لا يستقيم الاستسلام لمطبات الحياة وعوائقها، والطموح الواثق في تحقيق الذات والسمو بالنفس ومغالبة المشاق. كان لابد لها منذ ان استشعرت خطر التهميش والتقليل العمد من مكانتها الأسرية والاجتماعية، أن تضاعف قدراتها في التغلب على كل ما صادفته منذ النشأة من تهميش على أكثر من مستوى. تفاعلت مع محيطها بكل ما أوتيت من عزم لفرض شخصها والسمو بمكانتها. اجتازت كل المراحل بنجاح باهر، وفشلت فشلا لم تطقه في اكتساب قلب من أحبت. كان وقع الإخفاق كبيرا، كان لتجاوزه اعتماد أكثر الوسائل فعالية،ولم يكن لصد قوة تأثيره غير اكتساب سلطة رادعة توفر الآليات وتيسر الخطوات لاستعادة الموقع المستحق في الحياة. السلطة تعجز أحيانا في قلب المعطيات وتسهل الاستسلام. في حين أن ملابسات الواقع وتطوراته قد تساعد في تسهيل توطيد الروابط وتوحيد المصائر
إشكاليات متداخلة العناصر تعرضها مسرحية ” التي قالت لا” للكاتب المسرحي الدكتور أحمد أمل، أحد رواد التجريب والمبدعين المتميزين في عرض القضايا المجتمعية، من خلال بسطها في إطار اشكالي يدعو للتفاعل من زوايا مختلفة ومتقاطعة. في العرض المسرحي لفرقة المسرح الجامعي، بمسرح بنمسيك في الدارالبيضاء، برزت قدرة المخرج ياسين احجام على التفاعل الخلاق مع الاشكال المطروح، وصياغته في قالب تعبيري بمؤثرات شديدة الدلالة، تسمح للمتلقي بالانصهار في أجواء الفعل الدرامي واستيعاب دلالاته. وذلك من خلال ضبط كل عناصر السينوغرافيا بما يسمح من بسط مقومات استيعاب ما ترمي إليه مجريات وقائع العرض وما تحمله دلالته ومختلف أبعاده. وبالرجوع إلى جوهر الاشكال الذي تطرح المسرحية بعض جوانبه، والذي يقوم على التدليل على فعالية السلطة في الوصول أو تحقيق مآرب خاصة، فإن الأمريحيل على ظاهرة استغلال النفوذ في تطويع الوقائع وجني مكاسب ذاتية لا حق فيها،ولا تستقيم والصالح العام. فالبحث عن مكانة في المجتمع، أو إيجاد فرصة للانتقام أو تيسير الأمور لمصلحة ذاتية خاصة، يعكس العسف الذي يعتمد البعض في لي عنق الحقيقة وتحقيق مكاسب غير مستحقة. التصدي في كل الحوال ممكن وهو ما تثيره المسرحية وتقابله بتوافق ممكن أو ما يحققه التراضي بين مختلف الأطراف كما يتجلى ذلك في آخر مشهد