«بالله نادى فؤاد وهو منتحب
فالجرح مغربنا رحماك يا رب
أدمى الحنين بنا من هولنا زلل
قضت مضاجعنا واستفحل الكرب
لكن ما خنعت لليأس أنفسنا…
فالطف بمغربنا واحرس مدائنه ..
بهاته الكلمات استهل الفنان التونسي القدير لطفي بوشناق أغنيته الجديدة التي كتبها ولحنها مؤخرا، وقدمها كتعبير عن حزنه وتآزره مع ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة 8 والسبت 9 شتنبر الماضية.
وقد داع صيت الاغنية وتداولها رواد الأنترنيت والصفحات المواقع الإجتماعية، و أعرب الكثير من المعلقين عن سرورهم بهذا التفاعل، خاصة و أن الفنان التونسي له مكانة في الحقل الفني العربي وفي نفوس المغاربة، لكفاءته الفنية والموسيقية ولمصداقية مشاعره تجاه القضايا الإنسانية في بلده وفي بلدان أشقائه العرب .
هاته الأغنية أضافت للطفي بوشناق مكانة زائدة في قلب المغاربة و منهم من خرج لشكره مباشرة من خلال قنواته وأيضا من خلال المواقع الصحفية الإلكترونية.
و للتذكير فلطفي بوشناق فنان تونسي الأصل من مواليد سنة 1954، وهو موسيقي عازف على العود وملحن شهير ومتمكن ويعتبر أحد أفضل الملحنين والمطربين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم العربي لدرجة أنه لقب في تونس ب إسم «بافاروتي». و قد اهتم بالأغنية منذ صغر سنه بحيث كان يؤدي أغاني أم كلثوم، و اهتم بالأغاني المصرية الكلاسيكية وسقل موهبته فيها وخاصة توسع في إتقانه للأغاني الصوتية والأندلسية والتركية الصوتية و كذلك الصوفية وعرف بأدائه لأغاني الفنان المصري سيد مكاوي
علاقة لطفي بوشناق والمغرب وطيدة بحيث يزور المغرب في عدة مناسبات لإحياء اللقاءات و الأنشطة الثقافية والفنية وقد سبق و صرح في إحدى خرجاته الإعلامية بأنه «أنه يعتبر المغاربة والتونسيين “شعبا واحدا”، وأنه لا يعترف بالحدود بين بلدان المنطقة، مشددا على ضرورة إلغائها بين البلدان المغاربية، حيث استشهد على ذلك بالآية القرآنية: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، مؤكدا أنه “من الضرورة أن تتحد هذه الشعوب في إطار السلم والأمن والاستقرار»