الصحراء المغربية: اليابان تشيد بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية للمضي قدما بالعملية السياسية

اجتماع الحوار السياسي العربي الياباني بالقاهرة يثمن رئاسة جلالة الملك للجنة القدس

أشادت اليابان بجهود المغرب «الجادة وذات المصداقية» من أجل المضي قدما بالعملية السياسية نحو تسوية لقضية الصحراء المغربية.
وجاء التعبير عن هذا الموقف في بيان لوزارة الشؤون الخارجية اليابانية صدر في أعقاب لقاء جمع، أول أمس الثلاثاء بالقاهرة، رئيس الدبلوماسية اليابانية، هاياشي يوشيماسا، بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، على هامش أشغال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الشؤون الخارجية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية اليابانية، في ذات البيان، إنه «في ما يتعلق بقضية الصحراء، رحب وزير الشؤون الخارجية، هاياشي يوشيماسا، بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية من أجل المضي قدما بالعملية السياسية».
كما أكد رئيس الدبلوماسية اليابانية على أهمية مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، معربا عن دعمه لجهود الوساطة التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء.
ومن جهة أخرى، أبرز هاياشي العلاقات الممتازة بين اليابان والمغرب والقائمة دوما على أساس روابط الصداقة المتينة بين الأسرة الإمبراطورية اليابانية والأسرة الملكية المغربية.
وأعرب في هذا السياق، عن عزم اليابان على مواصلة توطيد هذه العلاقات في العديد من المجالات، ولا سيما مجالي الأعمال والاستثمارات. ومن جانبه، أشاد بوريطة بعلاقات الصداقة العريقة القائمة دوما بين البلدين، معربا عن استعداد المملكة المغربية لتعميق التعاون بين البلدين في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتجارة والاستثمار وكذا الحوار السياسي. ومن جهة أخرى أشارت وزارة الخارجية اليابانية إلى أن الوزيرين تبادلا وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية الملحة، ومنها الوضع في كوريا الشمالية وأوكرانيا، مضيفة أن الجانبين أكدا، في هذا السياق، عزمهما على العمل سويا بشأن مختلف القضايا التي تهم المجتمع الدولي.
وكانت العاصمة المصرية القاهرة، احتضنت الاجتماع الثالث للحوار السياسي الوزاري العربي الياباني، بحضور المغرب.
وفي ختام أشغاله، ثمن الاجتماع رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس.
وأكد البيان المشترك الذي صدر في ختام هذا الاجتماع الوزاري، على ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط، يحل جميع قضايا الوضع الدائم، بما في ذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين، بما يتماشى مع جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي، ومبدأ «الأرض مقابل السلام»، ومبادرة السلام العربية المعتمدة في عام 2002، وحل الدولتين.
ويأتي انعقاد هذا الحوار الذي عرف حضور وزير خارجية اليابان هاياشي يوشيماسا ونظرائه العرب والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، تنفيذا لمذكرة التعاون الموقعة بين جامعة الدول العربية ووزارة الخارجية اليابانية في شتنبر 2013، والتي نصت على إقامة آلية للتعاون المشترك والتشاور السياسي بين الجانبين على مستوى وزراء الخارجية.
وفي كلمة له خلال أشغال هذا الاجتماع، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة أن المملكة المغربية تبقى مستعدة للمساهمة في إعطاء مضمون ملموس للحوار السياسي العربي الياباني عبر تطوير آلياته وبرامجه ومبادراته في مختلف القطاعات، وفي إطار مزيد من الانفتاح على التجربة اليابانية العريقة.
وقال بوريطة «إن نجاح الحوار السياسي العربي الياباني رهين في المقام الأول بمدى حرصنا على التنسيق والقدرة على العمل بواقعية وبراغماتية وخلق نتائج ملموسة في قطاعات محددة»، مضيفا أنه «على قدر النضج الذي سيسم الحوار السياسي العربي الياباني، نطمح للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين المجموعة العربية واليابان إلى مستوى شراكة فاعلة ومثمرة في ميادين واعدة، أصبحت تشكل أولويات وطنية ودولية، خاصة وأن منطقتنا العربية لديها مؤهلات تخولها الاضطلاع بدور هام في المجتمع الدولي وتجعلها شريكا لا غنى عنه لليابان ولكبار الفاعلين الدوليين».
وتابع «إننا نتطلع للدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به اليابان، البلد الوازن والمتوازن وذو مصداقية في المشهد الدولي، لنصرة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خاصة وأن هذه القضية لا تعد حصرا قضية عربية، بل هي من القضايا العادلة التي تستوجب تأييدا واضحا من كافة الفاعلين الدوليين».
وذكر في هذا الصدد بأن جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ما فتئ يؤكد على الالتزام المتجدد والثابت بدعم القضية الفلسطينية وفي صلبها القدس الشريف، حيث جعلها جلالته من ثوابت وأولويات السياسة الخارجية للمملكة، والتي تنبني على الإيمان والتشبث الدائم بخيار السلام ونهج الحوار والتفاوض كسبيل وحيد للتوصل إلى حل نهائي من خلال قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد بوريطة على جدوى هذا الحوار وأهميته كإطار مكمل للعلاقات الثنائية بين اليابان والدول العربية، موضحا انه «بعد عشر سنوات من التوقيع على مذكرة التفاهم بين جامعة الدول العربية والحكومة اليابانية، أسفر هذا الحوار على نتائج إيجابية وخلق تفاعلات حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.» وقال انه إذا كان الواقع الجغرافي يباعد بين اليابان والدول العربية، فإن الواقع الجيوسياسي يقارب بينهما على أساس الروابط المشتركة والمصالح المتبادلة والعلاقات التاريخية القوية.
وأشار بوريطة إلى أن «المواقع الاستراتيجية لدولنا، وغنى وتنوع مواردها الطبيعية والطاقية، وبنيتها الديمغرافية الشابة، كلها عوامل كفيلة بجعل مساهماتها ذات وقع دولي مؤثر على صعيد التعامل مع القضايا الشاملة والتحديات العابرة للقارات» لافتا إلى أنه بالرغم من ذلك، يظل حجم المبادلات بين المجموعة العربية واليابان دون تطلعاتنا الجماعية.
وخلص الوزير إلى أنه آن الأوان لإرساء شراكة استراتيجية، ناجعة وخلاقة، من خلال الرفع من مستوى المبادلات وحركية التدفقات الاستثمارية، وتعبئة القدرات والفرص المتاحة، والدفع بالمبادرات الإنسانية والمساعدات الإنمائية.


بتاريخ : 07/09/2023