حوار مع الباحث المغربي حميد لشهب

بعض العمال المسلمين بألمانيا طُلب منهم توقيع ميثاق شرف بأنهم غير معادين للسامية

 

 

يعيش الباحث المغربي حميد لشهب منذ 35 سنة في قلب العالم الجرماني، بين غرب النمسا وجنوب ألمانيا والشمال الشرقي لسويسرا، ما يشبه دلتا بحيرة الكونسطانس، التي يمر منها نهر الراين. ساعدته إقامته في هذا الفضاء الجغرافي على فهم العالم الجرماني فكريا ونفسيا واجتماعيا، مسلحا بما تعلمه فيه في ميدان علم النفس والبيداغوجيا. ترجم الكثير من الأعمال الفلسفية والنفسية من الألمانية للعربية، كما ألف في نفس التخصصات، بكلا اللغتين.
عوّد لشهب القارئ المغربي على حوارات متميزة مع مفكرين جرمانيين، مساهمة منه في بناء جسر التواصل الثقافي والعلمي، كما رافق العديد منهم للمغرب، في إطار ندوات ولقاءات علمية في مختلف الجامعات المغربية، وكان سببا في استدعاء نخبة من المفكرين المغاربة والعرب للقاءات في العالم الجرماني.
رغم إقامته الطويلة في الغرب، ظل متصلا بقضايا المغرب وأسئلته.. لم يترك مجالا للاستيلاب ليجرفه، بل تعامل معه بحذر وبمنطق نقدي متفحص، طوره على مر السنين، وقاده إلى النداء إلى التعامل مع الغرب بحذر، لأن الواجهة الذهبية البراقة التي يقدم نفسه بها، تخفي واجهة قصديرية لمعدن رخيص. انتبه إلى أن الساسة الغربيين يستغلون شعوبهم بدون هوادة لإبقائهم تحت نير تبعية وجودية. فالغربي لم يعد يعتبر نفسه سعيدا، لأن له دخلا قارا، ومنزلا، وتغطية صحية إلخ، لأن ظروف الإبقاء والمحافظة على هذا، لا تختلف عن العبودية إلا قليلا: لرب العمل، لثقافة الاستهلاك، لديون الأبناك… مصحوبا بتفكك مجتمعي حقيقي وانهيار أو شبه انهيار لمؤسسة الزواج والأسرة وتربية الأطفال وباقي العلاقات الاجتماعية.
خبِر لشهب السياسة الغربية، تنظيرا وممارسة، حيث كان نشيطا سياسيا على مستوى الإقليم حيث يعيش (الفوخاحلبيرغ)، وقضى مدة 15 سنة كمستشار بلدي في المدينة التي يقطنها، لذا فإن آراءه السياسية، غير بعيدة عن الممارسة، وفي هذا الإطار التقيناه في النمسا، فكان لنا معه هذا الحوار..

 

o oأجْرَيتَ في الأسابيع الأخيرة حوارات مع مفكرين وفلاسة جرمانيين حول القضية الفلسطينية في سياق حرب الإبادة بغزة، كيف تقرأ موقف المفكرين الجرمان من طبيعة الصراع اليوم؟

n n عندما نستقرئ واقع الساحة الفكرية الجرمانية اليوم، فإننا نصاب بذهول كبير، لأن دور المفكر تراجع كثيرا لأسباب متعددة، ومنها بالخصوص ابتلاع الأحزاب السياسية للطاقات الفكرية، والتقلص المهول لفهم المفكر الجرماني لدوره المجتمعي كسلطة نقدية مصححة للمسارات السياسية والقرارات التي تُصدرها. إن أغلبية المفكرين الجرمانيين، على غرار زملائهم الغربيين عامة، أصبحوا إما موظفي دول مهيمنة، أو منظري الأحزاب (كوادر حزبية)، لم يعد التفكير عندهم من أجل تغيير الأوضاع نحو الأحسن، بل من أجل تعزيز مكانة الأحزاب، وبالتالي الحكومات التي تفرزها الانتخابات. ولعل مرد هذا إلى طبيعة تطور المجتمع الغربي نفسه، وبخصوص طبقته الحاكمة، التي طورت في ربع القرن الأخير فهما خاصا للعمل السياسي عامة، والحزبي بالخصوص، بحيث إن ما أصبح مهما لم يعد مشاريع إنسانية على المستوى الطويل، بل فقط ممارسات وأنشطة تضمن إما المشاركة في السلطة، أو الوصول إليها، أو تعكير الجو على من نجح في الاستيلاء عليها، بطرق „ديمقراطية“.

o o برغم ما راكمناه من تصورات مثالية عن التمثيل الديمقراطي والممارسة السياسية ذات التقاليد الباذخة التي أصبحت تشكل نموذجا مغريا بالنسبة لنا؟

n n هذا هو ما جعلني دوما أطالب بتغيير تصوراتنا القبلية التي تحكمت فيها شروط وضعنا السياسي ما بعد الاستقلال، وأشكال الانبهار التي مارستها علينا الواجهة البراقة للديمقراطية الغربية. الغرب اليوم يعيش في فضاء ومناخ ثقافة استهلاكية، تحكمها السرعة والرقمية والبحث عن „البوز“ وإثارة الانتباه، ولم ينج المفكر من هذا „التسونامي“ الهدام لإغراءات واجهات المحلات التجارية، بل لم ينتبه إلى قيام أخلاقيات جديدة، تحكمها النفعية والنرجسية، ومبدأ أنا والطوفان من بعدي.
لكن هناك استثناءات، على قلتها، تعلمت في مسارها الفكري الصمود، والبقاء وفية لبعض مبادئ التنوير، ومنها بالخصوص النزعة الإنسانية ومبدأ العدل بين الأشخاص والشعوب، والتعاون والتكامل بين الأمم. ولهذا السبب بالضبط، لا يمكن إطلاق أحكام عامة مطلقة، أو الوقوف على موقف الأغلبية الساحقة من المفكرين، ضحايا ثقافتهم المجتمعية، وعديمي أي إحساس نقدي، يُعول عليه.

o o كيف تقيمون طبيعة موقف الحكومة الألمانية من الوضع المأساوي بغزة؟

n n لم تصدم أية حكومة ألمانية العالمين العربي والإسلامي مثلما صدمته هذه المرة بدعمها المطلق والمتحيز للغزاة ضد حق أصحاب الأرض الأصليين. وما يُعتبر إهانة حقيقية للمفكر العربي والإسلامي هو أن هذا الموقف المتحجر واللاعقلاني اتُخذ من طرف حكومة ثلثاها من اليسار، يعني نظريا هي ضد الحرب، كيفما كان نوعها وحيثما اندلعت. والإهانة المعنية بالأمر هنا هي أن المفكر في الديار العربية والإسلامية، استيقظ على فاجعة حرق الحكومة الألمانية لكل تراثها الإنساني، الذي بناه فلاسفتها منذ الإرهاصات الأولى للحداثة مع كانط. كانت العلامة „المسجلة“ للألمان في العالم العربي والإسلامي، تطويرهم عبر قرون لإرث فكري، تقتات عليه الإنسانية لحد الآن.

o o إلى أي سبب تعزو موقف الحكومة الألمانية اليوم الداعم لإسرائيل؟

n n يمكن أن يفهم المرء طبيعة موقف هذه الحكومة على مستويات عدة، بناء على فرضيات محددة، نذكر أهمها: انتبهت الحكومة الألمانية الحالية إلى خطأ اختيار خندقها في بداية الصراع الروسي- الأوكراني (الغربي)، في العمق لم يكن اختيارا، بل فُرض عليها فرضا، لأنها كانت مترددة في البداية أيما تردد. لا تلوح في الأفق، كما تخيل الغرب، أية مؤشرات تقنع بأن روسيا ضعفت جراء تحالف كل الغرب ضدها، بل أصبحت الشعوب الغربية تترنح، وتطالب سرا وعلانية بإنهاء هذه الحرب، مما يعني كارثة على الغرب نفسه. وكتمهيد لشيئ من هذا القبيل، سلطت الحكومة الألمانية الضوء، ونزلت بكل ثقلها وسط الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بالمال والعتاد والخبراء، لتصفية الشعب الفلسطيني بغزة، كثمن لإخفاق مشاركتها في الحرب ضد روسيا.
المستوى الآخر هو تاريخ العلاقة المتشنجة لألمانيا مع اليهود، والتي تُوجت بمحرقة النازية ليهود عزل، نساء وأطفال وشيوخ، وتجريدهم ليس فقط من حقوقهم وأموالهم، بل من شرفهم وكرامتهم، أي من إنسانيتهم. هذا الإرث النازي، الذي أصبح وصمة عار على جبين ألمانيا بعد انهزام النازية، يلاحقها يوميا تقريبا، بل لا تزال تدفع ثمنا باهظا له، ماديا ومعنويا، إلى درجة أن محاربة „معاداة السامية“ أصبحت شعار السياسة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، ليس حبا في اليهود، بل محاولة لصقل صورة ألمانيا من جديد.

o o لكن ماذا لو أن النازية لم تكن خسرت الحرب، هل سيكون لديها ذات الشعور؟

n n هذا سؤال جوهري، لأن محاربة „معاداة السامية“، تعني محاربة عرق بشري، ومن الصدف أن العرب يشتركون مع اليهود في هذا العرق. يعني أن ألمانيا، وكل الغرب، يحارب جزءا من هذا العرق على حساب الجزء الآخر، لدواع جيو- سياسية واقتصادية في المقام الأول.
المستوى الثالث هو أن مشاركة الحكومة الألمانية في غزو غزة هو مشاركتها في إعادة تقسيم النفوذ في العالم، أي السماح لها من طرف القوى الغربية الأخرى بالمشاركة في الحركة الاستعمارية الجديدة، لأن الهدف الأخير لمحاولة خنق الشعب الفلسطيني في غزة، وفي الضفة الغربية، هي بسط النفوذ على منطقة الشرق الأوسط، أي استعماره المباشر من جديد، لأن السيناريو المطبق عهدناه منذ فجر الاستعمار الغربي.

o o هل هناك أمل في الأنتلجنسيا الألمانية، بعد خرجة هابرماس ومن معه، وهجومه على المقاومة الفلسطينية؟

n n هابرماس لا يمثل في تاريخ الفكر الألماني المعاصر إلا فاصلة، وضعت بالخطأ، بين الفكر النقدي (مدرسة فرانكفوت) وما يسمى الفلسفة الليبرالية. هو موظف دولة طيع، اتضح من خلال مجموعة من ممارساته بأنه شوفيني نفعي: انقلب على فكر التنوير بإعلان هدنة مع الفكر الديني بدءا من „مناظرته“ في كنيسة كاثوليكية مع رجل دين „البابا بينيدكت“. كاد أن يموت فرحا بالإعلان عن فوزه بجائزة عربية من آلاف الدولارات، قبلها بالليل، ثم رفضها صباحا بعدما تعرض لهجوم سبيغل، واتهامه بدعمه لدول تعتبر في نظره ضد حقوق الإنسان، وخرج مع صديق له في الأسابيع القليلة ببيان لا يساند فقط الصهيونية النازية، بل يدافع فيه عن حقها في إبادة الفلسطينيين. هابرماس لم يكن أبدا نموذج المفكر الألماني، كإيريك فروم مثلا، الذي كان موقفه واضحا من القضية الفلسطينية: دولتان لشعبين، علما بأنه كان يهوديا.
بغض النظر عن المفكرين الموظفين، وهم الأغلبية، الذي يكتبون في فضاء ما تحدده لهم حكومتهم الحالية، فإن هناك نخبة من المفكرين الألمان الشرفاء، الذين ظلوا أوفياء لمبادئهم الإنسانية، وبقي ضميرهم نقيا ووهاجا، لا يعترفون بأي ولي، من غير الولاء لعقلهم وما رضعوه من ثدي مبادئ الأنوار. يساهم هؤلاء في إعادة بناء الوعي الألماني، وإحياء روح العدل فيه وعدم نُصرة أي طرف ضد الآخر، دون التساؤل الجذري عن أساس موضوع التناحر. عملهم مضنٍ ومحفوف بمشاكل عدة، ومنها بالخصوص هذا النوع من الوصاية والحجر، الذي بدأت الحكومات الغربية في ممارسته علانية بمطلع شهر أكتوبر من هذه السنة.

o o لكن هناك حكومات غربية، لم تنزلق في مؤازرة محاولة إبادة الفلسطينيين، بل تطالب بوقف الاعتداء الإسرائيلي على العزل والأطفال والنساء والشيوخ؟

n n يتعلق الأمر عادة بالدول التي اكتوت في تاريخها المعاصر بلهيب الأنظمة الشمولية، كإسبانيا، وإلى حدود ما اليونان، وتعرف حق المعرفة معنى كلمة „الإبادة“ والعقاب الجماعي للمدنيين، وتعذيب البشر من أجل التعذيب، انتقاما منهم لمطالبتهم بحقوقهم وحقهم في العيش الكريم. والملاحظ أيضا أن الدول الأوربية حيث نرى ممارسة الكثير من الناس لدينهم المسيحي، يقفون لأسباب عقائدية- أخلاقية ضد هذه الحرب، لأن فعل القتل محرم، على اعتبار أن الحياة والموت، في مثل هذه المعتقدات، لا يقررهما إلا الخالق، ولا يحق للمخلوق قتل النفس الإنسانية، بسبب أو دون سبب، وأقصى ما يمكن للسلطة القائمة القيام به هو سجن من يرتكب جريمة، واحترام كرامته كإنسان في السجن أيضا. بمعنى أن المرء يمكنه أن يفقد الكثير مما يكتسبه في الحياة، بما في ذلك حقوقه المدنية، وحريته، ومنصبه، لكنه لا يفقد كرامته كإنسان.
زيادة على هذا، في حالة إسبانيا مثلا، فقد كانت مدريد بوابة معاهدة أوسلو، حيث اتفقت فلسطين وإسرائيل على „عقد“ سلام. هذا الدور الرمزي لإسبانيا كبلد نجح في تعبيد الطريق لشيء جميل، هو „تاج“ تحمله الدبلوماسية الإسبانية على رأسها، وتخاف عليه من الكسر.

o o كيف يعيش المهاجر المسلم في أوربا هذه الأيام في سياق حرب غزة؟

n n عامة المهاجرون المسلمون يعيشون تحت ضغط نفسي، لم تنجح حتى الأحزاب اليمينية المتطرفة في إيصالهم إليه من قبل. أصبحت المصالح الأمنية تشير لهم بالأصابع، وتضايقهم في الكثير من المدن الأوربية الكبيرة بسلوكات تذكر بمحاكم التفتيش الإسبانية بعد انهيار الأندلس. تداهم بيوت بعض المسلمين في ألمانيا مثلا، دون سابق إعلان، وتفتش ويتعرض ساكنوها لضغوطات نفسية، للاشتباه فيهم بأنهم يدعمون حماس، بل تطالب دول أخرى بسحب أو إسقاط الجنسيات الأوربية عن هذه الفئة من المواطنين، وبالخصوص عندما يكونون من أصول فلسطينية، بافتراض أنهم إرهابيون. قد يمرون للفعل في أول فرصة تتاح لهم. وهذا هو الحال في بلجيكا وفرنسا مثلا. بل الأدهى أن ألمانيا تعمل بطريقة ممنهجة ليعلن العربي والمسلم علانية على أنه لا يدعم حماس، هناك بعض أرباب العمل ممن يطالبون العاملين عندهم من أصول مسلمة بتوقيع ميثاق شرف بأنهم غير معادين للسامية ولا يدعمون عمليات حماس، ولو بالدعاء.

o o كيف تقيم موقف الحكام العرب والمسلمين والمنظمات العربية من هذه الكارثة، التي يعيشها الفلسطينيون حاليا؟

n n أظهرت هذه الكارثة من جديد، بل أثبتت، بأن الشعوب العربية هي شعوب يتيمة، ليست لها حكومات من صلبها. المنظمات العربية هي طقم أسنان (أسنان اصطناعية dentier)، تصلح لأكل الموز، وليس لتحطيم العظام أو مضغ الحمص المُحمَّص. ومن المعروف أن الإنسان يرجع للأسنان الإصطناعية، إما عندما يفقد اسنانه الطبيعية، لسبب ما، أو عندما يتقدم في العمر. والحالتان مجتمعتان في واقع الحكام العرب والمسلمين ومنظماتهم. نزع الغرب أسنانهم، وزرع لهم أسنانا اصطناعية، يظهرون نظرين (جميلين) عندما يبتسمون، وفي المساء، عندما ينزعونها قبل النوم، لكي لا يبتلعوها، وينظرون للمرآة فإنهم يتنكرون لأنفسهم، وينامون لنسيان بناء سلطتهم على أسس يعون جيدا بأنها قد تتفتت من تحت أرجلهم في أية لحظة، لأن مادة بناء هذه الأسس في يد الغرب.
من السذاجة، بل الحماقة والعمى الوجودي، انتظار أي شيء من الحكام العرب والمسلمين في القضايا المصيرية للأمة، لأن سياسة فرق تسد، معششة في أفئدة هؤلاء الحكام ورؤوسهم. يخافون من شعوبهم، لأن أغلبية هؤلاء الحكام، ليست لهم أي شرعية، منحتهم إياهم شعوبهم – باستثناء المغرب -، ويخافون من بعضهم البعض، ومن الغرب. مساكين حكامنا العرب والمسلمون، يعيشون في مناخ خوف وريبة، قبل أن يموتوا طبيعيا، أو يُقتلوا ويوضعوا في سلة مهملات التاريخ.

o o روسيا تتفرج في هدوء على ما يدور، علما بأنها أعلنت في السابق مرارا وتكرارا بأنها تضمن تحرر فلسطين، وبناء الفلسطينيين لوطنهم. إلى ماذا يشير هذا؟

n n روسيا لا تزال منهمكة في حرب استنزاف مع الغرب الذي كان يعتقد أن سياسة الحرب بالنيابة ستساعده لاستعمار روسيا، لأن الهدف الأول والأخير له هو استكمال تركيعه لها بعد سقوط المعسكر الشرقي. ففي عز مواجهتها للغرب، لا يكون في وسع روسيا إلا التفرج من بعيد، ويدها على الزناد، في محاولة منها للبقاء واقفة أمام غرب، اتضح أنه وجد فيها عظما غير سهل الابتلاع.
بطبيعة الحال لا ندري ماذا يجري في الكواليس بين روسيا والفلسطينيين، وماذا إذا كانت أسلحة روسية قد وصلت إلى ساحة المعركة في غزة قبل بداية الحرب، وما هي طبيعة المساعدات التي لربما قدمتها روسيا من قبل. المجال مفتوح على كل الاحتمالات، في غياب معطيات تحليل موضوعية.


الكاتب : حاوره بالنمسا: عبد العزيز كوكاس

  

بتاريخ : 26/12/2023