المفكر والفيلسوف الأمريكي كورنيل ويست: الشعب الفلسطيني يتعرض الآن إلى «إبادة جماعية»

«أي صنف من البلاد نحن؟.. أي نوع من الناس نحن؟»

 

«إننا نقف متضامنين مع أي شخص يتعرض للاحتلال .. أي مقهور.. أي مظلوم.. ولهذا السبب نحن نركز على غزة في هذه اللحظة».
بهذه الكلمات المؤثرة وبنبرة صوت انفعالية صادقة؛ عبر المفكر الأمريكي كورنيل ويست عن تضامنه مع الفلسطينيين، رافضًا ما يحدث لهم من اعتداءات و»إبادة جماعية».
وانتقد المفكر والفيلسوف الأمريكي والمرشح المستقل المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، كورنيل ويست، بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة .
ودعا الناشط السياسي ويست أيضا ، أثناء كلمة التي ألقاها في مظاهرة مؤيدة لفلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، إلى وقف إطلاق النار على غزة.
وقد أظهر الفيديو الذي انتشر سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة المفكر الأمريكي كورنيل ويست وهو يتحدث عن القضية الفلسطينية قائلًا «نحن نكره ونقمت الحصار البغيض المفروض على غزة وأقل ما يمكننا القيام به في هذه اللحظة الموغلة في الوحشية هو وقف إطلاق النار.»
وقد انتقد كورنيل، الأستاذ السابق في جامعة هارفارد، أيضا، رفض الولايات المتحدة دعم وقف إنساني لإطلاق النار، وأدان الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة، مشددا على الحاجة الملحة للتصدي للإبادة الجماعية التي تحصل هناك.
وأكد المفكر الأمريكي، الذي يُعتبر أحد أهم المساهمين في الدراسات الأمريكية الأفريقية، تضامنه مع غزة ، مشيرا إلى أن شعب فلسطين تعرض على مدار 400 عام للترهيب والاضطهاد والكراهية، وأنجب محاربين ومقاتلين من أجل الحرية جيل وراء جيل. كما أنه يتعرض الآن إلى «إبادة جماعية» فهناك 10 آلاف قتيل و 4000 طفل غالي فقدوا.
ووجه كورنيل ويست رسالة للحاضرين قائلا «لا تدع أحد يخبرك أنك إذا أحببت الفلسطينيين والأطفال الفلسطينيين، فأنت تكره أي شخص آخر.. فلا علاقة بين الاثنين»، مضيفًا «إننا لا نكره اليهود ولا نكره إخواننا اليهود ولا نكره أشقاءنا اليهود بل إننا نكره ونقمت «الاحتلال الإسرائيلي الشرس» وسط تصفيقات قوية من الحضور.
وبكلمات مؤثرة ، وجه كورنيل ويست رسالة موجعه إلى بلاده خلال كلمته قائلا: «مع ذلك فإن هؤلاء «الجبناء» في واشنطن يتحدثون عن هدنة إنسانية، فقط «دع المخدرات التي تتناولها جانبًا واستيقظ» انظر إلى إنسانية الإخوة والأخوات الفلسطينيين الأعزاء فالإمبراطورية الأمريكية لها «الصفاقة» في هذا المبنى أن تصوت ضد هدنة إنسانية بينما يتعرض إخواننا وأخواتنا الفلسطينيون الأعزاء للقصف، مضيفًا «أي صنف من البلاد نحن؟.. أي نوع من الناس نحن؟».
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع كلمات الفيلسوف والناشط الأميريكي كورنيل ويست، معتبرين أن «كورنيل ويست من القلائل في المجال الأكاديمي في الغرب الذين يمتلكون تناسقًا بين عملهم ومواقفهم»،  و»أنه على عكسِ بعضِ «القادة»، يتمتعُ بالشجاعة اللازمة لإدانة الجرائم المروعة التي ترتكبها دولة الفصل العنصري في حقِّ الفلسطينيين، وفقًا لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدَّوليّة.
وكان الفيلسوفِ والأكاديمي الأمريكي كورنيل ويست قد قدّم استقالته من جامعة «هارفارد» الأمريكية العريقة أستاذًا للفلسفة العامة في مدرسة اللاهوت، بسبب إذعان الجامعة للتحيز ضد الفلسطينيين وفق قوله.
وفي ختام كلمته النارية، وجه كورنيل ويست بعد ذلك رسالة لأهل فلسطين قائلًا «نوجه رسالة إلى الإخوة والأخوات والأشقاء الفلسطينيين في غزة بأنه لم يتم نسيانكم .. نحن نراكم .. نحن نركز عليكم .. نحن نهتم بأمركم. «
ويلاحظ أن كلما دارت رحى العدوان الإسرائيليِ أكثر، ومع مرور الأيام، يفقد الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من الدعم الشعبي الغربي.
يشار إلى أن الناشط والفيلسوف التقدمي كورنيل ويست (70 عامًا) قدم ترشحه الرسمي لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 مع حزب الشعب اليساري، من خلال فيديو نشره على حسابه بـ»تويتر»، وحصد 11.5 مليون مشاهدة حتى وقت متأخر من ليلة أول أمس الاثنين، مؤكدًا أنه يدخل الحملة الرئاسية «بحثًا عن الحقيقة» وأنه يرشح نفسه كطرف ثالث لأنه «لا حزب سياسي يريد أن يقول الحقيقة بشأن وول ستريت، وأوكرانيا، والبنتاغون، وشركات التكنولوجيا الكبرى».


الكاتب : المحرر الثقافي

  

بتاريخ : 15/11/2023