رقصة السراب

 

إن نسيت المشيَ في الظلِ،
فاحذر توازنك وسط الضَوءِ القَاتِمِ ،
رتِقِ الستائر…
واترُكِ الباقي، للخُلوةِ…
كي تَخِيطَ السرابَ نسيانا
لا ترقص على حبل الغريق
فالمواعيد قد تكون مرت
أو أجلت
في حروف قصيدةٍ
نسيانها مختبئٌ
في دروب الموج
في ورق الخريف،
معزوفةْ الرحيل
معزوفة الرحيل أجراس
أَرَادَتْ أن تُنسي حدود الفراغ
ومطرقة القاضي…
قد لا تحمي صمتك من الضياع
وهل يكفيك عمرا
لينصهر صمتك المُعنَّى
احذر حَكيَ الغريق
أتركِ الرثاء لحواريِي الأنبياء
لا تمت وحدك في كنف الاستسلام
ويبقى صمتك بلا عنوان؛
تسلق خيوط المطر
انسج قصائدك قبل أن تجف بحور
الكلمات
وتسقط أوراق الخريف،
انظِمِ الحروف من شتاء العراة
لا تشتك الشعر للشعراء
فقوافيهم مطروزة على ثدي امرأة
نبتت حَلَمَةُ في الربيع

إن نسيت المشي في الظل
وعانقت سبات القصيدة
لا تكن بطل الحرف العابر
المنسي في جعة ونبيذ،
لا تكن حرف الحاء
ولا حرف الباء
فَهُما الحيرة والبلاء في مملكة الشعراء،
تعلم لغة الموج الصامت
كي لا تنسى ظلك،
احذر حكي الغريق
فصراخه سراب
منسوج بخيط المطر
لا تنس ظل ظلك
حتى وان سجلوا غيابك
وأحرقوا كل القصائد التي لم تولد بعد
إن نسيت المشي
لا تبتعد قبل أن ترحل إليه
وتكتب شعرا يلد طفلا عاريا
في مدينة بلا ذاكرة،
قد تسميه غيابا
قد تسميه حضورا…
طويلا أو قصيرا،
فقط
احذر عتاب الراوي
فهو يكره ربان السفينة
وبحور القصيدة


الكاتب : الأزهري الطليعة اللطيف

  

بتاريخ : 12/01/2024