تؤكد الوزارة أنها تتكفل بـ 127 ألف مريض في مراكزها الجهوية : مرضى السرطان .. معاناة مع المرض، شلل في الخدمات الصحية، وعراقيل التدبير الإداري

 

تسويف، مماطلة، طول مواعيد، أعطاب الأجهزة، غياب الأدوية، تتعدد «المبررات» والوضع واحد، معاناة مستمرة للمرضى المصابين بأمراض السرطان، الذين يتكبدون المشاق ويعيشون المحن، المادية والمعنوية، العضوية منها والنفسية، في مواجهة المرض وفي التعامل مع بعض القائمين على الشأن الصحي في المراكز والمستشفيات.
معاناة، تظل هي العنوان الأبرز لما يعيشه العديد من المرضى من أجل الحصول على موعد للقيام بفحص بـ «الماموغرافي»، أو «الإيكوغرافي»، أو «البيدسكان»، أو لإجراء تحاليل، أو لعرض الذات على طبيب مختص، أو بحثا عن دواء، أو من أجل مباشرة حصص العلاج بالكيماوي، وغيرها من «الوضعيات» العلاجية، التي تتطلبها الحالة الصحية لكل مريض، الذي قد يجد نفسه مطالبا بالبحث عن سبيل آخر للعلاج خارج أسوار المؤسسة الصحية العمومية، بسبب تعدد الأعطاب التي تجعل من مرور المريض بأروقتها مرورا عسيرا تعترضه مجموعة من التحديات، والتي قد تزيد من تفاقم حدّتها، سلوكات بعض المهنيين، التي تجعل المرضى وأسرهم يطرحون أسئلة عن سرّ غياب الأنسنة في عالم المرض؟
مرضى، تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في المقابل على أنها تتكفل بـ 127 ألف مريض ومريضة، حيث أبرزت من خلال معطيات رقمية لها تهم سنة 2023 أن عدد من استفادوا من الكشف المبكر عن سرطان الثدي قد بلغ مليونا و 248 ألفا و 600 سيدة، إلى جانب 51 ألف مستفيدة من الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. وتبيّن أرقام الوزارة أن عدد الحالات التي تم تشخيصها والتي تهم الإصابة بسرطان الثدي قد بلغ 1870 حالة، إلى جانب 137 حالة تهم الإصابة بسرطان عنق الرحم، وهي الأرقام التي لا تعكس الحجم الحقيقي لتفشي المرض، خاصة بالنسبة لسرطان الثدي الذي يتصدر قائمة السرطانات التي تصيب النساء.
وإذا كان عدد مهم من المرضى يتوجهون إلى القطاع الخاص بحثا عن علاج يتّسم بالسلاسة والفعالية، دون تسجيل أي تعثر أو تأخر، خاصة وأن الأمر يتعلق بمرض يتطلب تكفلا مبكرا وسريعا، فإن مصابات أخريات بهذا المرض يعانين في المصالح الاستشفائية العمومية، إلى غاية اليوم، في عدد من المناطق، ويطالبن بإعادة النظر في السياسة الصحية التي تخص المصابين بالسرطان، والتي تحتاج إلى بلورة جديدة تتماشى مع خصوصية وطبيعة المرض والأرقام المتعلقة به، التي تعرف تناميا متواصلا، بسبب عوامل متعددة.
وأكد عدد من المرضى في تصريحاتهم للجريدة، على أن للمرض ثقل، عضوي ونفسي كبير، وهو ما يستدعي تطوير المجهوادت التي عرفها مجال التكفل بالسرطان في بلادنا، والارتقاء به إلى مستويات أخرى لإحراز التقدم في هذا الباب لا لتسجيل نكوص يزيد من مآسي المرضى ومعاناتهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/01/2024