المتهم كان ينظم رحلات تحت «غطاء جمعوي» لفائدة الأطفال وشريط فيديو كشف ممارساته
قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالجديدة، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس الثلاثاء، في الملف الذي أثار جدلا واسعا وهزّ الرأي العام المغربي، والمعروف إعلاميا بـ « ملف بيدوفيل شاطىء الجديدة»، وذلك بمؤاخذة المتهم من أجل جنايتي الاغتصاب عن طريق العنف، والاتجار في البشر، وتم في هذا الصدد الحكم عليه بـ 20 عاما سجنا نافذا، مع تعويض قدره 50 ألف درهما.
وحاول المتهم، خلال جلسة الثلاثاء، إنكار استغلاله للأطفال متشبثا بأقواله في هذا الإطار، إلى أن قررت هيئة الحكم برئاسة الأستاذة بهيجة شفاري، التي أدارت الجلسة بجرأة كبيرة، استمعت فيها إلى كل الأطراف وطرحت الأسئلة وأعادت طرحها، وبسطت للمتهم كل الأسئلة، كما منحت لدفاعه ودفاع الضحايا وجمعيات حماية الطفولة الوقت الكافي لبسط مرافعاتها، والتي قررت إخلاء القاعة من الحضور، لأجل عرض شريط يوثق للاعتداءات التي قام بها على أطفال صغار بحضور المحاميين فقط، وذلك بعدما أنكر المتهم تورطه في استغلال أطفال عن طريق إيهام عائلاتهم بجمعية مختصة في الرحلات الترفيهية والتخييم إلا أنه كان يتحرش بهم جنسيا، ويمارس على بعضهم الجنس.وكان المتهم بعد اطلاعه على الشريط الذي يخالف ما صرح به حول إنكاره التهم الموجهة إليه، قد قال في كلمته أمام هيئة الحكم «أنا مثلي الجنس، أنجذب للذكور أكثر وأخذتني الغريزة تجاه الطفل في فيديو شاطئ الجديدة».
وتعود تفاصيل أحداث ملف ما بات يعرف بملف بيدوفيل الجديدة، إلى شهر غشت الماضي، عندما قرر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، إحالة صاحب فضيحة الاعتداء الجنسي على قاصر أمام المصطافين بشاطئ الجديدة على قاضي التحقيق، بعدما تمت متابعته بتهمتي الاتجار بالبشر وهتك عرض قاصر بالعنف، مع المطالبة بإجراء تحقيق أسند إلى رئيس غرفة التحقيق الأولى، حيث استمع له وللمطالبين بالحق المدني وجمعيات الطفولة قبل أن يحيله على غرفة الجنايات الابتدائية. وتفجرت قضية «بيدوفيل الشاطئ» بعدما أقدمت شابتين من مراكش كانتا بشاطئ الجديدة بتصويره وهو يمارس شذوذه الجنسي علنا على طفل قاصر بشاطئ مدينة الجديدة خلال شهر غشت المنصرم، حيث راودتهما الشكوك حول تصرفاته تجاه مجموعة من الأطفال القاصرين كانوا برفقته.
وكانت إحدى مصورتي الفيديو قد عاينت ممارسات جنسية على الضحية من طرف المشتبه فيه بين أمواج البحر، مع الاعتداء الجسدي على طفل آخر دون أسباب تذكر، وهو ما جعلها ترصد خطواته إلى حين مغادرته مياه البحر والجلوس رفقة مجموعة من الأطفال القاصرين فوق رمال الشاطئ، إذ شرع في ممارسة ميولاته الجنسية على الضحية بشكل علني من خلال لمس مناطق حساسة من جسده وتقبيله على مستوى الفم، قبل أن يعمد إلى وضع قميص صيفي على وجهيهما لمواصلة ممارسة شذوذه الجنسي على الطفل القاصر، مما دفع مصورة الفيديو إلى إشعار دورية للشرطة كانت تؤمّن عملية الاصطياف بذات الشاطئ.
وأدى الخبر الذي تقدّمت به الشابة إلى حلول عناصر الدورية الأمنية بمسرح الجريمة، حيث وبعد استفسار المشتبه فيه عن طبيعة العلاقة التي تربطه بالأطفال المرافقين له، صرح بأنها علاقة عائلية قبل أن يتراجع ويخبرهم بأنه رئيس جمعية وينظم لهم رحلة استجمام، دون أن يتوفر على الوثائق القانونية التي تسمح له بتنظيم هذا النوع من الرحلات الجماعية. وكشفت مصورتا الفيديو الذي فجر قضية «بيدوفيل الشاطئ»، أن والدة الطفل ضحية الاعتداء الجنسي كانت ضمن المشاركين في هذه الرحلة على اعتبار أنها تربطها علاقة مع المشتبه فيه، وأنها على علم بالممارسات الجنسية التي يتعرض لها ابنها من طرف هذا الوحش الآدمي الذي يستغل ضعف قدراتها العقلية حيث يعدها بالزواج.
ومعلوم أن المشتبه فيه الذي يبلغ من العمر حوالي 57سنة، يرأس جمعية لكرة القدم بحي أناسي بالدار البيضاء، وكان قد نظم رحلة غير قانونية لمجموعة من الأطفال يناهز عددهم 20 طفلا إلى مدينة الجديدة، حيث اكترى لهم شقة بدعوى قضاء عطلة تمتد لعشرة أيام من شهر غشت المنصرم، قبل أن يفتضح أمر ميولاته الجنسية الشاذة على شاطئ الجديدة من خلال تصوير فيديو اعتدائه الجنسي على واحد من هؤلاء الأطفال المرافقين له.