في حوار مع عمر منشد من لجنة تنظيم بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي

«هكذا نجح المغرب في تنظيم بطولة العالم»

شهدت مدينة أكادير خلال الشهر الماضي، حدثا رياضيا دوليا مهما ويتعلق الأمر باحتضانها «بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي»
في هذا الحوار،يتحدث عمر منشد، رئيس جمعية الشمال للرياضة و الثقافة، أحد الجهات التي أشرفت بشكل رسمي و مباشر على تنظيم هذه البطولة، عن هذه التظاهرة العالمية، وعن رياضة البلياردو في المغرب.
« شهدت مدينة أكادير في الفترة الممتدة من 02 يوليوز المنصرم إلى 12 منه، احتضان النسخة 29 من بطولة العالم لرياضة البلياردو الإنجليزي، هذه التظاهرة العالمية الكبرى أقيمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، و بشراكة مع وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة و تحت لواء الجامعة الدولية لرياضة البلياردو الإنجليزي.
وعرفت هذه البطولة مشاركة قياسية لعدد اللاعبات و اللاعبين تجاوزت 580 مشارك يمثلون 19 دولة.كما يعد احتضان المغرب لهذه البطولة سابقة على المستويين العربي و الإفريقي.
اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة كان نتيجة طبيعية لمجموعة من الأحداث و التراكمات، فقد استطاع لاعبو المنتخب المغربي لرياضة البلياردو الإنجليزي أن يحققوا مجموعة من الانتصارات و النتائج الإيجابية سواء في مسابقات الفردي أو الفرق و لعل أهمها الفوز التاريخي لمنتخبنا الوطني ببطولة العالم سنة 2014 بانجلترا، وعلى مستوى تنظيم الملتقيات فقد سبق للمغرب أن نظم عدة تظاهرات كبرى عرفت نجاحا كبيرا أذكر منها على سبيل الحصر «كأس الأمم 2017» التي نظمت بطنجة ، و بطولة إفريقيا 2019 التي نظمت بمدينة مراكش.
في هذا السياق، أشير إلى أن هذه الرياضة خلال الفترة الممتدة من 2003 الى 2012 كانت منظمة تحت لواء «الجامعة الملكية المغربية لرياضات البلياردو و السنوكر»، يترأسها عبد الرزاق فهيم، و الذي من باب الأمانة قام بعمل جبار، رفقة الفريق الذي اشتغل الى جانبه، لوضع اللبنات الأساسية لنقل البلياردو من «لعبة» إلى رياضة مكتملة ، و في غياب للإمكانيات المادية واللوجيستيكية، اضطر المكتب الجامعي لتجميد وضعية الجامعة الملكية.هذا الإكراه (غياب جامعة ملكية) دفع مجموعة من المحبين و الغيورين على هذه الرياضة، إلى تأسيس جمعيات حافظت للمغرب على تواجده الدولي سواء فيما يخص العضوية و الانتماءات أو ما يتعلق بضمان تمثيلية و مشاركة المغرب في الملتقيات و المنافسات الدولية.
وفي هذا الإطار، فإن جمعية الشمال للرياضة و الثقافة التي أتشرف برآستها و بتنسيق مع الجمعية المغربية للاعبي البيلياردو التي يترأسها أشرف فرج، قمنا بإعداد و وضع ملف ترشيح قوي يستوفي كل الشروط المنصوص عليها في دفتر تحملات الجامعة الدولية،و استطعنا كسب الرهان.
عرفت نسخة هذه السنة من بطولة العالم رقما قياسيا من حيث عدد الأبطال المشاركين و كم الدول المشاركة، فالبطولة امتدت طوال 11 يوما تنافس خلالها المشاركون في مسابقات الفردي و الزوجي و الفرق في صنفي الذكور و الإناث و ذلك في مختلف الفئات العمرية المتمثلة في فئة أقل من 18 سنة و فئة أقل من 23 سنة و فئة أكثر من 50 سنة و فئة أكثر من 60 سنة.
أما فيما يخص المشاركة المغربية فأود أن أكرر تهنئتي لعضوات الفريق الوطني النسوي اللواتي ،في أول مشاركة لهن، استطعن إسماع صوت المرأة المغربية باحتلالهن وصافة بطولة العالم في «shootout» بعد تغلبهن على المنتخب الفرنسي في مبارات نصف النهائي بآداء مبهر و نتيجة معبرة 6/0.
وجب التنويه كذلك بالنتيجة الجد مشرفة التي حققها المنتخب المغربي لفئة أقل من 23 سنة الذي بلغ هو كذلك المباراة النهائية والتي انهزم خلالها بصعوبة كبيرة ضد المنتخب الإنجليزي.
كما قدم البطل المغربي بوشعيب فرحات مستوى تقني جد عالي مكنه من بلوغ الدور ربع النهائي في مسابقات الفردي رجال.
و قد نظمت بالموازاة مع بطولة العالم، بطولة إفريقيا للأمم في رياضة البلياردو و التي كرست هيمنة المغرب على هذه الرياضة على المستوى القاري.
على العموم، فإن هذه الرياضة في بلادنا، استطاعت أن ترسم لنفسها صورة جميلة و مشرفة و تراكم النتائج و الإنجازات و توسع قاعدتها الشعبية بشكل كبير، ففي تقديري الشخصي رياضة البلياردو في المغرب تعد ثاني رياضة من حيث الشعبية بعد كرة القدم بالنظر إلى عدد النوادي المتواجدة و العدد الكبير من المزاولين لها.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 10/08/2023