أمين معلوف ينتصر على «الهويات القاتلة»

بانتخابه على رأس أرقى مؤسسة أكاديمية فرنسية

انتخب الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف -الخميس- أمينا دائما للأكاديمية الفرنسية خلفا لإيلين كارير دانكوس التي شغلت المنصب منذ 1999 وتوفيت في غشت الماضي وظل المنصب شاغرا منذ ذلك الحين.
وفاز أمين معلوف، وهو أحد وجوه الروايات التاريخية المستلهمة من الشرق، وركز في أعماله على مسألة تقارب الحضارات- بهذا المنصب بأغلبية 24 صوتا مقابل 8 لمنافسه وصديقه الكاتب جان كريستوف روفان.
وتنافس الكاتبان الفائزان بجائزة «غونكور» المرموقة على قيادة الأكاديمية الفرنسية، وهي المؤسسة الحريصة منذ تأسيسها في القرن الـ17 على قواعد اللغة الفرنسية.
وأمين معلوف (74 عاما) كاتب فرنسي من أصل لبناني، حائز على جائزة «غونكور» في 1993 عن روايته «صخرة طانيوس» (التي تدور أحداثها في الجبال اللبنانية خلال طفولته)، وكان مرشحا معلنا منذ فترة.
ورغم أن الأمينة الدائمة السابقة المتخصصة في الشؤون الروسية لم تسمّ أحدا لخلافتها ،فإنه كان يُنظر إلى معلوف على أنه المرشح الأوفر حظا لقيادة الأكاديمية، إذ تحظى شخصيته بالإجماع، نظرا إلى انخراطه القوي في أنشطة المؤسسة التي انضم إليها عام 2011 .
من جهتها قالت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك ، وهي أيضا فرنسية من أصل لبناني، لدى وصولها إلى مقر الأكاديمية بعد الانتخابات «إنه اختيار ممتاز، (…) كاتب عظيم، ورجل أخوّة وحوار وتهدئة»، مؤكدة أن انتخاب معلوف يحمل «رمزية رائعة لجميع الناطقين بالفرنسية في العالم».
وسيعفى الأمين الدائم الجديد فورا من المهمة التي كرست لها إيلين كارير دانكوس الكثير من الطاقة، وهي إكمال الطبعة التاسعة من قاموس الأكاديمية، إذ إن هذه المهمة أوشكت على الانتهاء.
وتواجه معلوف مسألتان ملحتان أخريان هما الجانب المالي للمؤسسة، فالأكاديمية الفرنسية كغيرها من فروع «معهد فرنسا» تعاني من وضع مالي حساس، إذ تعيش على عائدات أصولها المالية وعلى الهبات والتركات.
وفي هذا الصدد، حث ديوان المحاسبة في 2021 على التجديد السريع لمبنى الأكاديمية الفرنسية في باريس في مواجهة خطر الحريق، وهذه المهمة لم تنفذ بعد، كما أن محاولة مستشار المعهد كزافييه داركوس لجعل الأكاديميات تخسر استقلاليتها مقابل ما تكسبه على صعيد اتساق الإدارة باءت بالفشل، في مواجهة معارضة إيلين كارير دانكوس.
المسألة الثانية مرتبطة بجاذبية المؤسسة، ومن بين المهمات المعلنة منذ زمن بعيد في هذا الإطار، إدخال مزيد من العناصر الشابة والنساء إلى الأكاديمية المؤلفة حاليا من 28 رجلا و7 نساء، وهو هدف يصعب تحقيقه.
شار الى أن أمين معلوف (74 عاما) كاتب فرنسي من أصل لبناني، حائز على جائزة «غونكور» في 1993 عن روايته «صخرة طانيوس» (التي تدور أحداثها في الجبال اللبنانية خلال طفولته)، وكان مرشحا معلنا منذ فترة.كما يزخر سجله الروائي المتميز بكتب حصدت نجاحا كبيرا، بينها «ليون الأفريقي» (1986)، و»سمرقند» (1988)، و»رحلة بالداسار» (2000)، و»إخوتنا الغرباء» (2020) وغيرها.كما ألف معلوف مقالات وقصصا عدة، بينها «الحروب الصليبية كما رآها العرب» (1983)، و»موانئ المشرق» (1996)، و»الهويات القاتلة» (1998)، و»اختلال العالم» (2009)، و»مقعد على ضفاف السين» (2016)، حيث يروي حياة الأكاديميين الـ18 الذين سبقوه إلى الكرسي الـ29 (رقم مقعده في الأكاديمية الفرنسية) منذ عام 1635.وتحتل موضوعات المنفى والترحال والاختلاط الثقافي والهوية، موقعا مركزيا في منشوراته المكتوبة بالفرنسية بلغة عميقة لا تخلو من المتعة السردية.
غادر معلوف لبنان بعد أن شهد الاشتباكات الأولى إثر اندلاع الحرب اللبنانية في 1975، إلى فرنسا، ويقول بهذا الخصوص «لقد غادرت لبنان بعد عام من الحرب، لكنني لا أشعر بالذنب لأنه في مرحلة معينة كان علي اتخاذ قرار المغادرة من أجلي ومن أجل عائلتي».وفي باريس انضم إلى مجلة «جون أفريك» الأسبوعية التي أصبح رئيس تحريرها.على خطى أدباء لبنانيين ناطقين بالفرنسية من أمثال شارل قرم وناديا تويني وصلاح ستيتية، يكتب أمين معلوف بأسلوب يمزج بين القوة والسلاسة بنفحة شرقية، لكنه يقول «إذا وجدوني في الغرب شرقيا، فإنهم في الشرق سيجدونني غربيا جدا».


بتاريخ : 02/10/2023