دعت توصيات صادرة عن ورشة إقليمية نظمت بطنجة حول «حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي» إلى ضرورة مواءمة القوانين مع الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان في المجال الرقمي.
وأوصى المشاركون في الورشة المنظمة من طرف المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والتي اختتمت السبت، بالعمل على نشر أفضل الممارسات الخاصة بالاستخدام السليم والآمن والمسؤول للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته العمل على تقليص الفجوة الرقمية بين الأفراد.
واعتبر المشاركون أن الإدارة الفعالة للتحول الرقمي المتسارع تتطلب دراسات وأبحاثا معمقة تهم كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والنفسية، فضلا عن رصد آثار ذلك التحول على الفرد والمجتمع، وهو ما يستدعي إشراك الجامعات ومراكز البحوث.
وشددت التوصيات على حث الدول المعنية على رصد الجرائم الإلكترونية وإيلاء أهمية خاصة للظواهر الجديدة المرتبطة بهذه الجرائم، عبر تعزيز صلاحيات النيابة العامة والسلطات المختصة، وكذا تطبيق إطار معياري لحقوق الإنسان في المجال الرقمي مع حماية الحقوق الأساسية وحرية تبادل المعلومات على شبكة الانترنيت، وذلك من خلال تعزيز احترام قوانين الملكية الفكرية والخصوصية والأمن الرقمي.
وأبرز المشاركون في الفعالية أهمية التوعية بضرورة الاستخدام الرصين للمجال الرقمي، وتشجيع الدول على تبني التشريعات تحمي حقوق الإنسان في المجال الرقمي، وتقوية دور المجتمع المدني في إضفاء الطابع الأخلاقي على الممارسات الرقمية وضمان حماية الخصوصية.
واحتضنت مدينة طنجة على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين، ورشة إقليمية حول «حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي» بمشاركة خبراء مغاربة وأجانب وفعاليات مؤسساتية وأكاديمية ومدنية، بهدف إعداد الخطة الاستراتيجية حول حقوق الإنسان في العصر الرقمي، نظرا للدور الحيوي الذي تضطلع به التكنولوجيا الرقمية في جمع وتوفير البيانات وجمع معلومات مفصلة وشخصية تدخل في إطار حقوق الناس وحرياتهم الأساسية.
كما سعت الورشة إلى توسيع إطار الشراكة حول موضوع حماية حقوق الإنسان في العالم الافتراضي، وفتح قنوات للحوار وتبادل الخبرات بين المشاركين، والمساهمة في تطوير آليات الدول الأعضاء في مجال حماية حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي، وتثمين التجارب الناجحة في مجال تأطير استعمال الوسائط الرقمية واستباق التحديات المستقبلية الناتجة عن التطور المتسارع للتكنولوجيا.