الفقيد محمد الفكاك كما عرفته

 

التقيت أخي وزميلي الفقيد محمد الفكاك بمقر ك د ش بشارع محمد السادس بدرب بوعزة بن علي بخريبكة في الموسم النقابي 1985/1986 في إحدى تجمعات النقابة الوطنية للتعليم والذي ترأسها الفقيد محمد أديب عضو المكتب الوطني للنقابة في مشكل تتظيمي داخلي.
وكان الفقيد آنذاك كاتبا للفرع بمدينة خريبكة..
التحقت مباشرة بالنقابة الوطنية للتعليم في سنة تعييني بثانوية مولاي رشيد بمدينة خريبكة كأستاذ الثانوي التأهيلي غير رسمي في مادة العلوم الطبيعية وبدون رقم تأجير!!..وفي ذلك اللقاء التنظيمي الذي أطره الفقيد محمد أديب عضو المكتب الوطني للنقابة وعضو المكتب التنفيذي للمركزية آنذاك وهو ابن تادلة البار…واستعدادا لتجديد الفرع انتخبت عضوا لمجلس الفرع ممثلا للجنة المؤسسة لثاتوية مولاي رشيد …وكانت النقابة تتميز بتواجد أربعة فصائل نقابية: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والطليعة الديمقراطي الشعبي ومنظمة العمل الديموقراطي الشعبي والقاعديون، وكان الصراع حادا بين تلك الفصائل،وكان الفقيد الفكاك حينئد منتميا لحزب الطليعة بمعية المرحوم لكبير لكراوي والمرحوم محمد عاطف و المرحوم محمد المالكي والمرحوم محمد مبروم والمرحوم الجيار…في حين كان فصيل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يتكون من المرحوم مصطفى طه والعربي ادريوش وميلود الحناني والمرحوم حميد شارق وادريس سالك وممثل منظمة العمل الدبموقراطي الشعبي المرحوم عبد القادر ازريع وحسن نعام والحسبن حجي أما عن القاعديين فكان يمثلهم العلاوي والطالبي وبوكطب.
وبعد استفحال المشكل التنظيمي ،بعث المكتب الوطني بلجنة تتكون من بلعربي والمتوكل و المرحوم ازريع وعبد العزيز منتصر ،الذين قضوا يومين بمدينة خريبكة يومين كاملين في شهر رمضان واتخذوا مجموعة من القرارات التنظيمية والتي لم تعجب أحد الفصائل الذين
غادروا التنظيم في اتجاه إحدى النقابات التعليمية بخريبكة…
كما ساهمنا جميعا في الزخم النقابي الجاد من خلال الإضرابات القطاعية أو المركزية وخاصة إضراب 14 دجنبر 1990 او إضرابات داخل الفوسفاط بحيث شارك الفقيد بمعية مناضلي التعليم والذين كانوا يوزعون النداءات في محتلف توقفات حافلات العمال بأحياء لبيوت والمسيرة والنهضة و العدولات والروداني ولخوادرية والفيلاج والقرى المنجمية : بوجنيبة وحطان وبولنوار حيث كان القمع مسلطا على الفوسفاطيين وكانت فترات الجمر والرصاص والاعتقالات والمحاكمات الصورية هي المهيمنة على الوضع السياسي بالبلاد…كما شارك في تظاهرات فاتح ماي منذ 1977 أول فاتح ماي بمدينة خريبكة الساخنة والتي كانت تجوب أهم الشوارع بالمدينة إلى حين مغادرته النقابة…
والتقينا معا أيضا في المعارك الاجتماعية المحلية منها على الخصوص مع المعطلين سنة 1997 حيث تم الهجوم من طرف القوات العمومية والتي اعتقلت مجموعة من المناضلين منهم الفقيد محمد الفكاك والمرحوم يحيى المستاري وآخرين…وشارك أيضا في استقبال أبناء العراق الشقيق في معركة الخليج الأولى وساهم في عشرات المسيرات التضامنية مع الشعبين العراقي والفلسطيني محليا ووطنيا وجهويا. وشارك في كل المعارك التي نظمتها اللجنة المحلية ضد الحكرة أو من خلال الدفاع على المدرسة العمومية أو ضد الغلاء…وكان المرحوم عضوا نشيطا وفعالا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان…
وكان الفقيد مولوعا بقراءة الكتب الوطنية والعالمية،حيث كان الكتاب يرافقه كظله في كل مكان وزمان، وهو مثقف عضوي، كما كان مهووسا بحب السينما ،وكان منخرطا بالنادي السينمائي بخريبكة المنظم لمهرجان السينمائي الإفريقي والذي شارك في جميع دوراته منذ 1977 إلى يومنا هذا، وكان جميع المشاركين يعرفون المرحوم سواء بلباسه المتمرد أو من خلال نقاشه المتميز ومن خلال الحلقات التي كانت تنظم على هامش الدورات..
وفي غياب أي نشاط سياسي أو نقابي أو سينمائي تراه يجوب شوارع المدينة بهندامه المتمرد، يعبيء القوات الشعبية ويتحاور معها..إنه محمد الفكاك كما عرفته وعشت معه اكثر من نصف عمره ذي 76 سنة، مخلفا وراءه زوجة صالحة و مخلصة له ومناضلة السيدة حفيظة العلالي وينحدران معا من مدينة أبي الجعد مخلفا ثلاثة ابناء، المهدي وولادة و لوبنة…


الكاتب : إدريس سالك

  

بتاريخ : 16/01/2024