بفكَّين قَويَّين طوَّرَتْهُما الطبيعة
طِوال مَلايين السِّنين بمختبراتها السرّية،
هاجمْتَني، في أرضك
على بُعد بِضْعة أمتار مِن الشاطئ.
أعزلُ أنا أمام طولِك
طولِ غوَّاصَةٍ حَربية،
لا تَظهرُ منها غير زَعنفة سَوداء على الظهر المرقّط
لا أملك في يَدي حَجَراً،
ولا رُمحاً بِدائِيّاً
أغرسُه بِقُوّة في كهفِك المفتوح
المُدجَّجِ بأنياب كالصُّخور.
لم أكنْ مُستعِدّاً لهذه المعركة،
ولم يأخذْني والِدي إلى ساحة الحرب.
الأيامُ التي تتوالى بنُذورِها الغامضة،
هي التي جَعلتني أخلعُ ملابِسي
وأرتمي في الماء
أسبَح كدلفين عَذْبٍ
رافِعاً رأسي بين الفينة والأُخرى
جهةَ الشاطئ،
حيثُ والدي
يجلِسُ تحت ظُلَّةٍ
ويَرشِفُ من كأس فودكا
بِطعم البُرتقال
بَعيداً عن الأرض
التي شَهدتْ ولادَتي.
وها أنا الآن،
أخبِّئُ عنها صَرختي الأخيرة
وقَد انشطرتُ مثل مَركب إلى نِصفين،
نِصفٌ يُبحِرُ إلى مكان مجهول
لي فيه صُورٌ سأراها لِلمرَّة الأُولى،
ونِصفٌ يَتحلَّق حَولَه بحَّارةٌ صاخبون
ونَوارِسُ فَزِعة
تَقترِبُ في ارتياب.
الروسي
الكاتب : نبيل منصر
بتاريخ : 06/10/2023