بالمباشر : الخميس 28 شتنبر

عزيز بلبودالي

الرياضة المغربية في حاجة إلى التوثيق. أصبح الجميع مقتنعا بضرورة تخليد الشريط الرياضي المغربي،والحفاظ على الموروث الرياضي وتاريخه ، وأصبحت بالتالي عناوين المؤلفات تتوالى وأعدادها تتزايد. ومع ذلك، هناك خصاص، بل هناك فقر وعوز في المكتبة المغربية للكتاب الرياضي. لماذا إذن يغيب الكتاب المخلد للذاكرة الرياضية؟
طرحت على نفسي هذا السؤال وأنا أزور معرض القاهرة الدولي للكتاب،في نسخته الأخيرة التي أقيمت شهر فبراير الماضي، حيث الكتب الخاصة بالرياضة معروضة بأعداد كبيرة،وتشمل كل مجالات الكتابة وكل الأنواع الرياضية.
ماذا يجعلنا «فقراء» في الإنتاج الأدبي الرياضي مقارنة مع أشقائنا في مصر؟ كيف ينساب المداد رياضيا هناك في أرض الكنانة ويجف عندنا هنا في المغرب؟ كيف ولماذا يفوقوننا عددا على مستوى عدد المؤلفين الرياضيين المتخصصين في الميدان الرياضي،كيف لهذا الفارق أن يكون، وكيف لأرقام كتبهم الرياضية أن تعلو فوق السحاب مقارنة بأرقام كتبنا؟
لماذا وحده الكتاب الرياضي الذي يتخلف عن قطار الرياضة المغربية؟
في مصر وسوريا، لبنان والعراق، للكتاب الرياضي وجود وحضور، كيف ينجحون ونفشل في هذا المجال؟
أكيد،صعوبات عدة تواجه أي « مغامر» يرغب في ولوج ميدان التأليف الرياضي عندنا هنا في المغرب، والتجارب القليلة الموجودة تشهد على تعدد تلك الصعوبات وتلك العراقيل، والمرتبطة أساسا بالمتطلبات المالية المرتفعة التي يتطلبها تأليف كتاب رياضي مثلا، و غياب أية رغبة في احتضان مثل تلك المشاريع. أضف إلى ذلك، صعوبة إيجاد المراجع التوثيقية، وعدم وفرة المعلومة التاريخية، وغياب الوعي الكافي بضرورة التوثيق والتأليف لدى نجوم الرياضة المغربية، وكذلك لدى الهيئات المسؤولة وطنيا، وحتى محليا وعلى صعيد الأندية بمختلف توجهاتها.
لقد أضحى من الملح اليوم التفكير في تسطير برنامج وطني لدعم الكتاب الرياضي، ولتشجيع الأقلام على الانخراط في التأليف الرياضي، سيما أن المنظومة الرياضية الوطنية تحفل بالعناوين والمواضيع، فلدينا تاريخ كبير، ونجوم حققوا شهرة واسعة، يستحقون توثيقا يخلد إنجازاتهم، ولدينا أيضا دارسون وباحثون في مجال الرياضة..
لقد أضحى مفروضا علينا جميعا خدمة للجيل الرياضي الحالي، واعترافا وتكريما للجيل الرياضي السالف، وإسهاما في الانخراط في مشروع تطوير رياضتنا الوطنية، أن نهتم بمجال التدوين والتوثيق في مجال الرياضة الوطنية!
نحن فقراء في هذا المجال، واقع لابد أن نعترف به، ولا عيب في محاولة تغييره، بل هو أمر جيد ومستحب ومفروض بكل تأكيد، أن نحاول جميعا،كل من موقعه، توفير كل الآليات وكل الوسائل لتطوير منتوجنا الأدبي الرياضي، والإسهام بالتالي في توسيع سلسلة مؤلفاتنا الكفيلة،وحدها، والقادرة وحدها، والضامنة وحدها، على الحفاظ على موروثنا الرياضي وتاريخه
الخميس 28 شتنبر المقبل، ولأول مرة في تاريخ الرياضة المغربية، يفتتح رواق خاص بعرض الكتب والمؤلفات الرياضية بمناسبة تنظيم معرض الرياضة بالدارالبيضاء في الفترة من 28 شتنبر إلى 2 أكتوبر 2017.
وأخيرا يمنح للكتاب الرياضي حقه في الخروج إلى العلن وفك الحصار الذي عاش فيه لعقود.أخيرا عاد الكتاب الرياضي لبيته الكبير كمنتوج سيتمتع بموقع خاص إلى جانب مختلف المنتوجات الرياضية التي سيتم عرضها في هذا
المعرض الدولي، الذي يعتبره كثير من المتتبعين الأول من نوعه في إفريقيا بما سيقدمه من فقراته بين الترفيه وأحدث الاختراعات في عالم الرياضة الإلكترونية، وأحدث الابتكارات الرياضية، والأنشطة الفنية والتراث وما سيعرفه من عروض لخبراء مغاربة وأجانب.
أخيرا للكتاب الرياضي حضورا وموقعا إلى جانب نحو 150 عارضا من12 دولة.
الخميس 28 شتنبر.. محطة مميزة تستعيد فيها ذاكرة الرياضة الوطنية اعتبارها ومكانتها..

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 22/09/2017