مصالح الدارالبيضاء متوقفة إلى أن يتصالح المدبرون لشؤونها.. وبرنامج عمل لم يظهر له أثر إلى حدود الآن

في عز الصيف اضطرت رئيسة مجلس مدينة الدارالبيضاء إلى عقد لقاء بمنزلها، يوم أول أمس، دعت إليه مكونات التحالف المشكل من أربعة أحزاب تدبر شؤون المدينة على المستوى الجماعي، اللقاء حضره أيضا رئيس جهة الدارالبيضاء سطات ومنسقو هذه الأحزاب على مستوى الجهة، الاجتماع لم يخل من تبادل المؤاخذات ورمي اللوم من هذا الطرف على الطرف الآخر، لكنه لم يتطرق إلى الأهم والمهم ألا وهو حالة التدبير في العاصمة الاقتصادية، والتي تنتقدها حتى مكونات الأغلبية، فإلى الآن لم يظهر أي خيط ناظم لا بين هذه المكونات ولا بين السياسة التدبيرية المتبعة، التصدع بين الأغلبية المسيرة لجماعة الدارالبيضاء أضحت ظاهرة للعيان ولم تعد خافية على أحد، خصوصا خلال دورات مجلس المدينة، حيث تتعالى الانتقادات من داخلها قبل المعارضة، وهو ما يبرز بأنها لا تعقد لقاءات قبلية في ما بينها، وليس لها نفس المنظور التدبيري، ولا يجمعها أي مشروع موحد حول الأولويات التي يجب أن يباشرها التسيير، بل أحيانا تعلن أطراف من داخلها بأنها كسائر المواطنين، لا تكون على علم ببعض النقط إلا حين تقرؤها في جدول الأعمال الذي سيعرض في الدورة، وهو ما نددت به هذه الأطراف أكثر من مرة، وما يزيد الطين بلة، هو الإخفاق في بعض الأمور من قبيل فضيحة توزيع المنح على الجمعيات، والتي تعد من بديهيات التدبير، لكن المسيرين أخفقوا في وضع المعايير وكيفية تقسيم الأرقام المالية على الجمعيات، وهو ما رفضه القابض البلدي لأن هذه العملية لم تحترم البنود القانونية المعمول بها في هذا الإطار، ما عرض المجلس إلى سخرية فايسبوكية، وقبلها كان المعرض الدولي للكتاب قد جرته وزارة الثقافة إلى مدينة الرباط، دون أن يتحرك المجلس، الذي أيضا لم ينجح ولو في تنظيم مهرجان على غرار أصغر مدينة في المملكة، ثم تأتي الطريقة الغريبة التي تمت من خلالها عملية صياغة تفويت تدبير مركب محمد الخامس إلى شركة «سونارجيس»، بدون تدقيق، ما جعل مخلفات هذه الاتفاقية تطفو على السطح وتطرح مشاكل أخرى إضافية ستتطلب لا محالة إعادة تصحيح تلك الاتفاقية، وغير هذا كثير، المشكل أن التصدع ليس منحصرا داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء بل هو ذائع الانتشار في عدد من المقاطعات، التي تعيش على إيقاع صفيح ساخن، وهو ما ينذر بتفكك وشيك داخل مكوناتها، لذلك خلال اللقاء الذي دعت إليه الرئيسة، تمت جدولة لقاءات الهدف منها رأب الصدع الذي أصاب هذه المقاطعات، وهي اللقاءات التي انطلقت يوم أمس، إلى ذلك وجبت الإشارة إلى أن المجلس تشكل قبل سنتين، ومازال إلى حدود الآن برنامج عمله لم يخرج إلى الوجود، ومعلوم أن المشرع يمنح مهلة سنة فقط كي تعلن كل جماعة ترابية عن برنامج عملها، الأمر الذي يدعو للتساؤل ويقف الإنسان أمامه حائرا، لماذا الخلافات ونحن لم نصدر مشروعنا، فعلى ماذا نحن متخاصمون ؟؟ بقي أن نذكر ان التحالف الرباعي مكون من حزب الأحرار والبام والاستقلال والاتحاد الدستوري…


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 31/08/2023