تحويل حديقة بتيزنيت إلى مربد للسيارات يثير الاستنكار

 

أثار تحويل الحديقة العمومية الوحيدة بالمدينة العتيقة، تيزنيت، حديقة الشهيد الزرقطوني «إلى مربد للسيارات موجة من الغضب والاستنكار والتنديد من قبل جمعيات المجتمع المدني التي نظمت مساء يوم الجمعة 5 غشت 2023، وقفة احتجاجية نددت فيها بتدمير حديقة الزرقطوني والقضاء على الفضاء الأخضر،معتبرة هذا العمل جريمة بيئية.
ورفعت الفعاليات المدنية والبيئية والحقوقية المشاركة في هذه الوقفة المنظمة تحت شعار: «أنقذوا حديقة الزرقطوني»لافتات وشعارات تندد فيها بتحويل هذه الحديقة الخضراء إلى مربد،ك ما تستنكر تحويل مدينة تيزنيت إلى واحة للتنخيل العشوائي، في إشارة إلى تشجير الشوارع الرئيسية للمدينة بأشجار النخيل عوض أشجار أخرى، منبهة المجلس الجماعي للمدينة أن الجمعيات المحتجة على التحويل ليست ضد تشجير الشوارع والأزقة، بل تثمنها على شرط أن تتم عملية التشجير بأشجار متنوعة ومختلفة عوض أشجار النخيل وحدها حتى تتميز مدينة تيزنيت بيئيا عن باقي مدن جهة سوس ماسة.
هذا وإذا قارنا تصميم المشروع المراد تنفيذه مع صورة حديقة محمد الزرقطوني التي بقيت محافظة على الجزء الأكبر من أشجارها، رغم الإهمال الذي طالها منذ أربع سنوات، تمهيدا لتدميرها وذلك بتحويل العامل المداوم بها إلى مكان آخر
وتوقيف عملية السقي والصيانة بها طيلة أربع سنوات، نجد أن عملية تحويل هذه الحديقة أو جزء منها ستثير الكثير من التنديدات والاحتجاجات، خاصة أن كل أغلبية المجلس السابق والحالي، قد ضربت نوعا من التعتيم عن مصدر تمويل أشغال تهيئة شارع سيدي عبد الرحمن وضمنه حديقة محمد الزرقطوني، مع العلم أن التمويل كله مبرمج ضمن اتفاقية تأهيل المدينة العتيقة لتيزنيت، التي تم إعدادها سنة 2014 وتم توقيعها سنة 2015 في إطار ترافع الأغلبية المسيرة لمجلس 2009/2015.
لكن الأدهى من كل هذا هو أنه تم إحداث ثلاثة مرابد ومدار للسيارات على حساب المساحة الداخلية للحديقة، التي لن تبقى للأطفال والعائلات بعدما ستصبح مرابد ومدارة مثلثة الشكل للسيارات وداخل المدارة مساحة خضراء .
وفي تصريح له للجريدة، أكد لحسن بنواري، البرلماني السابق والنائب الأول لرئيس جماعة مدينة تيزنيت، أن هذا التحويل هو»اعتداء يهدد البيئة والأشجار والطيور والسكان المحليين» مضيفا أن التحويل»يعد جريمة نكراء تستهدف المدينة وسكانها بكاملها».
وأوضح أن الحديقة كانت تقدم خدمات بيئية مجانية للجميع، وكانت تحمل تاريخًا مشرَّفًا كجزء من المقاومة ضد الظلم والطغيان، وبالتالي فهذا الاعتداء يمس الذاكرة الجماعية للمدينة، ذلك أن الحديقة كانت رمزًا للتضحية والشجاعة، وكانت تحمل اسم الشهيد محمد الزرقطوني، الذي أطلق شرارة المقاومة والتضحية بالنفس من أجل الوطن.كما أن هذه الحديقة كانت تمثِّل رمزًا مهمًا للتاريخ والهوية الوطنية.
وأضاف أن هذه الجريمة تُضاف إلى قائمة الجرائم التي ارتُكِبت، مشيراً إلى أن هذا الاعتداء يتعارض مع وثيقة التعمير التي صادق عليها المجلس السابق، رغم معارضته لبعض مقتضياتها.
ولهذه الأسباب كلها ناشد لحسن بنواري الجميع بتحويل هذه الأشغال الجارية إلى أعمال للتأهيل وإعادة الاعتبار، تمامًا كما يجري حاليًا لكل الحدائق القديمة بمدينة أكادير، ولذلك يدعو المنتخبين بالمجلس الجماعي أغلبية ومعارضة للتصدي لهذا العمل الشنيع باستخدام جميع وسائل النضال المتاحة.
وأعرب عن أمله في أن يتحرك المقاومون وأعضاء جيش التحرير للدفاع عن حديقة الشهيد محمد الزرقطوني، ووقف الأشغال غير المرخصة التي تهدد هذا التراث الوطني، ويأمل أن تتحرك جمعيات الأحياء بالمدينة العتيقة للدفاع عن المساحة الخضراء التي كانت تُقدِّم لهم خدمات بيئية مجانية، وكانت مصدرًا للسكان للإحساس بالطمأنينة والهدوء.
وفي الختام طالب لحسن بنواري من الوكالة الحضرية التدخل لتوقيف أعمال التحويل غير المرخصة والتي تعتبر خرقًا واضحًا لتصميم إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة لتزنيت.
كما طالب من المديرية الإقليمية للثقافة التدخل لكون الأشغال الجارية غير مرخص لها وتتم فوق موقع مصنف تراثا وطنيا، مناشدا السلطات المحلية والإقليمية لإيقاف الأشغال الجارية التي تخالف ضوابط التعمير وتهدد التصميم الحضري للمدينة، ومطالبا في الوقت ذاته من الشرطة البيئية بإيقاف أشغال تهريب حديقة يكاد عمرها يناهز أربعة عقود، وأصبحت اليوم تراثا بيئيا بمدينة تيزنيت


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 07/08/2023