نعم سيدتي
براءتي لغز بين قبضتين
نار باردة تحرق ماء الوجه
ونار لهوبة تأكل اليابس والأخضر.
اليوم،وربما غدا بقريب
ستسقط أصابعي من يدي
لتكتب آخر الروايات في دهاليز الفوضى
وربّما تنسل إلى جرف المتاهة لزرع إكليل الاختلاف
لن أطبطب أبداً على ذراع أحد
لن أمسد شعر غزالة تشهَّت مكراً
مضافاً لمكرها
ساعاتي اليدوية ستفقد قيمتها
لكن تاريخ الظِّل يحفر الرمل بأسنانه
ولا أسمح لسبابتي أن تشير
لمنتصف العمر
سألوحُ للمارة برمش العين
. لن أتكئ على حائط المدينة القديمة…
ولن أحفر قبراً لجارتنا
كما كنت أعدها وهي على فراش
الاحتضار
أعتذر للحروف كلها…
أعتذر لأقلامي، وكتبي
أعتذر لقيتارتي
أعتذر لبندقيتي
أعتذرُ للطيور التي أطعمتها من كفي
أعتذر لكل شيء في حياتي كنت أحمله في يدي
أصبح اليوم سلعة في عربة الزمن
سيدتي سأتبنى كل أنواع المثولِ
سأرقص آخر رقصة، مغمض العين
حتى لا أراكِ..
سأكسر المرايا بداخلي وأحرق الصّور
وأموت في أبهى انتظاراتي
لنعش الأبد
سأهزمُ الطفل الذي يسكنني
وأترك للريح قبقابي الوحيد
وأقطع صلتي بسمفونية الحزن
سأعلق مجوهراتي في عنق هياكل اللعنة
وقطاع الطرق… والسكارى …والصعاليك
وآلهة الشعراء…
عفواً….النَّار تداعبُ دمي…
وطوفان دموعي لا يقودني لسلام
ما لديّ في نصف قرن مضى
أراه يتلاشى في نصف قرنٍ متبقية….
عيناك بنيّ تؤلمني وأنا أفكر في الانتحار !
أحترقُ مائة عام وأنت تتوسلني قطعة شكولاطة
أرتجفُ خوفاً من انقلاب الدهر حين تستعينُ بحيَّلِ الطفولة
بُنيّ سفري سيطولُ …
كل اليقين ،سأراك تتقمص شموخ أبيك
وفي يدك ديواني مبتوراً
لكنِّي سأضحك كثيراً
وأنت ترتدي حذائي ماشياً كالبهلوان ..
وأنت تغازل نفسك في المرآة
تقلد بطل الأجسام «روني كولمان»
تظهر وتختفي
سأحكي للموتى المصنّفين زنادقة…
كفارا…مدججين باللعنة
أنّك تحيا في ذاتي
لا تدع وراءك قبلاتي ..
لا تدعْ صوتي في باب العمارة مبحوحاً….
كجارتنا الغجرية
حتماً ستدوس عليه كما تدوس أوراق الاشجار
لا تركض مسرعاً فقد لا أراك بين الزقاق
أخاف عليك من ذئاب النهار
. كما أخاف عليك من الوجبات السريعة…
ماكدونالد..والهامبرگر
وكما تخاف أنت أيضاً من اتساخ أحذيتك
بُنَيّ لأنجو بنفسي أولاً
تلزمني مدية من حجر
يلزمني حبل يقاوم حرارة القلب
ودون سبق وإصرار
أعلنُ جهراً أنَّ ثورتي ليست تنصلاً من وزرِ القضيةً
ولا أختفي في مغارة الجنرال
حتى تعود طائفة المحاربين
أنا لا أتستّر خلفَ بروتوكول زائف
لأكسر شوكة العدو
لا أنحني حتى تمرّ العاصفة
إذن بنيّ لا تبكي أباً انتهت صلاحية قدسيته
ولا أماً نزعت شرعية امتثالها للقدر
لا تنته عبداً في قارورة عشق باردة
ولا إطاراً من خشبٍ يحمل ذكرى البدايات
لا أحد يجرؤعلى نعتي بالسافل
فقط
لأنِّي أختارُ الكلمات الهادفة
نعم سيدتي تلزمني وحدتي
لأعود مساء أنشد أغاني المطر
وأخلع عن كتفي صلواتي المتأخرة
حتى لا يظنني إبليس منخدعاً لحيَّلهِ
وأغمزُ آدم في مَرْكَنِهِ المقدس
أمَّا عنْ ألاعيب حواء فأنا أجدر بلملمة الفائض
في أكياس بلاستيكية
لستُ أنا منْ علَّق السَّمَاءَ بلا عمدٍ
ولستُ كاهناً بمُسُوحِ البهتانِ
أتسلَّطُ وأجبر الخاطر
لِأوزعُ المثل العليا بسخاء