مُعلّم نَشيط
يُهَدّد المُشاغبين بطيور البَرْد
يُواجهونه مُمْتشقين
جراحَ ولادة
يَشعر بشفتيه تتبخّران
يُحاول لمسهما بلسانه
فيجدهما في مكانهما منفرجتين
كأنّما تسخران منه
لا يخلط بين العصافير والنجوم
أثناء سفره العموديّ
مرتفعاً بين عناقيد العنب
يحلّ الليل فيغمس عظامه في الحبر
ليؤلّف فقرة عن بركان
تحمحم من حوله خيول
ليؤلّف صفحة عن مستشفى
حاصرته أحلام مرضاه
لكنْ تزعجُه قليلاً هذه الفوضى
التي تتزايد في المطبخ
فالخُبز ويا للأسف
ما يزال يُعَذِّب نفسَه
لأسباب مجهولة
قَبْل الإفطار
شفرةُ الحلاقة تَحلم قرب لحيتي
بقطراتٍ من دمي
نملةٌ تسقط من مكان مجهول
على سطح رغوة معجون الحلاقة
هي في ورطة عظيمة لكنّها تحلم
أنّ لها ساعدين قويّين وأنّها
تجذّف وهي على متن قارب
وإذ أشعر أنّها تودّ لو تَنوح
أُسارع إلى إنقاذها
لكنّي حين أزمع البدء في الحلاقة
أسمع زمجرات غضب:
إنّهن البيضات الثّلاث، منفعلات،
فقد تركتهنّ، دون أن أنتبه
في زاوية معرّضة
لتيار الهواء
مطر أزرق
تابعتُ سَيْري، مُتفادياً إيقاظ نَحلات
غافيات على تُوَيجات أزهار
واحدةٌ حرّكتْ جناحيها
ذَكَّرَني ذلك بخفقان قلبك
وبسمكة تتمطّى في البرد
في فيلم ما
حيثُ كان مطر يسقط
أزرقَ ولطيفاً
وفي غرفتنا انبثّ رذاذ من بين شفتيّ
أثناء ضحكٍ مَرِح
وكانت التماعاتُ خواتمك على الكومودة
تبقى نشطة وخافتة
وتَحدب علينا أثناء ارتعاشات الأهداب
أثناء التنمّلات تحت الجلد
وتُرافقنا حتّى تنغمس عظامنا
في زَبَد أحلام
بينما رائحة تبغ
تجثم في زاوية من الغرفة
على صينية وكتاب
وإبريق شاي
فَـجْـر
يلتقي شَعركِ وهو يستيقظ
بنظرتي التي تطوف هائمة
فينفتح باب في مُخيّلتي
وبالفعل أخرجُ منه
إنه باب معلوم لديّ زُرْقتُه مُفعمة
بأنفاس غابات
مرّةً، وأنا بعد في في ريعان الشباب
غادرتُ منه ظلمةً وألَماً
ولا أدري إن كان قد أَفضى بي
إلى غرفة في بركة
أم أنّي بقيتُ واقفاً تحت شجرة
لقد تركتُ شَعْرك مستيقظاً
وأعرف أنه سيُهيئ لي رذاذاً خفيفاً
يُبَلّل رأسي حين أعود
فأصف لك الريح الصّبية التي كانت
قد اقتبستْ منكِ سخونةَ خدّيك
ها أنا في الطّريق في هذا الفجر ذي أصابع السّاحر
الذي يرسم على صفحة السّماء وجوه أطفال
فيما عصافيرُ تنثرُ جراحاً
على السّاعات التي تَمرّ راقصةً
سأدلف بعد لحظة عائداً نحوك
من الباب المعلوم ذي أنفاس الغابات
وسيُبللني الرذاذ الخفيف الذي هيّأتِ لي
وتنتشين معي إذ يَهمي علينا
ثلجُ رَعشات