تدعيم الوحدة الترابية، صدمة الزلزال وترسيخ مكانة المغرب

الصحراء المغربية : تواصل الدعم الدولي
لمبادرة الحكم الذاتي

في أكتوبر الماضي، اعتمد مجلس الأمن القرار رقم 2703 الذي جددت من خلاله الدول الـ15 التأكيد، مرة أخرى، على سمو مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الحل الوحيد الجاد وذا المصداقية للنزاع حول الصحراء.
وبموجب قراره الجديد، جدد مجلس الأمن أيضا التأكيد على أن حل قضية الصحراء لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، واقعيا وعمليا، ودائما، وقائما على التوافق. ووقعت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة على شهادة الوفاة الثامنة والعشرين لما يسمى بالاستفتاء، الذي تم إقباره منذ أزيد من عقدين
كما كرست الهيئة الأممية إطار اجتماعات الموائد المستديرة، مع المشاركين الأربعة، باعتبارها السبيل الوحيد لقيادة العملية السياسية.
وتعززت وجاهة المقاربة المغربية ، من خلال دعم حوالي 100 دولة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفتح أكثر من 30 قنصلية عامة بمدينتي العيون والداخلة، وعدم اعتراف أزيد من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي.
وفي السياق ذاته، وفي قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، جددت التأكيد على دعمها للعملية السياسية الجارية تحت الإشراف الحصري لمجلس الأمن الدولي من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

 

المغرب والإمارات: تدشين  مرحلة جديدة على درب الشراكة الاقتصادية والاستثمارية

شهدت العلاقات المغربية الإماراتية دفعة قوية، من خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى البلد الشقيق، والتي حققت نتائج مهمة على مستوى ترسيخ الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين.
وأكد الاستقبال الرسمي منقطع النظير، الذي خصص لجلالته من قبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم الاثنين 4 دجنبر، المستوى الممتاز الذي يميز علاقات البلدين، والروابط الأخوية المتينة التي تجمع قائديهما.
وانسجاما مع هذا التوجه ، وقع قائدا البلدين، جلالة الملك محمد السادس، والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على إعلان حول شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة وبأهداف محددة، تروم الرقي بعلاقات البلدين إلى مستوى روابطهما الأخوية المتينة، وتحقيق تطلعات شعبيهما، حيث اتفق القائدان على وضع خطط للعمل المشترك لتفعيل 12 مذكرة تفاهم، تشمل العديد من القطاعات والمشاريع الطموحة.

 

زلزال الحوز…وإشراف ملكي على برنامج طموح

في 8 شتنبر 2023، ضرب زلزال مدمر منطقة المغرب، خلف حصيلة ثقيلة من الضحايا والمصابين. الزلزال الذي كان مركزه في منطقة الحوز، وعانت من آثاره عدة أقاليم من المملكة، هز مشاعر الشعب المغربي بمختلف مكوناته، فسارع منذ الساعات الأولى، إلى تقديم يد المساعدة والعون للضحايا، في هبة شعبية عفوية أظهرت أواصر التلاحم والتضامن التي تميز المغاربة، حملة من التضامن أثارت انبهار العالم كله.
كما رسخت محنة الزلزال العنيف، التلاحم القوي القائم بين العرش والشعب، فمباشرة بعد هذه الفاجعة، أعطى جلالة الملك محمد السادس تعليماته لتعبئة كافة أجهزة الدولة، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية اللازمة قصد تسريع عمليات الإنقاذ، وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة.
ولهذه الغاية، ترأس جلالة الملك، عدة جلسات عمل خصصت ﻟتدارس الوضع، ولتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من هذا الزلزال، ولبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة.
وإلى جانب جلسات العمل هاته، قام جلالة الملك، في 12 شتنبر، بزيارة إلى المركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس» بمراكش، حيث تفقد جلالته الحالة الصحية للمصابين، كما تفضل جلالته فتبرع بالدم، تعبيرا عن تضامن جلالته الكامل وعطفه على الضحايا والعائلات المكلومة.
وتمكن المغرب، بإشراف مباشر من جلالة الملك، من تجاوز مرحلة الإنقاذ إلى مرحلة إعادة تأهيل وتعمير المناطق المتضررة، من خلال وضع برنامج مدروس، ومندمج وطموح، لمواجهة كل تداعيات هذا الزلزال بشكل قوي ومنسجم وسريع، بميزانية توقعية إجمالية تقدر بــ120 مليار درهم على مدى خمس سنوات.

 

المغرب وإسبانيا..شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد

في 2023، واصل المغرب وإسبانيا تجديد شراكتهما الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد، مع التطلع إلى المستقبل.وفي هذا السياق، وضع الاجتماع رفيع المستوى، الذي انعقد يومي 1 و2 فبراير في الرباط، برئاسة رئيس الحكومة عزيز أخنوس، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، وضع لبنة جديدة في صرح شراكة استراتيجية بين البلدين.
وفي بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع، أعرب البلدان عن التزامهما باستدامة العلاقات الممتازة التي جمعتهما على الدوام، مؤكدين رغبتهما في إثرائها باستمرار. كما جددت إسبانيا موقفها المساند للحكم الذاتي منوهة بدينامية الانفتاح والتقدم والحداثة التي يشهدها المغرب تحت قيادة جلالة الملك.
وفي 13 و 14 دجنبر، قام وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بزيارة إلى المغرب، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس الديبلوماسية الإسبانية إلى الخارج منذ تنصيب الحكومة الإسباينة الجديدة.
وبهذه المناسبة، أكد ألباريس أن التنسيق بين المغرب وإسبانيا نموذج حقيقي للتعاون الإقليمي، مجددا التأكيد على الاهتمام الذي توليه إسبانيا للمغرب، كبلد صديق وشريك مهم، وفاعل أساسي في تنمية الجوار الجنوبي للمتوسط.

 

مراكش تحتضن الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي – الروسي

احتضنت مراكش يوم الأربعاء 20 دجنبر، اجتماع منتدى التعاون العربي الروسي، بحضور وزراء الخارجية العرب، والجامعة العربية، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وجاء احتضان المغرب لأشغال هذا المنتدى، ليؤكد مكانة المملكة والثقة التي تحظى بها، على المستوى الإقليمي والدولي.
وتمخضت أشغال المنتدى عن بيان مشترك، أكد أن السلام والاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، كما أشاد بدور جلالة الملك رئيس لجنة القدس في دعم القضية الفلسطينية وصمود المقدسيين، مرحبا بالعديد من مبادرات المملكة المتخذة في إطار تنفيذ السياسة الخارجية التي رسمها جلالة الملك.
واعتمد المنتدى في ما يتعلق بالتنمية المستدامة خطة العمل المشتركة بين جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية للفترة 2024- 2026.
وقال خلال ندوة صحافية مشتركة ناصر بوريطة، أشاد سيرغي لافروف بجهود المغرب لإنجاح هذه الدورة مؤكدا أيضا دعم بلاده لتسوية مستدامة للنزاع في الصحراء المغربية على أساس قرارات مجلس الأمن.

 

انعقاد المؤتمر ال47 لقادة الشرطة والأمن العرب بطنجة

احتضنت مدينة طنجة، في 6 دجنبر، أشغال المؤتمر ال47 لقادة الشرطة والأمن العرب، الذي نظمه المغرب ممثلا في المديرية العامة للأمن الوطني، بشراكة مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، والذي ناقش عددا من القضايا الأمنية.
وأكد المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن استضافة المغرب، وبالضبط مدينة طنجة، لهذا الحدث الأمني البارز يعكس حرص المملكة على توطيد أواصر الأمن العربي وضمان الاستقرار في ربوع الفضاء العربي.
بدوره، نوه أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية،» الأنتربول» بالتطور الكبير الذي يشهده المغرب، وبنجاعة واحترافية مؤسساته الأمنية. كما أبرز الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد بن علي كومان، أن احتضان المغرب للدورة ال93 للجمعية العامة للأنتربول سنة 2025، يمثل تقديرا للمستوى المرموق الذي يحتله المغرب اليوم و لتوفره على كل التجهيزات والبنى التحتية التي تضمن نجاح مثل هذه الأحداث الكبرى.

 

المغرب يترأس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية

في شهر شتنبر، ترأس المغرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية. حيث تم عقد دورة طارئة للمجلس برئاسة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة.
ومع اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، دعا المغرب، بتعليمات من جلالة الملك، ودولة فلسطين، إلى انعقاد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، الذي احتضنته القاهرة في 11 أكتوبر.
وفي الاجتماع الذي ترأسه المغرب، دعت جامعة الدول العربية إلى الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما دعت إلى العمل مع المجتمع الدولي على إطلاق تحرك عاجل وفاعل لتحقيق ذلك، تنفيذا للقانون الدولي، وحماية لأمن المنطقة واستقرارها.
من جهته، قال ناصر بوريطة، إن جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يدعو للخروج من منطق الصراع والعنف، إلى منطق السلام والتعاون وبناء فضاء مزدهر لجميع شعوب المنطقة، مبرزا استعداد المغرب الانخراط في أي جهد عربي ودولي يروم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.

حضور فاعل للمغرب في مجلس السلم والأمن خدمة للقضايا النبيلة لإفريقيا

تميزت سنة 2023، بحضور فاعل ونشط للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، خدمة للقضايا النبيلة للقارة ومصالح المواطن الإفريقي تجسيدا للرؤية الملكية للعمل الإفريقي المشترك.
وعلى غرار ولايته الأولى في مجلس السلم والأمن (2018-2020)، ضاعف المغرب خلال ولايته الثانية (2022-2025) إجراءاته الرامية إلى الحفاظ على الوحدة والتضامن الإفريقيين من خلال الوضوح والموضوعية والحياد، واضعا مصالح إفريقيا والمواطن الإفريقي في صلب اهتماماته.
وهكذا، دافع المغرب، في مختلف اجتماعات المجلس عن الوحدة الترابية للبلدان الإفريقية وعن ضرورة اعتماد مقاربات شاملة ومندمجة ومتعددة الأبعاد، تقوم على ثلاثية السلم والأمن والتنمية، من أجل رفع التحديات المتعددة التي تواجه القارة.


بتاريخ : 30/12/2023