مرتيل .. افتتاح فعاليات المهرجان الوطني الرابع للتراث الشعبي

افتتحت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، فعاليات المهرجان الوطني الرابع للتراث الشعبي.
وانعقدت هذه الدورة، التي تنظمها الجمعية المتوسطية الافريقية للثقافة والفنون بشراكة مع المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بتطوان، وبتنسيق مع مختبر الدراسات الأدبية واللغوية وفرقة البحث في الإبداع النسائي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، تحت شعار «التراث الشعبي رافعة للتنمية».
في كلمة بالمناسبة، اعتبر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مصطفى الغاشي، أن الحكاية الشعبية جزء من التراث الشعبي، والتي لم تجد بعد مكانا لها في مدرجات الجامعة، لما تواجهه من نظرة ازدراء، حيث تختزل في كونها أهازيج وطقوس لا معنى لها، غير أنها تعبير عميق عن المجتمع.
وأضاف الغاشي أن الاهتمام بالتراث الشعبي المتنوع، ومنه الحكاية، أدى إلى بروز أسماء شابة تهتم بهذا المجال، والتي أحيت هذا الفن، الذي ظل مرتبطا بساحة جامع الفنا والحلقة في بعض المدن، لكن دون أن يكون درسا ثقافيا وأنثروبولوجيا وفنيا.
وأبرز العميد أن هناك مبادرات ومساهمات لبعض الفاعلين الأكاديميين للتعريف بهذا الموروث والتراث اللامادي الذي يغطي المغرب من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، حيث نجد لكل منطقة تراثا شعبيا وحكايات، خاصة تلك التي تعكسه السلوكات يومية وحكايات الجدات.
من جانبه أكد المستشار بوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- حسن مزداوي، أن التراث الشعبي أضحى اليوم مرتكزا حيويا لتقوية الهوية المغربية الجامعة، ورافعة للتنمية بأبعادها المحلية والجهوية والوطنية، باعتباره خزانا هائلا لمختلف التعبيرات الثقافية بما استجمعه على مر القرون الممتدة من طرائق عيش، ومهارات وخبرات ومعارف وإبداعات.
وسجل المتحدث أن التراث الشعبي المغربي، الذي يتميز بثرائه وتعدده وتنوعه، يستقي مادته وكنهه من عدة مشارب وثقافات وروافد، ويعتبر وعاء حاملا للحضارة المغربية، مما يتوجب العناية به وتثمينه وإظهاره للأجيال الصاعدة، مشددا على أن الحكايات الشعبية والأدب والفنون تتجاوز غاية الإمتاع إلى عمق الدلالات القيمية والهوياتية.
من جهته، سجل الباحث عبد الهادي أمحراف أهمية موضوع التراث الشعبي وراهنيته، الذي أضحى يفرض نفسه، لما فيه من معاني الانتماء إلى الذات والهوية والبعد الاجتماعي للبلد.
أما رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها، أحمد هاشم الريسوني، فقد أكد في كلمة تليت نيابة عنه أن هذا الموعد الثقافي يشكل فرصة لوضع التراث الشعبي في المكان الذي يستحقه في المجتمع، مبرزا غنى وتنوع التراث المغربي، بصيرورته التاريخية والاجتماعية، وهي ميزة تغري الباحثين على اختلاف تخصصاتهم بالالتفات إلى هذا التراث والعناية به وتخصيصه بالدراسة والعناية والتأمل لقضاياه.
وعرف برنامج هذه الدورة تنظيم جلسة علمية حول «الحكاية الشعبية.. جمال تخييل ومشتل هوية»، إلى جانب تقديم عرض موسيقي لفرقة زرياب، وإقامة معرض تشكيلي بمشاركة الفنانين سعيد ريان ومحمد اشويخ، فضلا عن فقرة للحكاية الشعبية من تقديم أحمد سعيد بناكي ووردة الناجي، إلى جانب قراءات شعرية، إضافة إلى تكريم بعض رواد الحكاية الشعبية.


بتاريخ : 27/11/2023