امتحانات الأسدوس الأول بالتعليمين الخاص والعمومي ..خطان غير متوازيين يضربان مبدأ تكافؤ الفرص

في الوقت الذي دخل تلاميذ التعليم الخصوصي غمار امتحانات الدورة الأولى منذ بداية السنة، أي انطلاقا من شهر أكتوبر، ويخوضون هذه الأيام فروض المراقبة المستمرة ، كما كان مقررا له في إطار تنظيم الامتحانات المدرسية بمختلف مكوناتها وبمختلف الأسلاك التعليمية (التعليم الثانوي والتعليم الإعدادي والتعليم الابتدائي وأقسام تحضير شهادة التقني العالي)، وذلك في إطار توحيد فترات الامتحانات الوطنية والجهوية والمحلية بين مختلف الأكاديميات.
وحسب البرنامج الذي حددته وزارة التربية الوطنية والمواعد والمواقيت المعدلة الخاصة بالامتحانات الإشهادية برسم السنة الدراسية 2023-2024، فقد أنهى أمس تلاميذ الابتدائي والإعدادي والثانوي ببعض مدارس التعليم الخاص آخر امتحانات المراقبة المستمرة والتي ابتدأت جلها من ثاني يناير وستنتهي يوم الثامن منه، في حين هناك مدارس خصوصية أخرى ستنتهي بها الامتحانات يوم 10 يناير، بالسلك الابتدائي والسلك الثانوي الإعدادي والسلك الثانوي الـتأهيلي.
في هذا الوقت، لا يزال تلاميذ التعليم العمومي يتخبطون وسط الارتباك الذي أحدثته الإضرابات التي عرفتها بلادنا منذ 5 أكتوبر، مما يضرب بشكل كبير مبدأ تكافؤ الفرص الذي يطمح إليه الجميع، رغم أن المذكرة الوزارية التي توصل بها المفتشون العامون والمديرتان والمديرون المركزيون ومديرة ومديرو الأكاديميات الجهوية ومديرو المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والمديرات والمديرون الإقليميون والمفتشون التربويون ومديرو ومديرات المؤسسات التعليمية والأساتذة والأستاذات، وهي المذكرة الخاصة بتكييف تنظيم السنة الدراسة 2023-2024 ، والتي أصدرتها الوزارة على إثر الإضرابات والتوقفات الطويلة التي عرفتها المدرسة العمومية والتي استمرت لثلاثة أشهر، وأثرت بشكل سلبي على سير العملية التربوية.
المذكرة ورغم أنها نصت على مبدأ تكافؤ الفرص المكفول لجميع التلاميذ المغاربة بالتعليمين الخاص والعام ، إلا أن الحاصل اليوم هو أن هناك تلاميذ أنهوا دروسهم بشكل عادي وهم الآن بصدد إجراء امتحاناتهم، وتلاميذ آخرين لم يتلقوا دروسهم كاملة، بل منهم من لم يبدأها، مع العلم أن المذكرة الوزارية في شأن تكييف الحياة المدرسية أعطت كسقف لهذه لامتحانات شهر مارس المقبل، خصوصا تاريخ الامتحان الموحد المحلي بالنسبة للسادسة ابتدائي والثالثة إعدادي بناء، حسب ما جاء في مذكرة وزارة التربية الوطنية، على مدى التقدم في إنجاز البرامج المدرسية مع اعتماد المرونة في برمجته، على ألا يتعدى تاريخ يوم السبت 2 مارس2024 ، مع تأجيل موعد إجراء الامتحانات الموحدة الوطنية والجهوية والإقليمية بأسبوع، وإنجاز فرض واحد في كل مادة بجميع المستويات خلال ما تبقى من الزمن الدراسي للأسدوس الأول، في حين ستبتدئ المدارس الخاصة الامتحان المحلي للدورة الأولى2023-2024 ، حسب ما استقته الجريدة من معلومات، يوم 15 يناير 2024، بالنسبة للسنة السادسة ابتدائي وسينتهي الامتحان المحلي للسادس ابتدائي يوم 16 يناير 2024. أما بالنسبة للسنة الثالثة إعدادي فسيبتدئ الامتحان المحلي يوم 15 يناير 2024 وسينتهي يوم16 يناير 2024، وسيمتحن التلاميذ في مواد اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية وعلوم الحياة والأرض واللغة العربية والعلوم الفيزيائية والرياضيات والاجتماعيات مع ترك صلاحية برمجة المواد غير المعممة للمؤسسات…
امتحانات ودروس تمر بشكل عادي واعتيادي بالمدارس الخصوصية، وإضرابات وتوقفات وتعثر بالمدارس العمومية.. هذا هو ما يميز التعليم المغربي الذي يسير برجلين غير متوازيتين وهو ما يضرب بعمق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد..


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 10/01/2024