تابعنا باهتمام تجربة مخيم» التضامن» الذي استقبل أطفالا من العالم القروي بالمناطق التي شهدت زلزالا الشهر الفارط، وذلك باعتبار التجربة رائدة وشجاعة وبادرة متميزة من المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب، وشريكها الاستراتيجي في مجال التخييم الجامعة الوطنية للتخييم، في زمن نفسي صعب لطفولة تعيش أعراض الصدمة أو ما بعد الصدمة.
والمهمة لم تكن سهلة بالطبع، فقد أجمع الدارسون في سيكولوجية الكوارث أن الأطفال يعانون، بشكل خاص، من الهلع والخوف المستمرين، أعراض قد تتفاقم لتتحول إلى أمراض نفسية مزمنة.
مخيم التضامن بأكلو رفع التحدي لاستقبال طفولة ما زالت هشة الجراح النفسية والأسرية ضمن مشروع بيداغوجي من طبيعة خاصة.
وفعلا ما تابعناه من مناشط وورشات وفضاءات تنشيطية لمخيم التضامن بأكلو، والتي تكيفت منهجيا والخصوصيات النفسية والسوسيو ثقافية لهذه العينة من الطفولة، التي تعاني من الآثار النفسية لزلزال الحوز والمناطق الأخرى، حيث تمركزت الأنشطة حول التعبير الموجه فنيا وتربويا عما يختلج بوجدان الأطفال للتحرر من التوتر والخوف والألم.
كانت فرصة للبوح العلاجي غير المباشر، وفي هذا السياق أفاد للجريدة هشام زلواش، المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب سوس ماسة، أن المديرية الجهوية، وفق رؤية الوزارة التضامنية والتربوية ومخططها الاستعجالي، بادرت إلى تنظيم هذا المخيم الذي سمي بمخيم التضامن، والذي استقبل 220 طفلا الذين ينحدرون من كل الدواوير والجماعات التي أصابها الزلزال، مذكرا أن هذا المخيم تم بتنسيق مع ولاية جهة سوس ماسة ومصالح عمالة إقليم تارودانت والجماعات الترابية.
واعتبر أن هذا المخيم يهدف إلى تمكين الأطفال من فسحة نفسية واجتماعية، ومن فرصة للمعالجة التربوية ضمن مجتمع المخيم من الصدمة وآثارها، وذلك وفق رؤية تروم العلاج بالبوح والفن والمسرح وكل أشكال التعبير الفني.
وفي السياق نفسه أشار المدير الجهوي إلى أن هناك مبادرات متعددة، وبرامج خاصة همت المنطقة للتضامن والدعم النفسي، ساهمت فيها المديريات الإقليمية، فقد نظمت مديرية تارودانت قافلة للمواكبة النفسية بجماعة تيزنيت تاست، اشتغلت على المواكبة النفسية لمحو الآثار النفسية للزلزال، استفادت منها طفولة هذه الجماعة، إضافة إلى الحملة البيئية لتطهير المنطقة من مخلفات الزلزال، علما أن المديرية الجهوية والمديريات الإقليمية تنزل بشكل مستمر برامج تهم الأطفال بالمناطق المنكوبة بتنسيق مع الشركاء من سلطات محلية ومنتخبة.