رحل الفنان المبدع الكوريغرافي والسينمائي لحسن زينون، الثلاثاء الماضي، بعد مسيرة فنية مليئة بالعطاء الفني والإبداعي.
لحسن زينون الذي ازداد سنة 1944، في درب مولاي الشريف بالدار البيضاء. حصل على أول جائزة في الرقص من المعهد البلدي بالدار البيضاء سنة 1964. ولما أصبح راقصاً نجما اشتغل مع كبار الكوريغرافيين، مثل بيتر فان ديك وجورج لوفيفر وأندي لوكليرهان فوص وجان برابان. وفي 1978 وأسس الفقيد كما تقول سيرته الفنية مع زوجته ميشال باريت مدرسة للرقص وفرقة «باليه – مسرح زينون»، التي تخرج منها عدة راقصين .
واستطاع الفنان لحسن زينون من خلال أعماله الإبداعية أن ينال شهرة عالمية،حيث قدم عدة عروض في الغرب وفي العالم العربي، وأسهم في تصميم الرقصات لعدد من الأعمال السينمائية منها «الإغراء الأخير للسيد المسيح» لمارتن سكورسيزي و»شاي في الصحراء» لبرناردو برتولوتشي، و»ظل فرعون» لسهيل بنبركة.
واشتغل أيضا في السينما من خلال إخراجه عدة أفلام قصيرة «حالة هذيان» سنة 1991، «الصمت» سنة 2001، «البيانو» سنة 2002 ثم فيلم «عثرة» سنة 2003، وهو الفيلم الذي نال عدة جوائز عدة، ثم فيلم «عود الورد» و كذلك فيلم»موشومة»، وسيرته الذاتية تحت عنوان «الحلم الممنوع»سنة 2021.
اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، نعى الفقيد لحسن زينون، « رحل أنيق السينما المغربية مخلفا وراءه فنا وصيتا حسنا، تاركا غصة في قلوب محبيه وأصدقائه لحسن سيرته وحبه لمحيطه الإبداعي. رحل كما سنرحل جميعا مخبرا إيانا ألا شيء يستحق الموت من أجله غير المحبة وصياغة شعارات الحفاظ على التوازن في دنيا مليئة بالقبح والبحث عن الذات ولو على حساب الآخرين. مات زينون جسدا لكن روحا سيظل حرا في كل الآفاق، وراقصا في كل الأمكنة الكائنة والممكنة. نم هنيئا في رقدتك الأبدية يا نورس السينما المغربية، سنحفظ ذكراك بقدر ما أحببتنا وأحببت فنك الراقي».
وكتب عبدالسلام الفيزازي على صفحته الرسمية في الفيسبوك ناعيا الفقيد الكبير : « أعلم ورب الكعبة، أعلم أن لا اعتراض على حكمك خالقي، لكن أليس من حقي أن أبكي الغالي لحسن زينون؟ هذا الإنسان لا أعتبره مفخرة المغرب فقط، بقدر ما يمثل مفخرة الإنسانية قاطبة.. أتصور حزن عزيزتي آمنة الصباري التي ولأول مرة خانتها اللغة، كما تخونني اللحظة.. ألم تكوني عزيزتي أول من فتح لها أبواب المحبة على مصراعيها في مهرجان تاصميت..!
أما يكفينا عزاء يعانق عزاء، ونحن نعلم أن ذات المصير ينتظرنا..! أجل، فقط لماذا اليوم سبقتني الصاعقة قبل أن أقرأ تدوينة آمنة وهي تتهجى لغة العزاء، معلنة أن المصاب جلل؛ وحين تعلنه آمنة، فلا يمكن إلا أتقاسم معها نفس اللوعة، ونفس الحزن الذي لا يمكن أن يوصف.. السي لحسن قبل أيام كنا نطلب من الخالق أن يشفيك، إلا أن الله يريد يا عزيزي، ونحن نريد، وفي آخر المطاف لا يكون إلا ما يريد..إلى اللقاء يا غالي، سافرت وذات السفر ينتظرنا، فصبرا جميلا أحبته، وعزائي لزوجته ميشيل رفيقة العمر».
وعن رحيل لحسن زينون، كتب بوشعيب الدباغ قائلا «
ثمة أناس عندما يرحلون، يتركون في النفس شحنة عميقة من الحزن، لوفائهم وعطائهم السخي وتواضعهم الإنساني، ولما في رصيدهم الفني من تراكم إبداعي جميل جدا، ولحسن زينون واحد من هؤلاء الكبار، الذين لم تغير أضواء الشهرة شيئا في سلوكهم، ولم يرسموا مسافة من التباعد بينهم وبين أصدقائهم ومعارفهم القدامى، الذين تقاسموا معهم خطوات الطريق.
رحم الله لحسن زينون، فنانا مبدعا وإنسانا أصيلا، ترك وراءه سجلا حافلا بالتنوع والتجدد، باعتباره مصمما للرقص، ومخرجا للسينما، وعاشقا للتراث، ومغربيا حقيقيا متمسكا بهويته، حرا في فكره وفنه».
الفنانة لطيفة أحرار كتبت ناعية الراحل زينون «
حزينة …رحيل رجل كان يراقص الأرواح والكلمات ….
الله يرحمك السي لحسن زينون ،الفنان المتعدد، تعازي لعائلتك وكل محبيك».
الإعلامي عبدالرحيم أريري هو الآخر كتب في تدوينة له ناعيا لحسن زينون ،جاء فيها «رحم الله المبدع الكوريغرافي والسينمائي لحسن زينون الذي خلد بصمته الرائعة مع التراث الشعبي وأبدع من خلال لوحات «فَرْحَةْ دُكَّالَةْ» التي ترجم من خلالها أروع المشاهد التي رفعت من قيمة موروثنا الشعبي الغنائي المسوم بـ «الْعَدَّانْ» أو «الْمَايَةْ» النسائية الدكالية التي تناولت عدة مواضيع اجتماعية.
هذه المشاهد النسائية فوق ركح الأداء الفني كجزء من لوحات «فَرْحَةْ دُكَّالَةْ»، بث فيها الراحل لحسن زينون روح الثقافة الشعبية بمختلف تعابيرها، (لباس المرأة المغربية البدوية الدكالية وأهازيجها الجميلة) وهي تتسول الفرح والسعادة للفلاح /الرجل / الفارس المقبل على الزواج، مدثرا بالجلابة ومتأبطا «الكمية». اللهم ارحم الفقيد لحسن زينون وأحسن إليه».
الشاعر والإعلامي عبدالحميد الجماهري، نعى صديقه لحسن زينون، وكتب تدوينة يقول فيها:» راقصا مع الأبد، رحل لحسن زينون إلى حيث الحلم غير ممنوع….».