الإنجاب مسؤولية يجب تقنينها
الأستاذ أحمد أبادرين
إذا كان الزواج حقا فإن الإنجاب مسؤولية.
الإنجاب، سواء نتج عن علاقة رضائية أو زوجية، فهو مسئولية يتقاسمها الأبوان والدولة ولذلك يتعين تقنينها.
الإنجاب متعة. لكنه مسؤولية جسيمة. تتطلب العناية بالمولود 24 ساعة على 24 وإذا غفلت عنه لحظة ترى ما لا يرضيك وتندم وربما على قرار الإنجاب. لأنك لن تجد من يقوم مقامك في العناية بالمولود من تكاليف وتربية والأعظم هو أن تعجز عن الاستجابة لكل متطلبات المولود إما ماديا وإما معرفيا.
أن تنتج مولودا وتتركه للشارع. والشارع له ضوابط وقوانين تحكمه. وعندما يشتد عضده يؤاخذك ويحملك المسؤولية في كل ما لا يرضيه في علاقاته مع نفسه ومع الآخرين ويعتبرك مسؤولا عن فشله في دراسته وحياته ومعاناته مع قوانين الشارع التي لا ترحم. فتعيش أنت في جحيم وتندم على الإنجاب.
ما أقصده من إطلاق مبادرة المطالبة بتقنين الإنجاب ليس فقط المعادلة بين النمو الديمغرافي والنمو الاقتصادي، وهذا الجانب له أهميته،وإنما أقصد المؤهلات التربوية لدى الأسر المغربية بحيث لا أحد يعرف كيف تربي الأسر أبناءهاولا أحد يستعين بذوي الاختصاص ومؤسسلت الدولة لا تتدخل.
الأبوان يرعيانالأبناء فقط إلى أن يتعلموا المشي وبعض الكلام ثم يرمونهم لدى دور حضانة ثم مدارس إلخ.
ونرى النتيجة العنف في الشارع وعدم احترام الآخر لا في انتظار دوره لقضاء حاجته ولافي احترام قوانين السير سواء كان راجلا أو بناقلة. وعلى العموم انعدام التربية بمعاييرها المتعارف عليها في الدول الراقية، لأن معيار التربية يظهر من خلال ملاحظتك للمارة في الشارع.
الإنجاب مسؤولية لأنه يستتبع أمرا أساسيا وهو التربية ومؤسسات الدولة مستقلة في هذا المجال. لا تتدخل لا لحماية الطفل مما يتعرض له من عنف في وسطه العائلي ولا لمراقبة مستلزمات نموه الصحي والعقلي والنفسي؛ ولذلك فإن إطلاق نداء من أجل تقنين الإنجاب مناسبة لمعالجة جميع الجوانب المتعلقة بالنمو ديمغرافيا واقتصاديا وتربويا وصحيا واجتماعيا لأن الدولة، التي نحن، هي المسؤولة في البدء والنهاية.
الكاتب : الأستاذ أحمد أبادرين - بتاريخ : 12/08/2023

