وجه من الجهة.. سي الطيبي بنعمر رفيق المهدي بنبركة ورائد الحركة الجمعوية بالمغرب

 

 

ولد السي الطيبي بنعمر في بداية العشرينيات، وتابع دراسته بثانوية مولاي يوسف بالرباط، وهي المرحلة التي جعلته محط اهتمام الشهيد المهدي بنبركة وتم استقطابه ضمن مجموعة من المناضلين في حزب الاستقلال، وبعد حصوله على الاختصاص في الرياضيات بدأ سنته الأولى في التعليم العالي بالجزائر، ثم فرنسا، وسطع نجمه في الرياضيات وخولته الرتب الدراسية الحصول على منحة شخصية من المغفور له محمد الخامس، وخلال هذه المدة ربط ، كباقي المناضلين الوطنيين، علاقات قوية مع رجالات الحركة الوطنية.
ويعتبر السي الطيبي بنعمر ثاني مجاز بعد المهدي بنبركة في الرياضيات، وكانت العلاقة بينهما أكثر من التخصص النادر ، بل بادر الشهيد المهدي بنبركة إلى تأسيس حركة الطفولة الشعبية ورئيسها السي الطيبي بنعمر، والجمعية المغربية لتربية الشبيبة رئيسها سي محمد الحيحي، والشبيبة الاستقلالية كاتبها العام سي ع الكريم الفلوس، رحمهم الله جميعا.
ظل السي الطيبي مرافقا للشهيد المهدي بن بركة في تحضير وتأطير الشباب بمشروع طريق الوحدة الذي ربط بين منطقتين، الأولى خاضعة للحماية الإسبانية والثانية خاضعة للحماية الفرنسية، هذه المشاريع ظلت ترافقه حتى في مجال التخييم ومشروع «خرزوزة» استمرارا لمشروع طريق الوحدة.
جعل من القضية الفلسطينية قضية وطنية بامتياز سواء في أنشطة الحركة أو باستقبال أطفال فلسطين بالمخيمات، من هذا المنطلق يمكن اعتبار المرحوم سي الطيبي بنعمر من المؤسسين لمفهوم المجتمع المدني، وهو ما جعل حركة الطفولة الشعبية تعلن عن استقلاليتها التنظيمية من أي توجه حزبي في تلك المرحلة، التي كانت فيها كل التنظيمات النقابية والجمعوية تابعة لحزب الاستقلال .
كما أن السي الطيبي ساهم في مغربة الإدارة المغربية عندما تحمل المسؤولية في وزارة الأشغال العمومية قطاع النقل، وهو الذي أشرف على إحداث المكتب الوطني للنقل ثم المفتشية العامة لوزارة النقل، وكاتبا عاما للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، وكان من المهندسين المباشرين الذين أشرفوا على المسيرة الخضراء .
وكما كتب عنه رفيقه فتح الله ولعلو في الكتاب المعنون( الطفل الذي كنته) الذي أعده الصحافي المصطفى لعراقي تكريما للرئيس المؤسس لحركة الطفولة الشعبية:
« رجل كله خصال رفيعة أصوله من عائلة فقيرة أثرت بدون شك على شخصيته، الإنسان الخجول الكتوم الذي يبتعد عن الأضواء ،،،انخراطه في الحركة الوطنية وفي المد الديمقراطي التقدمي وتوظيف ذلك كله في عمله الذي استمر ستة عقود في خدمة الطفولة الشعبية أبرزت بجانب ذلك مؤهلاته كرجل خدوم ومبدع في مجال التربية والتكوين، وكان في نفس الوقت منفتحا باستمرار على الحوار والعمل المشترك بجانب الآخرين. كان سي الطيبي يفرض الاحترام من طرف الجميع، من المفروض أن يطلق اسمه على بعض المؤسسات التربوية والتعليمية،  سي الطيبي رجل لا ينسى».


الكاتب : عبد اللطيف البيدوري

  

بتاريخ : 20/01/2024