عين بني مطهر : تعليق إعادة تأهيل مستوصف صحي يعمّق معاناة المرضى

مرّت أزيد من تسعة أشهر على إعطاء انطلاقة عملية إعادة تأهيل المستوصف الصحي بمدينة عين بني مطهر، في عملية إقليمية شملت عددا من المستوصفات الصحية بمجموعة من الجماعات الترابية بنفوذ إقليم جرادة. وحفاظا على استمرارية المرفق العام تم نقل جزء من الخدمات الصحية التي كان يقدمها هذا المستوصف الصحي إلى المركز السوسيوثقافي، وجزء آخر منه إلى المستوصف الصحي الحديث البناء بحي الزياني، الذي تم افتتاحه قبل بدأ أعمال التهيئة رغم بعده عن عين بني مطهر المركز.
الغريب في الأمر هو أن عملية التهيئة هاته انطلقت وتوقفت لمدة تتجاوز الخمسة أشهر دون إعطاء تبريرات لهذا التوقف الذي عطّل العملية، والذي تسبب في المزيد من المعاناة لساكنة المدينة التي يتجاوز عدد سكانها العشرين ألف نسمة دون احتساب عدد من الأسر التي استقرت مؤخرا بهامش المدينة في إطار الهجرة القروية التي أملتها عدد من الأسباب، لعل أهمها استمرار موجة الجفاف الذي يضرب المنطقة.
ويأتي هذا التعثر في الوقت الذي كانت ساكنة عين بني مطهر تتطلع إلى فعل صحي يستجيب لمتطلباتها ولحاجتها لعرض صحي، يغنيها عن اللجوء إلى الطب الخاص بكلفته الباهظة والتي تتجاوز القدرة المالية لعدد كبير من الأسر التي تعاني جراء الوضع الاجتماعي المتردي الذي تعيشه، حيث يتبين على أن انتظارها قد يطول في ظل توقف أعمال التهيئة التي يعرفها المستوصف الصحي، وكذا تأخر إنجاز المستشفى المحلي الذي تتمنى الساكنة أن يتم الشروع في تشييده في أقرب الأجيال، والذي يبقى حلما ظلت الساكنة تنتظره منذ سنوات.
وفي ظل غياب معطيات حول أسباب توقف الأشغال، يبقى المواطن في عين بني مطهر بين مطرقة ترقب عرض صحي يستجيب لتطلعاته، وسندان التنقل إلى المستشفى الإقليمي بلعوينات، أو اللجوء إلى الطب الخاص رغم كلفته وما يترتب عنه من مصاريف إضافية. وتنضاف عدوى التوقف التي أصابت هذا المستوصف الصحي إلى عدد من المشاريع التنموية التي لازالت معطلة حتى اللحظة، فهل ستنظم هذه المنشأة الصحية إلى باقي المشاريع المتوقفة أم أنها ستَشُدّْ عن هذه القاعدة وتشهد استئناف أشغال التهيئة ونحن نعيش أولى أيام سنة جديدة.


الكاتب : الطيب الشكري

  

بتاريخ : 04/01/2024