البروفيسور هشام عفيف: 10 في المئة فقط من مهنيي الصحة من تلقوا اللقاح

الكلفة الصحية والاقتصادية للأنفلونزا الموسمية ثقيلة والتلقيح وسيلة وقائية جد ناجعة

 

أكد البروفيسور مولاي هشام عفيف أن نسبة مهنيي الصحة الذين يتلقون اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية لا تتجاوز 10 في المئة، وفقا لدراسة أجريت في هذا الإطار، مشددا على ضرورة تعبئة المزيد من الجهود على مستوى للتحسيس والتوعية للرفع من أعداد الملقحين ضد هذا الفيروس القاتل، خاصة بالنسبة للعاملين في المصالح الصحية الحيوية التي تحتضن فئات هشة صحيا، الأكثر عرضة للتبعات الوخيمة في حال تعرضها للعدوى، مشيرا إلى أن دراسة فرنسية أشارت هي الأخرى إلى أن 18 في المئة فقط من مهنيي الصحة الذين يعملون في مصالح المستعجلات في فرنسا، من بين عيّنة تقدر بـ 344 شخصا، أكدوا تلقيهم لهذا اللقاح.
وشدد المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، خلال عرض قدّمه ضمن فعاليات اليوم الخريفي الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية، يوم السبت الأخير، تكريما لروح المرحوم البروفيسور محمد الدخيسي، على أن فيروس الأنفلونزا الموسمية يشكل عبئا صحيا واقتصاديا واجتماعيا، لأنه يتسبب كل سنة في وفاة الملايين من الأشخاص، فضلا عن تعطيل عجلة الخدمات والإنتاج، بسبب التوقف الاضطراري عن العمل في صفوف المصابين به، والذي قد تتراوح مدته ما بين 3 و 5 أيام، في حين أنه قد يمتد لأسابيع في صفوف المصابين بأمراض مزمنة.
واعتبر البروفيسور عفيف، الخبير في أمراض الجهاز التنفسي، أن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية هو خطوة ناجعة للوقاية من التداعيات الثقيلة للمرض، سواء في صفوف النساء الحوامل أو الرضع ما فوق ستة أشهر، أو الأطفال أو المسنين، هذه الفئة الأخيرة التي تقلص من معدلات المراضة في صفوفهم بنسبة تتراوح ما بين 35 و 65 في المئة، ونسبة ولوج المؤسسات الاستشفائية ما بين 30 و 65 في المئة، ثم نسبة الوفيات بما بين 30 و 68 في المئة. وشدّد الخبير المدير العام لمستشفى ابن رشد على أن العديد من الدراسات العلمية قد بيّنت أن التلقيح يؤدي إلى تراجع نسب المراضة والإماتة، خاصة في صفوف المصابين بأمراض ثقيلة كالسرطان أو السكري أو أمراض القلب والشرايين أو غيرها، الذين يكون عرضة لتهديد مضاعف بالوفاة في حال الإصابة بعدوى وخيمة، موضحا بأن فترة التلقيح يمكن أن تمتد من شهر أكتوبر إلى غاية شهر مارس.
واستعرض البروفيسور عفيف، مجموعة من المعطيات والبيانات الإحصائية المبينة لأهمية التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، الذي تظهر نجاعته بعد مرور 15 يوما عن أخذ اللقاح، مشيرا إلى الأنواع الأكثر انتشارا والسلالات الموجودة في المغرب، وكيفيات تتبع الوضع الصحي المرتبط بها من طرف منظمة الصحة العالمية، الذي يتيح تصنيع اللقاح المناسب لكل موسم، مشددا على أنه كل المعطيات العلمية تؤكد وبقوة أن التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا يخفف من ثقل المرض ومن عبء النفقات الصحية، خاصة وأن مصاريفه يتم تعويضها بالكامل بالنسبة للمؤمّنين، ويساهم في الحدّ من تبعات هذا المشكل الذي لا يقف عند حدود ما هو صحي ويمتد إلى ما سوسيو اقتصادي كذلك.
واختتم البروفيسور عفيف عرضه بالتأكيد على أهمية الوقاية واتباع التدابير الحاجزية للحيلولة دون تفشي الإصابات بالأنفلونزا وانتشار العدوى، وعلى رأسها تهوية الفضاءات المغلقة والمشتركة، كأماكن العمل، وغسل الأيدي بالماء والصابون، أو تعقيمها بمعقمات، ووضع الكمامات، مشددا على أنه لا يجب الاستعانة بهذه الخطوات بل الحرص على التقيد بها، لأنها تساهم بشكل كبير في تراجع مستويات المرض، وهو ما تبين للجميع خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/11/2023