عبد الحميد الجماهري، مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي استمرار دائم في قلب السياسة وشغف بالأفكار والآراء

«إعلامي من هذه الجهة المعطاء، ولج عالم الصحافة من بابه الواسع، من المصلحة العليا للوطن عند سي عبد الحميد جماهري منازعة دائمة لإعادة الاعتبار للعمل الحزبي الرصين، رؤية تمتح تصورها من الزعماء الكارزميين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمثال عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي وغيرهما، فالإعلام الحزبي كما في الحزب السياسي، لا تقوم بالمركز وحده، أو بالشمال والغرب وحده، بل هي رؤية تستند إلى تلمس الآلام والآمال في كل نقطة من ربوع الوطن، لهذا يبدو أحيانا في نقده للمتهاونين بالخصوصية المغربية مثل الدكتور «جيفاغو» ويبدو أحيانا أخرى كأبي موسى الأشعري لا يخلع صاحبه بالضرورة، ولكنه يغادره، في أسلوبه الصحافي لمسات إبداعية، افتقدها القارئ العربي منذ رحيل الكتاب الكبار عن كتابة مقالات الرأي بالجرائد واليوميات، لسبب بسيط هو لأن صاحبنا شاعر من طينة خاصة، وما أجمل ما قالته الناقدة أمينة الصيباري عن تجربة السي عبد الحميد «عبد الحميد جماهري، شاعر تتبعه اللغة طواعية كحيوان أليف، هكذا يقودها من عنقها تارة بكل يسر شعرا ونثرا، ويتركها في أحايين كثيرة تتعقبه إلى حفتها، حيث لا مكان للشعر عادة، فتجد عمودا له ضاربا في السياسة، تخترقه طلقات شعرية في منتهى العذوبة، إمعانا في إحراج التقريرية الجافة». هو ذا مدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، والشاعر صاحب دواوين «مهن الوهم»، «بنصف معنى فقط» و»نثريات الغريب».
ولعله من باب الكناية المفرحة أن النجاح الحالي عند السي عبد الحميد لازال بطراوة البداية عندما انتمى بفطرته إلى الشبيبة الاتحادية وهو في بداية مشواره التعليمي كأستاذ بإحدى المدارس النائية، والمقصود هنا هو هذا الاستمرار الدائم في قلب السياسة المغربية لشاب شغف بالكتابة وشغفت به الأفكار والآراء، وظل بكل سلاسته اللغوية، جذع الإقناع وسقف الإبداع، والإبداع في اعتقادنا قوة قادرة على خلق التحول نحو الأفضل، بفضل ما هو كامن فيها من مقومات التغيير.»


الكاتب : ع. السبعي

  

بتاريخ : 21/11/2023