفهوم الظرف في النحو العربي، فيما اهتمت المداخلة الثالثة بمفهوم المعنى المضمر وتعدد اصطلاحاته، لتنتهي بمداخلة باللغة الفرنسية تطرقتلاشتغال المفهوم في ظل تحديثاته المصطلحية.
وقد ترأس آخر الجلسات العلمية الدكتور عادل الساحلي الذي، بدوره ألقى مداخلة مقتضبة همت بالخصوص بعض خصائص المعرفة النواة. أما باقي المداخلات فلم تخرج عن نطاق المواضيع التي سبقتها، باستثناء بعض الاختلافات من حيث المفاهيم المعالجة؛ لتحضر مفاهيم: المماثلة والتغيرات الصواتية، ثم مفهوما النقد ونقد التنظير وما بينهما من فروقات، فمفهوم المحكي الأدبي التفاعلي بين البناء المفهومي والحدود النظرية، فضلا عن إشكالية تدقيق المفهوم والمصطلح في ظل زخم الكلمات، ومفهوم السياسة اللغوية والتقاطعات الممكنة. لتنتهي الجلسة بمناقشة مستفيضة حول ما جاء في الجلسات، إن على سبيل التساؤلات أو على سبيل التعقيبات.
كانت الجلسة الختامية فرصة أعرب فيها الأستاذ الدكتور الحسن الهلالي، بصفته مديرالمختبر البحث في اللغة والأدب والترجمة، عن جميل امتنانه لجهود إدارة الكلية في شخص عميدها المحترم الدكتور حسن بوكا، والطاقم الإداري والبيداغوجي والأعوان، كما أشاد بالدعم اللامشروط لجماعة تازة، قبل أن يعرب عن سعادته وفخره بنجاح هذه الندوة تنظيما ومشاركة. لتنتقل الكلمة إلى عضوة اللجنة المنظمة الطالبة الباحثة نسرين المكي التي ألقت كلمة شكرت فيها إدارة الكلية وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة العلمية القيمة، فيما تلت مختلف التوصيات التي انتهت إليها هذه الندوة.


بتاريخ : 25/07/2023