دعت إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية بين مختلف المناطق والجهات
«فخور بكم أبطال التحدي وجيل الصمود أخواتي إخواني أعضاء فريق الحملة التضامنية مع ضحايا الزلزال الذي ضرب بلادنا في 8 شتنبر 2023، لما قدمتموه خلال الشهرين الماضيين … حيث كنتم خير سفراء لجمعية الشعلة مدرسة التربية على القيم النبيلة، بما هي قيم التطوع و التضحية المساعدة و مواساة إخواننا المتضررين من كارثة إنسانية غير مسبوقة في الزمن الراهن، لم تعايشوا مثيلا لها أنتم شباب الألفية الثالثة، لقد تركتم صدى طيبا و إيجابيا في منطقة الحوز و تارودانت وأزيلال وأكدتم أن حرصكم الجميل على تجسيد القيم الإنسانية التي ما فتئت تبشر بها منظمتكم في اللحظات الصعبة تلبية لنداء الإنسانية بمنسوب عال من التضحية و نكران الذات لتحقيق الأهداف النبيلة للتطوع و التضامن والتآزر والمساعدة».
بهذه الكلمة هنأ رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة الطاقم المتطوع في الحملة التضامنية التي نظمتها الجمعية و شارك فيها 73 متطوعة ومتطوعا من مختلف مناطق المغرب واستهدفت القافلة 3 أقاليم منكوبة جراء الزلزال وأزيد من 30 دوارا، وهي دوار الطلبة، درع السوق، تكنزه بدائرة أمزميز، ودوار حاموش وأزرو وأكنزا بجماعة دار الجامع، و دوار أنري و ثنيرث وتولكين والمدينات وأنمرو بجماعة أزكور، ودوار بودي وتابوعبدليت وإمين الشعبت وتامنصورت بجماعة تيزكين، ودوار أغبالوا وتاكاديرت أمغراس بجماعة أمغراس بإقليم الحوز، ودوار ثلاث انبيطاح ودوار إزواغن ودوار نتافوكت بجماعة أداوكماض بإقليم تارودانت، إضافة لدواوير تسلنت بإقليم أزيلال.
وشدد رئيس جمعية الشعلة تعليقا على المبادرات التي تم القيام بها على أن « كل مراحلها شكلت لحظات مفعمة بمشاعر إنسانية عميقة تبدت جلية على وجوه الطفولة البريئة في أعالي الجبال بالدواوير التي لازالت ندوب الكارثة بادية على محيا أطفالها ورجالها ونسائها، موشومة في تجاعيد شيوخها الذين لازالوا لم يغادروا أجواء وتفاصيل وحكاوي وقصص اللحظات الصعبة المكتنزة بالمواقف المؤلمة والصور الحزينة، فمنهم من فقد عزيزا ومنهم من رزأ في قريب وغالبيتهم خسروا جل أو كل منازلهم وممتلكاتهم ومدخراتهم …، ورغم كل هذا وذاك كانوا يستقبلوننا بوافر من المحبة والفرح والكرم وحسن الضيافة و لازالوا متشبثين بأصالتهم ونخوتهم وعزة نفسهم ويطلبون الفرج من الله ولسان حالهم يقول نأمل أن يكون القادم أجمل ….»
وأكد الفاعل المدني البارز على أن «القوافل التضامنية مع ضحايا الكارثة الإنسانية المنظمة من طرف المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة شكّلت مناسبة لتقديم العون لمئات الأسر حيت تم تقديم المساعدات المتمثلة في أزيد من 17 طنا من الملابس والأحذية، و 2357 من الأغطية، و 9800 من الحفاظات للأطفال والكبار، وكراسي متحركة وأخرى مساعدة على المشي، وعكازات، وخيام، وحقائب للنوم، ومواد النظافة، والأدوية، والملابس الشتوية، والأدوات المنزلية …. كما تم تقديم مساعدات طبية و شبه طبية لدار الأمومة، ومستشفى مدينة أمزميز، ومستوصف تسلنت بأزيلال، كما تم تنظيم القافلة الطبية بدوار ثلاث انبيطاح بإقليم تارودانت حيث استفادت الساكنة من خدمات طبية متنوعة ومن فحوصات وعلاجات لفائدة 140 فردا مع توزيع الأدوية المناسبة حسب الحالات المرضية، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي الذي أشرف عليه أستاذة بالمعهد العالي لمهن التمريض».
وإلى جانب ما سبق، أوضحت الجمعية أنها عملت على تنظيم مهرجان الكيرميس لألعاب الأطفال بمركز امزميز، الذي شكل فضاءا مفتوحا للأنشطة التربوية الترفيهية والدعم النفسي والبيداغوجي والتعليمي الموجهة لأطفال المنطقة، مشيرة إلى أنها عرفت إقبالا كبيرا من طرف الأطفال واليافعين الذين حجوا من مختلف المخيمات والدواوير، مصحوبين بعائلاتهم التي استحسنت كل فقرات التنشيط المقدمة من أطر الجمعية، مبرزة بأن ورشات المهرجان المسابقات التربوية عرفت تجاوبا ومشاركة مكثفة لأطفال المنطقة، الذين استفادوا من مآت الهدايا و الألعاب العائلية و الجوائز التربوية المهداة من أطفال الشعلة علها تخفف عنهم وطأة و تداعيات الكارثة الإنسانية
وتجدر الإشارة أن المساعدات التي وزعتها الشعلة خلال المرحلة الأولى الممتدة من 26 شتنبر إلى 01 أكتوبر 2023، تم تقديمها من طرف فروع الجمعية بكل من الحي المحمدي، عين الشق، البرنوصي، القنيطرة، خريبكة، الرابط الدار البيضاء أكادير تيزنيت… على أن المرحلة الثانية الممتدة من 19 إلى 22 أكتوبر 2023 تم التوصل بالمساعدات من طرف عدد من المنظمات الصديقة خارج التراب الوطني.
وأكدت جمعية الشعلة على أنها من خلال هذه المبادرة التضامنية تحرص على تشبثها بهويتها وقيمها الإنسانية والتزامها الاجتماعي، كما تسجل في نفس الوقت بكل أسف حجم الهشاشة والإقصاء والتهميش الذي تعيشها العديد من مناطق وطننا العزيز، مطالبة بالمناسبة وهي تساهم إلى جانب السلطات العمومية والمجتمع المدني في التخفيف من حجم معاناة الساكنة بهذه المناطق، باعتبارها جمعية ترافعية، وبإلحاح من الدولة المغربية بذل المزيد من الجهود لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية بين مختلف المناطق والجهات تجسيدا لخيارات مشروع تنموي شامل وعادل.