كلمة : احتفالية بلا طعم

محمد الطالبي

 

 

احتفل البرلمان بغرفتيه، الأسبوع الماضي، بمرور أزيد من 60 سنة من ميلاده رغم أن التأسيس كان مع المجلس الاستشاري سنة 1956، برئاسة المهدي بنبركة، مما يعني أن المشرفين، ورغم استحضارهم، على مستوى مطبوعات المجلس الاستشاري ورموزه، فإنهم سياسيا ورسميا ألغوا المرحلة، في تغول طال حتى التاريخ السياسي للبلد وذاكرة البلد التي لن يكون تاريخها المعاصر مستقيما دون استحضار عريس الشهداء وواحد من أهم بناة طريق الوحدة.
الاحتفال غير الاحترافي إخراجا ومضمونا اقتصر على معرض للصور وكتيب اختار واضعوه أن يكون المهدي في أسفل الصورة، وندوات لعدد من الأساتذة الجامعيين، في حين غاب رؤساء المجلس الأحياء منهم وقدماء البرلمانيين ومسؤولي الأحزاب السياسية برمتها والنقابات والمجتمع المدني، وبقليل من الإعلام، وكأن الأمر لا حدث في تجربة ديموقراطية مازالت تشق طريقها بإصرار رغم ما يسجل على المرحلة من مؤاخذات بعد المتابعات التي تجري من طرف العدالة والتهم الصادمة للجميع .
لكن الخطاب الملكي الموجه للبرلمان أشار إلى مرحلة التأسيس، مرحلة مؤسسي المغرب الحديث، «منذ استرجاع المغرب لحريته واستقلاله، حرص جدنا المقدس، جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، بمشاركة القوى الوطنية، على تمكين البلاد من مجلس وطني استشاري، كلبنة لبناء ديمقراطية تمثيلية»، وهي إشارة ملكية واضحة تعتز بتاريخنا المغربي، تاريخ الوطنية والوطنيين .
ملك البلاد كان واضحا أيضا في التنبيه إلى الاختلالات من حيث  «ضرورة تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين على غيرها من الحسابات الحزبية، وتخليق الحياة البرلمانية من خلال إقرار مدونة للأخلاقيات في المؤسسة التشريعية بمجلسيها تكون ذات طابع قانوني ملزم، وتحقيق الانسجام بين ممارسة الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية، فضلا عن العمل على الرفع من جودة النخب البرلمانية والمنتخبة، وتعزيز ولوج النساء والشباب بشكل أكبر إلى المؤسسات التمثيلية».
الرسالة واضحة ستليها إجراءات وتدابير مؤكدة قرار الوطنيين باختيار المغرب الديموقراطية ولن يتراجع عنها كخيار استراتيجي وقرار شعبي .يبقى على مؤسستي تسيير الغرفتين مراجعة حساباتهما لأن البرلمان له حرمة وجب حمايتها من العابثين والفاسدين والمتسللين تحت أية يافطة كانت لأنه لا يمكن استبلاد الناس كل الوقت، وإن كان بعضهم يستبلد بعض الوقت.
سقط القناع وانكشف البؤساء ومن على شاكلتهم لأنه غير مسموح بتواجد أشخاص يمتحون فقط من « تحياحت وبخواء فكري وسياسي «، وبتطاول فج على المؤسسة وينفرون المغاربة من مؤسستهم التشريعية،  وحمى الله هذا الوطن !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 25/01/2024