تستشري الفوضى في الأحياء والشوارع بشكل لافت للانتباه
يعيش حي سيدي معروف بمقاطعة عين الشق في مدينة الدارالبيضاء حالة فوضى كبيرة، تتعدد مظاهرها وتختلف صورها، لكنها تفرز نتيجة واحدة، وهي غرق المنطقة في الفوضى، مع الإجهاز على كل جمالية قد شهها بشكل أو بآخر رقعة من رقع هذه المساحة الجغرافية التي تتمدّد يوما عن يوم، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى رفع منسوب الضغط والتوتر ويترتب عنهما تبعات متعددة.
وضعية تزداد اختناقا مع توالي الأيام، ويكفي ولوج المنطقة انطلاقا من مدارة «المستقبل» للوقوف على كل مظاهر الفوضى العارمة، المتمثلة في الاحتلال الصارخ للملك العام، وفي غياب كل أشكال التدخل القانوني لتنظيم استغلاله ولصيانة حقوق الراجلين والقاطنين في التوفر على أمتار محرّرة، وهي المشاهد التي تتكرر فصولها مرورا بمقر العمالة، وصعودا صوب محطة سيارات الأجرة من الصنف الكبير في اتجاه تراب بوسكورة.
جولة قد تبدو بسيطة «جغرافيا»، لكن لا يمكن وبأي شكل من الأشكال أن تمر بشكل سلس، خاصة في ظل حالة الاختناق المروري الذي يعرفه هذا الشريان، الذي بات محوريا، وكذا بسبب بعض أشكال السياقة التي يطبعها التهور، من طرف «مهنيين» في مجال النقل، التي تحضر فيها كل التجاوزات والعيوب التي لا صلة لها بقوانين السير، والتي في حال عدم الانتباه قد تتسبب في حوادث سير متكررة؟
فوضى مرورية، باتت قاعدة عوض أن تشكّل استثناء، والتي في ظل وضعية الطرق في المنطقة، وفي غياب حلول ومنافذ بديلة ستزداد حدّتها بكل تأكيد، خاصة وأن الشارع الرئيسي الذي نتحدث عنه، بات منفذا للقاطنين الجدد بالتجزئات السكنية الجديدة في المنطقة، بل ومسلكا أساسيا كذلك بالنسبة للقاطنين ببوسكورة، لا سيما في ظل تسليم الشقق الجديدة في عمارات تم تشييدها في إطار السكن الاجتماعي، التي تنتشر يوما عن يوم في المنطقة، دون احتساب تلك التي فتحت أبواب البيع ولم تشرع في عمليات البناء بعد، وهو ما يعني عددا أكبر من مستعملي الطريق، دون أن تواكب هاته التغيرات المعمارية والديموغرافية مشاريع لتأهيل الطرق، وهو ما يعني المزيد من الاختناق والاحتقان والمشاكل ذات الأبعاد المركّبة.
واقع يطرح علامات استفهام متعددة، بخصوص منطقة باتت خزّانا بشريا، انطلقت بتجمع سكني أول ثم تمددت لتحتضن مشاريع سكنية أخرى، فانتشرت المباني شيئا فشيئا، وغابت المرافق الأساسية المواكبة، بشكل جعل من حي سيدي معروف حيّا معزولا بمقاطعة عين الشق، بشكل يوحي بالتخلّص منه ولفظه خارج أجندة المسيرين، مقابل احتضان المجال الجغرافي الذي ينطلق من الخط الفاصل لحافلات «الباصواي» مرورا بالفضاء الخدماتي الشهير في المنطقة والفيلات المحاذية له القائمة أو تلك التي في طور الإنجاز في إطار مشاريع خاصة، الأمر الذي يتطلب تعاطيا مسؤولا لتحقيق تنمية متعددة الأبعاد بشكل عادل بين كل الأحياء المنتمية لتراب المقاطعة.